صدى القوافي

مجدٌ على طاولة الاعتراف

 

منحتَ الشوكَ دربكَ جئتَ حافِ
وجزتَ البابَ من ألفِ انصرافِ

أراكَ فيغمضُ المعنى ويصحو
بجفن حمامة وخطى طوافِ

كتابُكَ فرَّ منهُ وفرَّ مني
غلافًا لا يعودُ إلى غلافِ

وما فرغت سطورك من جناحٍ
وآفاقٍ تُعَدُّ إلى الزفافِ

بناتُ مديحكَ اكتحلت جهاتٍ
تحنُّ لملمحٍ بادٍ وخافِ

رآكَ الحقُّ من حاءٍ وباءٍ
رآكَ الحُبُّ من حاءٍ وقافِ

رواكَ الحقُّ فاحتشدَ اتجاهٌ
يقول وقد تبعثرَ لستُ كافِ

من الصورِ التي انقشعَتْ خيولًا
أقمتُ سباقَ مدحِكَ للصحافِ

هنا استدرجتُ طيفك من قوامٍ
سخيٍّ باتَ في مقلِ الضعافِ

وأسكنتُ الحقيقةَ في حصيرٍ
ليرتاحَ السؤالُ من المنافي

فتاتٌ من شعيرِكَ سد جوعَ
الغموضِ وزادَ مأدبةَ اكتشافِ

رقعتَ الثوبَ زدتَ الشِّعرَ شِقًّا
ولستَ مرقِّعًا شِقَّ القوافي

ودللتَ الخلودَ بخشنِ ثوبٍ
ودهرُكَ كافرٌ بغنى الكفافِ

عميقًا لم يجدك الماء إلا
ا نهمارا لا يُؤانَسُ باغترافِ

وصرتَ أبا ترابكَ جَدَّ وردٍ
لأرضكَ أن تديركَ كاللحافِ

على ممشاكَ بين ندىً وغيبٍ
نما مرعى الكواكبِ والخرافِ

تمرُّ على المهبِّ تصيرُ ريحًا
فعطرك واثقٌ مثل السلافِ

يصارحك السراجُ بألف آهٍ
إذا اتكأ الضياءُ على انكشافِ

وتضحك آيةٌ إذ كنتَ جسرًا
من الوحي المُعَدِّ إلى القطافِ

تشبثتِ السماءُ وكنتَ بدرًا
وضَوؤُك فوق سطح الدمع طافِ

وقفتَ مدىً يشير إلى صبايا
القصيدةِ تاركًا نطفَ اتصافِ

على كتفيك بوصلةُ اليتامى
كأنهما الزوارقُ والمرافي

بذاكرة الجداول كنت مرسىً
وكنتَ سُرَىً بذاكرةُ الضفافِ

وما كان الترابُ سوى اقتراحٍ
على اسمك كي يعودَ من الجفافِ

شهيقك مصحفٌ كم أكسجينٍ
غدا رئتينِ من نونٍ وكافِ

تعود عقاربُ الساعات أذنًا
فثغرك ما يزال صداهُ دافِ

قبضتُ على الزقاقِ سألتُ قمحًا
وكانَ المجدُ طاولةَ اعترافِ

سيُسمعني الغناءَ الغيبُ هيا
رخامَ القبرِ هيا للهُتافِ

لكَم كتبوكَ كم قرؤوكَ لكن
محلُّكَ في رقاعِ الارتشافِ

نساكَ القمحُ فارتبكت سنونٌ
من السبعِ السمانِ إلى العجافِ

لقد كان المهبُّ صديق طلعٍ
وباتا بعد ريحكَ في اختلافِ

أيا دهرينِ بينهما عليٌّ
يجوزهما براحلةِ الشغافِ

سأدخل للروايةِ بعد إذنِ
التواترِ أفتحُ السندَ الخرافي

رميتُ القلبَ في العشقِ التقطني
بخفقةِ مصحفٍ ودمِ اعتكافِ

سيد أحمد الماجد
20/11/1438هـ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد