صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

الإمام الجواد: شباب في مهبّ السّموم

قِف ببغدادَ وانعَهُ لِلأئمّةْ

تاسعُ الأوصياءِ جُرِّعَ سُمَّهْ

 

لهفَ نفسي عليهِ وهْو يُقاسي

منْ أفاعيلِ ظالمٍ ما أَهمَّهْ

 

عاشَ بعدَ الرِضا أبيهِ حَياةً

أَوسعَتْها العِدَى مَصائبَ جَمّةْ

 

يا لَزاهي الشّبابِ وهْو غريبٌ

أثكلُوا بِالردَى أباهُ وأُمَّهْ

 

إذْ سَقَتهُ السّمومَ بنتُ غَويٍّ

قاتَلَ اللهُ مَن رَماهُ وسَمّهْ

 

بِأبي أنتَ منْ جوادِ هداةٍ

همْ لكلِّ الورَى معادنُ رحمةْ

 

كنتَ ظلَّ السَما وأنتَ فَتيّ

قد وَرثتَ الرّضا هُداهُ وحِلمَهْ

 

بينَ جنبَيكَ كنتَ تَحملُ روحًا  

كالوصيّينَ أسرجَتْ كلَّ ظُلمةْ

 

وعلى الخلقِ كنتَ شمسَ بَهاءٍ

كلّما أوهَتِ البصائرُ غُمّةْ

 

فأزلْتَ القَذَى وكفُّكَ لُطفٌ

لم تَذرْ منْ عَمَى الضلالةِ رسْمَهْ

 

كانَ لم يُهنِهمْ عُلاكَ ونُورٌ

شاءهُ اللهُ مُشرِقًا فأتمَّهْ

 

ونُفوسٌ رأتْ حِماكَ مَلاذًا

ورأتْ فيكَ ما رَوتْهُ الأئمةْ

 

حينَ عاشُوا هُداكَ مُصحفَ نورٍ

وَوعتْكَ العقولُ أعظمَ نعمةْ

 

لم يَروا في لِقاكَ إلّا إمامًا

مثّلَ المَرتضَى الوصيّ وعِلمهْ

 

ومنَ الغدرِ في الخَفاءِ أيادٍ

قد سقَتكَ الردَى بِأبشعِ نِقمةْ

 

أيُّ ملعُونةٍ بِقتلكَ باءتْ

وغويٍّ طغَى فأحكمَ ظُلمَهْ

 

وبِحرِّ السُمومِ تَختمُ عُمرًا

والظَما أحكمَ الرحيلَ وزَمَّهْ

 

وعلَى السطحِ قد بَقيتَ ثلاثًا

وعليكَ الفؤادُ يَزفرُ غَمَّهْ

 

أنتَ أشبهتَ في شَجاكَ حُسينًا

وهْو مَن رضّتِ الحَوافِرُ جِسمَهْ

 

ومنَ السطحٌ مذ هويتَ قتيلًا

لم يُراعوا لِحقِّ جدِّكَ حُرمةْ

 

وأمضَّ الظّما حشاكَ صريعًا

وهو ما أوهنَ الحسينَ وَعَزمهْ

 

وتَهون الخُطوبُ دُونَ حُسينٍ

إنّما الطَّفُّ فوقَ كلِّ مُلمّةْ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد