صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

الإمام السّجّاد: خازن رزايا الطّفوف

على رحيلِكَ هذا الهمُّ والألمُ

وفي مُصابِكَ مَدُّ الحُزنِ يَحتدِمُ

 

وفي رزاياكَ تَنهلُّ الدّموعُ دَمًا

وأنتَ فوقَ المآقي الحُمْرِ تَرتسِمُ

 

أوقدتَ بالوَجدِ أرواحًا وأفئدةً

كأنَّ كلَّ مصابٍ فيكَ يَعتصِمُ

 

ها أنتَ تَنشجُ يومَ الطّفِّ فاجعة

ونصبَ عَينيْكَ خِدرُ الوحيِ يضطّرمُ

 

ومَلءُ سمعِكَ آهاتٌ مُروَّعةٌ

لمّا أغارَ عليهِ القومُ وانتقموا

 

فِداءُ جسمِكَ ما قاسَى صُنوفَ أذًى

منَ العُتاةِ وقد أضنَى بهِ السّقَمُ

 

وأنتَ ما بينَ أصفادٍ وجامعةٍ

على العِجافِ ومنْ ساقَيكَ فارَ دمُ

 

وكمْ تَجرّعتَ يومَ الشّامِ من غُللٍ

منَ الشّماتةِ ما ضاقتْ بها الحُرَمُ

 

وأنتَ أكبرُ منْ ذُلٍّ ومنْ دَعةٍ

منَ الهوانِ وأنتَ السّيّدْ العلَمُ

 

وهلْ يُضامُ فتًى ربّاهُ ربُّ إبًا

وجدُّهُ المُرتضَى مَن سَيفُهُ الحَكَمُ

 

يا سيّدَ السّاجدينَ الغُرِّ يا علَمًا

إلى هُداهُ تَناهَى الفِكرُ والقِيَمُ

 

أشرعْتَ رُوحَكَ لِلألبابِ مدرسةً

فعادَ يَنهلُ منها العقلُ والقلمُ

 

ورُحتَ تَنشرُ منْ وَحيِ الهدَى صُحفًا

منَ الضّياءِ وإنْ ناءَتْ بها الظّلَمُ

 

وفي الرّسالةِ أشبعتَ الحقوقَ رُؤًى 

وفي فُؤادِكَ كان الوعيُ يَرتسِمُ

 

كِلتا يديكَ (غِياثٌ عمَّ نَفعُهُما)

وعند بابِكَ حلّ الجُودُ والكَرَمُ

 

وخلفَ رُوحِكَ كان السّمُّ غَدرَ يَدٍ

عادتْ بأفعالِها الشّوهاءِ تَنتقِمُ

 

لم يَبقَ لِلسُّمِّ بعد الطّفّ جارحةٌ

إلّا وقد مَضَّ من أهوالِها الألمُ

 

وفي البقيع وما أدراكَ ما جدَثٌ

طافتْ عليهِ الدّراري وهْي تَزدحِمُ

 

جاورتَ عمَّك مسمومًا ومهتَضمًا

على ثَراكَ يَضُجُّ الهمُّ والألمُ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد