فجر الجمعة

الشيخ العباد: أبناؤنا مستهدفون

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء، عن موضوع "المراهق بين الأسرة و المدرسة  القسم 3"، مبينا خطورة الإنحراف والمشاكل التي تواجه المراهقين من تعاطي المخدرات وصولا إلى التحرش الجنسي، متوقفا عند دور الأسرة والمدرسة في التعاطي مع هذه المشاكل.

استهل الشيخ العباد حديثه بقول الإمام علي (ع): "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها قبلته"، مشيرا في كلامه حول المراهق بين الأسرة والمدرسة إلى أن الأخيرة "تعتبر أهم حاضنة للمراهق، لاسيما في المرحلة المتوسطة"، معتبرا أن "هناك آثار كثيرة تنعكس على المراهق من خلال المدرسة، من علاقاته بالمدرسين والزملاء على إختلاف نفسياتهم وسلوكياتهم".

وتابع لافتا إلى ضرورة توجيه المراهق، معتبرا أنه "من الطبيعي لو تُرك المراهق بلا توجيه لربما تنعكس عليه آثار سلبية من خلال هذه الحاضنة المدرسية".

وأشار سماحته إلى مشكلة إنتشار المخدرات والتحرش الجنسي معتبرا أنهما "قضيتين مهمتين بحاجة إلى الإلتفات إليهما من قبل الإسرة والمدرسة".

بموازاة ذلك أكد الشيخ العباد بأن الإنحراف يبدأ ما قبل مرحلة  المراهقة وفي أثناءها، موردا ما نشره موقع الراية الإلكتروني في دراسة ذكر فيها السيد إبراهيم العيدان أن "80% من الإنحرافات تحدث في المرحلة المتوسطة، في إشارة إلى أن مرحلة المراهقة هي أخطر مرحلة لها قابلية الإنحراف، وقد يتناول المراهق المخدرات بمساعدة المدمنين والمتعاطيين بدرجة كبيرة في هذه المرحلة".

على الصعيد نفسه رأى سماحته أن مشكلة المخدرات في المرحلة المتوسطة قد ازدادت بدرجة عالية نسبة لدراسة نشرتها إدارة مكافحة المخدرات في السعودية بتاريخ 18-04-1435، مؤكدة أن "هناك زيادة مروعة في نسبة تعاطي المخدرات في المملكة عموماً، وانتشارها بدرجة عالية يكون بين عمر 13-18".

وأضاف مشيرا إلى أن "المملكة العربية السعودية تعتبر الدولة الأولى عالمياً المستهدفة بإنتشار المخدرات".

وتابع قائلا "لذلك لانستغرب أن الدولة تكتشف تهريب عدد ضخم للمخدرات في العام الواحد، فكيف بما لم يتم اكتشافها! فأبنائنا مستهدفون لاسيما الفئة العمرية مابين 13 و18 عام وهي عمر المراهقة"، مؤكدا على أن إنشاء 18 مستشفًا مخصص لعلاج الإدمان من المخدرات سببه كثرة وزيادة إنتشارها".

كما كشف سماحته عن الأسلوب الذي يتم من خلاله إغراء المراهق بالمخدرات، معتبرا أن "مرحلة الإختبارات هي الطعم الأول لمروجي المخدرات من باب مساعدتهم على المذاكرة والنشاط، فينخدع المراهق ويتناول مرة ومرتين إلى أن يصبح مدمناً ويخسر حياته واخرته"، محذرا الشباب من الوقوع في الآثام لأن "تعاطي المخدرات يعتبر من أكبر المعاصي"، وأضاف مشددا على أن مروج المخدرات يعتبر "مفسدا في الأرض والمفسد في الأرض يستحق أكبر العقوبات".

كما دعا سماحته الأهل إلى أخذ الحيطة والحذر بكل ما يحيط بأبنائهم في داخل المدرسة وخارجها، من زملاء لهم وأصدقاء، باعتبار أنهم في مرحلة خطيرة جدا توجب الإلتفات لمثل هذه الأمور.

وفيما يتعلق بالتحرش الجنسي دعا الشيخ العباد إلى وجوب الإنتباه للأبناء إذا وجد فيهم خوفا أو قلقا، فـ "لربما تعرض لمشكلة ويحتاج إلى تدخل حكيم من الوالدين، قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"، مبينا خطورة التحرش بحيث أنه "قد يبدأ بالتحرش البسيط إلى أن يؤدي إلى ارتكاب الفاحشة التي يعبّر عنها الفقهاء باللواط"، لافتا إلى أن "الإسلام وضع أشد عقوبة جزائية للشذوذ الجنسي هو عقوبة اللواط".

كما شدد على وظيفة الوالدين اتجاه أبنائهم لما لهما من دور في وقايتهم، مؤكدا أيضا على أن "العلاقة بين الأسرة والمدرسة هي علاقة تكاملية، فيشعر المراهق بالأمان داخل أسرته وفي مدرسته".

وحث سماحته المدارس على أن تقوم بدور الرقابة على سلوكيات الطلاب، لافتا لأهمية التواصل بين الأساتذة وأولياء أمر الطلاب، ومعتبرا أن "أي سلوك غير مرغوب يجب الوقوف عليه وتصحيحه لا سيما في المرحلة الإبتدائية".

كما دعا فضيلته الأهل لعدم إهمال التعرف على زملاء وأصدقاء أبنائهم المراهقين و المحيطين بهم "كما أنه يتوجب على الأسرة ان تحمل شكاوى إبنهم المراهق على محمل الجد والثقة".

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد