صدى القوافي

هُنا الحُسين


حسين اللويم ..

رسمٌ على الرُّوحِ لا رسمٌ على الورقِ
غطَّى الفؤادَ بلونِ الشَّمسِ والشَّفقِ
أقلامهُ ذكرُ من صلَّى على تُرَبٍ
في حضرةِ العطرِ والأنوارِ والألقِ
وما الخطوطُ التي من حولها مهجٌ
إلا شعاعُ ولاءٍ زيَّنت عُنقي
يلوحُ وُجدانُها إبداعُ ملحمةٍ
أصداءُ مُبدعِها فاضت على الطُّرقِ
قد أُكمِلَت فيهِ لوحاتٌ بأضلُعنا
على براويزَ حُفَّت بالجَنى الغدقِ
من ذا يُماثلهُ هذا ابن فاطمةٍ
هذا الذي ضُمَّ بين الرِّمشِ والحدقِ
فهو الحسينُ عضيدُ الوحيِّ مُنقذهُ
من طَشَّ مولدهُ تعويذةَ الفلقِ
على ضفافِ قوافي العشقِ حنجرةٌ
تشدو هواهُ وفيها العقلُ لم يَفقِ
وإن وعى العقلُ صارَ الرِّيشُ مِعطَفَهُ
كطائرٍ جانحٍ ماضٍ إلى الأفقِ
مُحلِّقٍ بين كفَّي قبَّةٍ رُفِعَت
على صعيدِ ترابٍ طاهرٍ عبقِ
منها تُبثُّ إذاعاتٌ إذا ضُبِطَت
موجاتُها أنقذت فكراً من الغرقِ
هنا الجنانُ ولا غيرُ الجنانِ هنا
هنا الحياةُ لـمَوتى الحزنِ والقلقِ
هنا الحسينُ وقد حانت برامجهُ
أصغوا لها ودعوا فزَّاعةَ الفِرَقِ
على محبَّتهِ صُبُّوا ولائمهُ
واسقوا مسيرتهُ بالجُهدِ والعرقِ
وعانقوا منهجاً أمست طلائعهُ
مُسدَّداً زحفُها في سيرِها الحَذِقِ
أصغوا إلى الصِّدقِ لا تُصغوا إلى فتنٍ
كم أشعلت في جوى الأحشاءِ من حُرَقِ
مالي ومالِ الذي في قلبهِ نصبٌ
ما بالُ أوداجهِ مالت إلى الحنقِ
قد روَّعَتهُ ملايينٌ على سككٍ
لبَّت حسيناً بسعيٍ طيعٍ نسقِ
أبدانها دمُ حقٍّ في وريدِ هُدًى
نبضٌ خُطاها بغيرِ القلبِ لم تثقِ
تمضي إليهِ ... إلى سلطانِ نهضتِها
قد بايعتهُ بإيمانٍ لـمُنطَلَقِ
غارت وولَّت سنينٌ أضعفت همماً
لـمَّا بدا ضَوءهُا في آخرِ النَّفقِ
والأزرُ شُدَّ بنخلٍ طابَ منبتهُ
يدعو لتمرتهِ بالـمنطقِ اللَّبقِ
طوبى لهُ بعطاءٍ كان مصدرهُ
حبٌّ تورَّقَ من فجرٍ إلى غسقِ
حبٌّ تملك في جذعٍ وفي سعفٍ
ما هابَ سطوةَ فأسٍ أحمقٍ خرقِ
حبٌّ ترسَّمَ قانوناً أُقِرَّ بهِ
باسم الحُسينِ غدى ديناً لـمُعتَنِقِ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد