صدى القوافي

ذم الدنيا


عن بعضهم قال:
عجبًا عجبت لغفلة الإنسان
قطع الحياة بذلة وهوان .
فكرت في الدنيا فكانت منزلًا
عندي كبعض منازل الركبان.
مجرى جميع الخلق فيها واحد
فكثيرها وقليلها سيان.
أبغي الكثير إلى الكثير مضاعفًا
ولو اقتصرت على القليل كفاني.
لله در الوارثين كأنني
بأخصهم متبرم بمكاني.
قلقًا يجهزني إلى دار البلا
متحفزًا لكرامتي بهوان.
متبرئًا حتى إذا نشر الثرى
فوقي طوى كشحًا على هجراني.
وقال:
نل ما بدا لك إن تنال
 فإنما تعطي وتسلب
واعلم بأنك غافل
في الغافلين وأنت تطلب
والمشكلات كثيرة
والوقف عند الشك أصوب
يبغي المهذب في الأمور
جميعها ومن المهذب
يا جامعًا لاهيًا والدهر يرمقه
مفكرًا أي باب عنه يغلقه
جمعت مالًا فقل لي هل جمعت له
يا غافل القلب أياما تفرقه.
ولأبي العتاهية :
أصبحت والله في مضيق
هل من دليل إلى الطريق
أف لدنيا تلاعبت بي
بي تلاعب الموج بالغريق
وقال أيضًا :
نظرت إلى الدنيا بعين مريضة
وفكرة مغرور وتدبير جاهل
فقلت هي الدنيا التي ليس مثلها
ونافست منها في غرور باطل
وضيمت أحقابًا أمامي طويلة
بلذات أيام قصار قلائل
وقال:
ومن امرئ دنياه أكبر همه
لمستمسك منها بحبل غرور
وقال آخر:
طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب
وما نلت إلا الهم والغم والنصب
وأسرعت في ذنبي ولم أقض حسرتي
هربت بذنبي منك إن نفع الهرب
ولم أر حظا كالقنوع لأهله
وإن يحمل الإنسان ما عاش في الطلب .
ـــــــــــــ
* إرشاد القلوب /الحسن بن محمد الديلمي/ باب الدنيا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد