حملت خطبة صلاة الجمعة ، ٧ اغسطس، بإمامة سماحة الشيخ عبدالكريم الحبيل عنوان "الرسول الأعظم ومستقبل الأمة" والتي تطرق فيها إلى واقعة الغدير من حيث صناعة مستقبل الأمة الإسلامية.
وذكر سماحته بأن الله سبحانه وتعالى جعل النبي محمدًا خاتم الأنبياء، كما جعل القرآن خاتم الكتب السماوية والرسالة المحمدية خاتم الرسالات وجعلها صالحة لكل زمن ومكان مهما اختلفت القوميات واللغات والأعراق.
وقال الشيخ الحبيل: "نعرف أن لنبينا المصطفى حياة ظاهرية محدودة كإنسان وخاطبه الله إنك "لميت وإنهم لميتون" ولابد لتلك الحياة أن تنتهي، وجوده الجسدي انتهى لكن وجوده المعنوي والقدسي مستمر ولا يزال".
وتابع: "ونحن أمام سؤال كبير أصبح سؤالًا في أذهان المفكرين وهو أمام تلك الرسالة والشخصية العظيمة، ماذا دبر لمستقبل هذا الدين وماذا فعل لتأمين واستمرار رسالته بدون تحريف ولا تغيير مدى الزمان؟ هل حدد الرسول خيارًا خاصًّا للمستقبل أم لم يفكر بذلك؟"
وذكر إمام جمعة مسجد الخضر عليه السلام بأنه "لا يوجد عملاق فكري بشري كالرسول الأعظم، فهو أشرف الخلق والبشرية في كل شيء، وقد جاهد في تبليغ الدعوة وإيصال الرسالة حتى أن الله أشفق على الرسول في ظل جهاده وكفاحه للدعوة "طه. ما أنزلنا عليك الكتاب لتشقى".
وفي رد على السؤال الذي بدأ به موضوعه، أشار إلى وجود محتملات ثلاثة: الاحتمال الأول أنه أغضى عن مستقبل الأمة تمامًا ولم ينطق فيه بشيء حتى مماته، الاحتمال الثاني أنه عهد مستقبل الرسالة للأمة وجعل الأمر كله بيدها وأن على الصحابة أن يجتهدوا في مستقبلها، والاحتمال الثالث أنه ارتكز إلى مبدأ النص حيث حدد من سيتولى أمور الأمة من بعده.
وأوضح الشيخ الحبيل بأن الاحتمال الأول يمكن تأسيسه على فرضيتين : الفرضية الأولى أن النبي لا يشعر بخطر على الأمة والرسالة والقرآن وأنه لا يوجد تيار معارض يؤثر على مسير الأمة وإيمانها وعقيدتها مما يعينها لإيجاد مشروعها الرسالي وحماية الدعوة.
لافتًا إلى أنه إذا تم قراءة التاريخ لوجد أن هناك أخطارًا أساسية وجذرية تهدد الأمة والرسالة، مشيرًا إلى أن الخطر الأول هو الفراغ القيادي بعد انتقال الرسول الأعظم حيث لم يمر وقت طويل على تأسيس القيم الاجتماعية والدينية والثقافية حيث كان كل شيء تحت زمام قيادة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، بالإضافة للحروب التي لم تساعد على توفير تصور عميق بالإسلام.
أما الخطر الثاني عدم نضج وعي الأمة السياسي والثقافي والاجتماعي، حيث الغالبية الكبرى من المسلمين لم يمض عليه سوى سنتين في فترة بعد فتح مكة وانتقال الرسول الأعظم إلى الرفيق الأعلى، كما أن الخطر الثالث وجود تيارات معارضة منهم المنافقون ووجود خطر خارجي من دول كبرى تريد هدم الدعوة.
وذكر الشيخ الحبيل أن الفرضية الثانية بأنه يعلم بالخطر لكن لم يعط ذلك اهتمامًا، فهذا لا يليق بشخصية الرسول الأكرم ومقامه ولا يمكن قبوله ، حيث أنه بذل كل وجوده من أجل وجود الدعوة واستمرارها. الآية " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"
واستدل سماحته بناء على ما ذكر بالإضافة إلى قول الرسول الأكرم في فراش موته "ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا" على أن الاحتمال الأول غير واقعي بل كان النبي يستشعر هذه الأخطار وأنه حريص على مستقبل الأمة.
وجاء في الخطبة الثانية ذكر أعمال يوم عيد الغدير حيث أشار سماحته إلى استحباب الصوم في يوم الغدير وصيامه يعدل صيام الدهر، كما تستحب زيارة أمير المؤمنين وهناك من الأدعية وكذلك صلاة عيد الغدير.
وأعرب سماحته عن تعازيه لجميع الأسر الذين فقدوا أحباءهم خصوصًا مرضى فيروس كورونا خلال الأسابيع الماضية.
وأعرب عن مواساته لأهل لبنان في حادثة الانفجار التي حدثت الأسبوع المنصرم.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان