فجر الجمعة

نداء الجمعة || غزوة الأحزاب (الخندق)

 

أيها المؤمنون الكرام من الأحداث الإسلامية المفصلية التي حدثت في عهد الرسالة المحمدية وفي الأيام أو في السنوات المدنية من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وقوع غزوتان كبيرتان ولهما الأثر الكبير في انتشار الدعوة الإسلامية وترسيخ قواعد الدعوة والدولة المحمدية ودخول الناس كذلك في الإسلام أفواجاً من وذانك الغزوتان اللتان وقعتا في شهر شوال هما غزوة أحد وغزوة الأحزاب المعروفة كذلك بغزوة الخندق نسبة إلى الخندق الذي حفره رسول الله وأصحاب حول المدينة المنورة وقد تناولت سورة آل عمران قصة أو أحداث غزوة أحد وفصلتها تفصيلاً تاماً وبينت ما بها من الحكم والمواعظ والمواقف والعبر والدروس التي يجب أن نستفيد منها ونتبعها ونتخذها لنا درساً في حياتنا وأما بالنسبة إلى غزوة الأحزاب فقد تناولتها سورة الأحزاب وبينت بعض وقائعها وما جرى فيها وسوف أجعل حديثي حول غزوة الأحزاب تحت عنوان غزوة الأحزاب دروسٌ وعبر.

تاريخ الغزوة هو السنة الخامسة للهجرة في شهر شوال في منتصف الشهر تقريباً ومدتها استمرت قرابة الخمس والعشرين يوماً قرابة خمسٍ وعشرين يوماً ويذكر المؤرخون أن أسباب الغزوة هو أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن أخرج بني النضير وهم قبيلة من قبائل اليهود المستوطنة للمدينة المنورة حيث أن القبائل المستوطنة في المدينة المنورة من اليهود ثلاث بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريضه وقد وقع رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبينهم معاهدة معاهدة واتفاقاً أمنياً واقتصادياً ودينياً واجتماعياً وهي وثيقة حرية بأن تتخذ وتدرس ويطلع عليها المؤمنون.

 

إلا أن بني النضير نقضوا العهد وأعلنوا محاربة رسول الله صلى الله عليه وآله ونشروا الفساد وحاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نقضوا العهد أخرجهم رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة المنورة وذهبوا إلى خيبر حيث هناك أيضاً استيطان يهودي كان في منطقة خيبر فذهبوا إلى جماعتهم من اليهود في منطقة خيبر بعد أن أخرجهم رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة المنورة إلا أنهم امتلاءت قلوبهم غيظاً وحقداً على رسول الله صلى الله عليه وآله وكما هي عادتهم وإلى اليوم تمتلئ قلوبهم حقداً وغيظاً على رسول الله وأهل بيته والمسلمين والمؤمنين جميعاً لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا وعادتهم تأجيج الحروب وإشعال الفتن وقد قال الله سبحانه وتعالى عنهم في محكم كتابه الكريم كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله يعني هذه عادة هذا ديدنهم إثارة الفتن وإشعال الحروب ولا يقر لهم قرار ولا يهدأ لهم بال إلا بذلك كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ديدنهم إيقاد الحروب بالفتن.

وكان زعيمهم بني النضير حيي بن أخطب فذهب مع عشرين من رجالات اليهود يهود بني النضير ويهود خيبر يجوبون الجزيرة العربية يأججون قبائل العرب على رسول الله صلى الله عليه وآله ويحرضونهم على القتال وتشكيل إتلاف وحزب من أجل محاربة رسول الله صلى الله عليه وآله وحفزوا سائر اليهود على ذلك وذهبوا إلى مكة وحفزوا قريش فاستجابت لهم وذهبوا إلى قبيلة غطفان فاستجابت وبني سليم فاستجابتوا وبني أسد فاستجابوا وأشجع قبيلة أشجع فاستجابوا وطبعاً أيضاً جاؤوا إلى بني قريضه في المدينة المنورة وحرضوهم على نقد العهد بينهم وبين رسول الله ليوقدوا ناراً عشواء على رسول الله من الداخل والخارج فسار جيشٌ كبير مشكل من اليهود وقريش قبائل العرب بما تحمل من عدة وعتات في جيش في ذلك الزمان يعتبر جيشاً كبيراً جداً قوامه عشرة آلاف مقاتل وليس مع رسول الله في المدينة المنورة إلا ألف مقاتل.

 

رسول الله صلى الله عليه وآله علم بالخطة المدروسة قبل حركة الجيش وقبل خروج الجيش ومجيئه إلى المدينة المنورة علم بتخطيطات وتدبيرات اليهود فجمع أصحابه وأهل المدينة وألقوا نظرة ودراسة على الموقع الجغرافي للمدينة المنورة فوجدوا أن المدينة المنورة محاطة من الجبال إلا جهة واحدة هي المكشوفه فطبعاً لا شكّ أن الجيش سوف يأتي للمدينة من الجهة المكشوفة وعشرة آلاف مع بني قريضه الذين هم داخل المدينة المنورة أيضاً سيهجمون على المدينة ولن يبقوا فيها باقية وكان من جملة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان سلمان الفارسي الذي عرف بعد ذلك بسلمان المحمدي الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان منا أهل البيت فأشار سلمان على رسول الله صلى الله عليه وآله قال يا رسول الله نحن إذا غزينا في بلداننا تحصنا وخندقنا المدينة من حولنا فأشار على رسول الله بحفر خندق والعرب لا تعرف تلك الحيلة كما لا يعرفون تلك الخطة من قبل فارتأى رسول الله صلى الله عليه وآله الرأي وأمر أصحابه بحفر الخندق حول المدينة المنورة وكان طول الخندق ألفان وسبعمائة وخمس وعشرين متر قرابة ثلاثة آلاف متر ثلاثة كيلوات وعرضه تسعة أذرع يعني أربعة أمتار ونصف أرض الخندق وعمقه عشرة أذرع العمق عشرة أذرع يعني خمسة أمتار تحت الأرض.

ووزع رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه وقسمهم على أن كل عشرة يحفرون مئة ذراع كل عشرة يحفرون مئة ذراع وصار صلى الله عليه وآله يحفر الخندق معهم فما وصل الجيش إلا وقد انتهى المسلمون من حفر الخندق فلما جاؤوا ووقفوا على الخندق قالوا مكيده لا تعرفها العرب يعني هذه طريقة جديدة ما خابرين هذا النوع من الاستعداد والمواجهة في الجزيرة العربية.

 

وتحصن رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة وطبعاً أصابه من العناء الكبير من حفر الخندق يعني تتصور هذا الخندق بهذه المسافة والعمق هادا أشبه بمشروع دولة يعني يحتاج إلى التركترات وما شابه ذلك من الحفارات إلا أنهم حفروه بما يمتلكون من المعاول اليدوية البسيطة وأصابهم جوعٌ كبير وتعبٌ وعناء أثناء حفر الخندق المدينة المنورة لم تكن دولة ولم تكن تمتلك في زمن رسول الله إلا أنهم جماعة مؤمنه صالحه رسول الله صلى الله عليه وآله نبيهم وإمامهم لسى في هذا الزمان الدول تمتلك ما تمتلك بعد لم تكن لا زال الأمر في بداية الدعوة حتى أنهم كانوا يشتكون الجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ووضعوا حجر المجاعة على بطونهم من شدة الجوع وكان هو كذلك رسول الله صلى الله عليه وآله أشد منهم جوعاً وكان يشاركهم في الحفر حتى أنهم اعترضتهم صخرة ضخمة في الخندق ولا يملكون ما يملكون من أجل تكسيرها كيف تكسر تلك الصخرة الآن في هذا الزمان فيه الآلات التي تكسر الصغور المناشير تنشر الصخور.

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله عليّ بالمعول فأخذ المعول وجاء إلى تلك الصخرة الضخمة التي اعترضت ولا بدّ من تكسيرها والحفر لئن لا تكون طريق للمشركين يعبرون عليه إلى داخل المدينة فضرب الصخرة ضربه خرج منها نور أضاءت إلى رسول الله قصور الشام اللهم صلّ على محمد وآل محمد ثم ضربها ضرب فخرج منها نور أضاء إلى رسول الله قصور كسرى اللهم صلّ على محمد وآل محمد ثم ضربها ضربه ثالثه فخرج منها نور فأضاءت إلى رسول الله قصور صنعاء فقال إني لأرى أبواب صنعاء وقصورها ثم بشرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه سوف تمتد الدعوة الإسلامية وتصل إلى أقاصي ما وصله ذلك النور فلما ضرب رسول الله الضربه الثالثة تدكدكت تلك الصخرة فتات اللهم صلّ على محمد وآل محمد أي هذا رسول الله ضاربنها.

 

وجرى كذلك ما جرى من المعاجز على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله غير هذه المعجزة ومنها قصة الطعام أو الذراع الذي جاء به جابر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حيث أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأى ما عليه أصحابه من الجوع والعناء والتعب ورأى جابر ذلك وكان في بيته صاع من الشعير فأمر زوجته بأن تطحن ذلك الصاع من الشعير صاع يعني ثلاث كيلوات من الطعام وكان عنده شاة فذبحها وأمر أن تجعلها مرقاً فجاء وأسر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له يا رسول الله تفضل على مائدتنا هذا اليوم فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه الظهر أثناء حفر الخندق فبعد الصلاة قال هلموا إلى مائدة جابر ليس هو إلا صاع من الشعير وذراع فاستغرب جابر وضاق به الأمر من دعوة رسول الله الجيش كله ألف شخص جاء بهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيت جابر فقالت له زوجته ما دام رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي دعاهم فهو الذي سيطعمهم فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليّ بالذراع يا جابر فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يغرف المرق وينتف اللحم من الذراع إلى الجيش فأكلوا جميعاً وشبعوا ولم يتأثر ذلك الذراع اللهم صلّ على محمد وآل محمد ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله.

ولما وصل الجيش وحاصر المدينة المنورة ورأى المشركون الأحزاب ما رأوا من ذلك الحصار تحرك أيضاً يهود خيبر على بني قريض داخل المدينة وأمروهم بأن يمزقوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله ويعلنوا الوقوف مع الأحزاب والمشركين أنت الآن يا رسول الله تتحصن من الخارج الآن انفتحت على رسول الله جبهة من الداخل من داخل المدينة المنورة.

فزلزل المسلمون زلالاً كبيراً وسورة الأحزاب قصة علينا ذلك قال تعالى يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فارسلنا عليها ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً والمنافقون اشتغلوا كجبهة تحريضيه في الداخل وكجبهة أيضاً كذلك تخويفيه وتخذيليه لأصحاب رسول الله المرجفون يعملون ويقومون بالأراجيف وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا الرسول كان يعد أصحابه بالنصر وأن هؤلاء المشركين الذين تجعموا من كل حدبٍ وصوب لن ينالوا منا شيئاً وسيذهبوا القهقره وسوف يتحطمون ويذهبوا ومهما جاؤوا بقوتهم وعتادهم وأحزابهم وقبائلهم وجيوشهم فإنهم لن ينالوا منا شيئاً إلا أن المنافقين كانوا يرجفون ويقولون هذا رسول الله مغتر بكم واحد يلي عنده ذول شوف جيوش قد الدنيه جايه ما شاء الله عدة وعتاد وعدد وووو وأبطال وشجعان.

 

إلا أن المؤمنون ماذا كان يقولون ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسلمياً ازدادوا إيمان وازدادوا ثبات وازدادوا تسليم وازدادوا صبر وازدادوا ثقة بوعد رسول الله صلى الله عليه وآله وبالنصر العظيم الذي وعدهم رسول الله صلى الله عليه وآله به.

فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه أن يقفوا على الحافة الداخلية للخندق وكلما حاول شباب المشركين وشجعانهم أن يتجتازوا الخندق قال لهم ارموهم بالنبال ارموهم بالنبال فأخذوا يرمونهم بالنبال فلما نقض بنو قريضه العهد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله مئتين من أصحابه أن يعلنوا التكبير في كل أرجاء المدينة المنورة وخاصة بالليل وأمر بأن تأخذ النساء والأطفال وأن توضع في الحصون والأطان حماية لهم من اليهود أعراض وهذول جيش رجالهم واقفين على الخندق ونسائهم داخل المدينة فمن لهم فقام رسول الله صلى الله عليه وآله أخرج النساء والأطفال كلهم من البيوت وجعلهم في أطام وحصون وأمر مئتين من أصحابه أنه دائماً يدوروا حول بساتين المدينة وحول مناطق اليهود يعلنوا التكبير وخصوصاً ليلاً ليصل إلى اليهود بأن هناك وجود هناك جماعة موجودة هناك ناس موجودين وهناك استعداد لمواجهتهم لو أرادوا أن يهجموا مع هذا حاولوا أن يهجموا على الحصون وعلى الأعراض وحاول بعضهم أن يهجم على أحد الحصون التي جعل فيها رسول الله النساء والأطفال وكان أحد تلك الحصون فيها صفيه عمة رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء بعض اليهود إلى ذلك الحصن فخرجت لهم صفيه بعامود وواجهتهم وقتلت أحدهم بعمود وفرّ البقية.

إمرأة إمرأة خرجت إلى مجموعة بعمود فقاتلهم وقتلت أحدهم وهي إمرأة جاء أبطالهم ومنهم عمر بن ود العامري ومعه مجموعة من فرسانه وطبعاً كلما حاولوا أن يدفنوا مكاناً من الخندق حتى يعبروا منه كانت نبال المسلمين تمنعهم من ذلك إلا أنهم وجدوا فرصة فاجتاز الخندق عشرة فرسان قيل وقيل عشرون فارساً وعلى رأسهم عمر بن ود العامري أشجع رجال مكة على الإطلاق رجلٌ بألف فجاء وأخذ يتحدى ويطلب المبارز من يبارزه بل أخذ يتبجح ببعض أبيات الشعر ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ وقف المشجع موقف البطل المناجز إني كذلك لم أزل متسرعاً نحو الهزائز إن السماحة والشجاعة في الفتى خير الغرائز يطلبهم حتى بل قيل الله اعلم أنه قال يا محمد ألم تقل لأصحابك أن من يقتل منكم إلى الجنة ومن يقتل منكم إلى النار ألا أحدٍ منكم يريد الجنة فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ونادى لأصحابه من لهذا الكافر فقام عليّ عليه السلام وقال أنا يا رسول الله عجيب ما حد قام إلا علي ما في إلا علي هل من أحد له ما حد قام إلا علي إيمان وتفاني لسى القضية شيء آخر فقال أنا يا رسول الله فقال أنا يا رسول الله فقال رسول الله له إنه عمر ويعرفه علي بن أبي طالب يعرفه إذا أهل المدينة ما يعرفوه فعلي بن أبي طالب يعرفه لأن هذا عمر كان يجالس أبا طالب كان يجلس وياه دائماً من جلساء أبي طالب وندمائه فقال له رسول الله إنه عمر سارت الركبان به بأخباره وشجاعته فقال في رواية قال أبو الحسن وأنا علي إذا هو عمر أنا علي اللهم صلّ على محمد وآل محمد وفي رواية وإن كان عمر خله هو عمر اشو أنا علي فأعطاه رسول الله سيفه وألبسه درعه وعممه بعمامته وقال في حقه حينما برز لقد برز الإسلام كله إلى الشرك كله وجاء عليٌ عليه السلام وهو يرتجز ويقول لا تجعلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نيةٍ وبصيرة والصدق منجي كل فائز إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز من ضربتٍ نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز.

 

ضربه يبقى ذكرها ولهذا بعد ذلك كل من قتل فارس قال له خذها ضربةً كضربة علي يوم الخندق خلاص ذهب ذكرها صارت مثل إذا ضرب فارسٌ فارسه قال خذها كضربت علي يوم الخندق فجاء علي فعرض عليه ثلاثاً الإسلام فأبى الرجوع قال له ارجع ارجع لك أنا أنصحك أن ترجع أحسن لك ارجع أفضل لك هذا ويا جيشكم وجايين وكذا وهل الصدى الكبير والدنيه ارجع ارجع أحسن لك قال هذا عيب ما يصير أنا طالع أبارز وارجع هذه تصير مسبه عند العرب قال لي أنت فارس وأنت راجل وبعد علي طالع ماشي على قدميه لواحد ماذا فارس قال هذه لك أنت فوق الفرس وأنا تحت أقاتلك انزل إذا أنت شجاع بطل انزل فنزل من على فرسه وأخذ علي عليه السلام يقاتله حتى ثارت غبره واظلمت الرؤيا على من ينظر إليهم والجميع يتفرج من كلا الطرفين أصحاب رسول الله وجيش المشركين لحظات وإذا ارتفع صوت علي بالتكبير وإذا فخد عمر بن ود يفر وعلي بعيدا ويردي عمراً بن ود بضربه على رأسه ويسقط للأرض صريعاً ثم بعد هنيئه نزل علي له واحتز رأسه فلما رأى العشرون فارس ما فعل علي بعمر بن ود هربوا هربوا إذا هذا أشجع شجعانهم قد جرى له ما جرى هرب فلما هربوا ورأوا المواجهة رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأصحابه دخلهم الرعب و شعروا بالمواجهة وقوة التحديد والصمود وقال رسول الله صلى الله عليه وآله إن ضرب علي لعمر تعدل عمل الثقلين ثم بعد ذلك وقع فيهم الاختلاف أولاً اسلم أحد شخصيات بني الأشجع واسمه نعيم بن مسعود الأشجعي من بني غطفان وكان شخصيه كبيره فجاء وتسلل سراً إلى رسول الله فقال يا رسول الله أنا اعلن إسلامي بين يديك فأمرني ماذا اصنع قال أنت واحد وما عسى أن تفعل ولكن اذهب وفرق بينهم فذهب إلى اليهود وقال لهم وكانت بينه وبينهم علاقة فقال لهم إذا انتصر محمد على جيش الأحزاب وهربوا بقيتم هنا لمحمد فريسه وتفرد بكم محمد قالوا ماذا نصنع قال اطلبوا من اليهود أن يعطوكم رهائن أخذوا منهم رهائن من شجعانهم ورجالهم خلوهم رهائن عندكم حتى إذا انتصر محمد ما يفروا ما يروحوا قالوا نعم الرأي ثم ذهب إلى المشركين وقال بني سفيان وأصحابه إن بني قريضه قد خانوكم ورجعوا وتصالحوا مع محمد ورفضوا أن يقفوا إلى جانبكم وهو يريدون أيضاً أن يسلمونا عدداً منكم رهائن إلى محمد ثم غادر فبعد هنيئه قد جاء بنو قريضه إلى المشركين فقال نحن لن نحارب معكم محمد حتى تعطونا رهائن منكم فقال المشركون لقد صدق نعيم فيما يقوله خاننا اليهود ثم بعد ذلك في ليلة ليلاء ارسل الله سبحانه وتعالى عليهم ريحاً عاصف بارده شديدة البرودة وعاصفة قويه ضربتهم تلك الريح ضربه قويه حيث لم تبقي لهم لا خيمه ولا عمد ولا قدراً ولا شيئاً ولما رأوا تلك الريح العاتيه عليهم جداً أوشكوا بالخطر ولم يتحملوا ومن الإعجاز الإلهي العظيم أن تلك الريح القويه العظيمه كانت تضرب فيهم وليس بينهم وبين أصحاب رسول الله إلا مسافه قصيره ولم تمس أصحاب رسول الله بتاتاً.

 

وبعد ذلك لما أصحابتهم تلك الريح العظيمة شردوا وفروا وتلك قدرت الله الذي هو على كل شيءٍ قدير إن الله على كل شيء قدير مهما تجبر المتجبرون وقالوا نحن أشد بأساً وأشد قوة ونحن أولي بئسٍ شديد ونحن ونحن عتاد وقوة ووو وتلك عاد الذين قالوا من أشد منا قوة الله لكم بماذا بريحٍ صرصرٍ عاتيه سخرها عليهم سبع ليل وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعا كأنهم أعجاز نخلٍ خاويه أنت تحارب السماء أنت جاي بجيوشكم وعتادكم وقوتكم وأحزابكم تحاربون السماء تحاربون الله سبحانه وتعالى أولئك رجال الله أولئك قدرة الله سبحانه وتعالى وذاك نصر الله إذا ثبت المؤمنون وصبروا وآمنوا بالله وتوكلوا على الله وبذلوا كل ما يستطيعون بعد ذلك الله سبحانه وتعالى أيضاً ينزل عليهم نصره وملائكته وكل ما في هذا الكون تحت أمر الله سبحانه وتعالى ونهيه الريح والبحار والأرض والأنهار الطير كلها استعملها الله أسلحة لمحاربة المشركين والكفره ألم يرسل على أبره طيراً أبابيل وألم يخسف الأرض ببعض الأقوام وجعل بلدانهم عاليها سافلها وألم يستعمل الريح وألم يستعمل البحر لإغراق فرعون وقومه وألم وألم كل ما في هذا الكون هي تحت أمر الله ونهي الله وإذا أراد الله شيئاً إنما يقول له كن فيكون فقط أنت ثق ثق بالله وتوكل على الله ولهذا لما توكل رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه على الله وصبروا وبذلوا كل ما يستطيعون أتاهم نصر الله فنصرهم ذلك النصر المؤزر العظيم يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً هناك جاء نصر الله سبحانه وتعالى إلى عباده وكفى الله المؤمنين القتال قال وعدهم رسول الله لن تقع الحرب وكفى الله المؤمنين القتال قتل عمر وارسل الله الريح وفرق شمل المشركين وتحقق ذلك النصر المؤزر وقال رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما فروا الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن الآن نسير إليهم وبالفعل بعد معركة الأحزاب لم يتجرؤا على غزو رسول الله قط بل بعد ذلك صار رسول الله يفتح مناطق الجزيرة العربية منطقه منطقه حتى جاء فتح مكة الذي عبر عنه القرآن الكريم بقوله إنا فتحنا لك فتحاً مبينا حتى جاء الفتح المبين وتحقق النصر العظيم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

 

ذلك نصر الله الذي ينصر به عباده وذلك وعد الله الذي يعد به عباده المؤمنون وتلك من كرامات رسول الله ومن الدروس التي حصلت في تاريخ الدعوة الإسلامية ومن المواقف العظيمة التي جرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه ولنأخذ درساً وعبره مما جرى على رسول الله وعلى أصحابه صلى الله عليه وآله وكيف بذل صلى الله عليه وآله نفسه وبذل أصحابه الذين ثبتوا ونصروا وأزاروا رسول الله صلى الله عليه وآله كل غالٍ ونفيس في سبيل تشييد هذا الدين الإسلامي الحنيف حتى وصل إلينا هذا الدين الحنيف فينبغي لنا أن نبذل كما بذل رسول الله وكما بذل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخره إنه سميعٌ مجيب ألا إن ابلغ الحديث وأحسن الحديث كتاب الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد