صدى القوافي

الشَّاهد والـمشْهود

 

الشيخ محمّد حسين الأصفهاني

لقد بَدا سِرُّ المليكِ الأكبرِ
في قائدِ الحقِّ الزّكيِّ العَسكري
سرُّ النبيّ في محاسِن الشِّيَمْ
ومَن يُشابِهْ أبه فما ظَلَمْ
بلْ هو في كلّ معانيهِ حَسَنْ
فإنّه سِرُّ النبيّ المؤتمَنْ
بلْ فيه سرُّ الحقِّ بالحقّ نَزَلْ
إذْ هو مُستودعُ ناموسِ الأَزَلْ
وأَصْلُهُ فاتِحَةِ الوجودِ
وفَرعُهُ خاتِمَةُ الشّهودِ
وقد تَجلّى نورُ وجهِه الحسَنْ
فانْدَكَّ فيه الطّورُ والنّورُ (ولَنْ)
وَكيفَ وَهْوَ أعظمُ الأنوارِ
وكيْفَ وَهْوَ نورُ وَجهِ الباري
وهْو أَبو العُقولِ بالكُليّهْ
وكلُّها في ذاتِهِ مَطويَّهْ
إذْ هُوَ كاللّطيفَةِ القُدسيّهْ
مِن الحقيقَةِ المُحَمّديَّهْ
وقلبُه مشكاةُ نورِ الذّاتِ
مُجرَّداً عن التعَيُّناتِ
والغيبُ في مُحيطِه شُهودُ
لا بَل هُوَ الشَّاهِدُ والمَشْهودُ
لطائفُ الأسرارِ في لطيفَتهْ
دقائِقُ الأفكار في صحيفَتِهْ
وفي سُوَيْداهُ بياضُ النّورِ
يَفوقُ نُورَ الطُّورِ في الظُّهورِ
فهو لِسانُ خاتَمِ الرسالهْ
في النُّطقِ والبيانِ والدَّلالَهْ
مَقامُه من النبيّ السّامي
منزلةُ المعنى من الكلامِ
له مَقام (لي) معَ اللهِ، ولا
أرفعَ منه في مَقاماتِ العُلا
فَهوَ قِوام الصُّحُفِ المُنزَلهْ
ومُجْمَلُ الصَّحائفِ المُفَصّلَهْ
لَهُ مِن المعروفِ والأيادي
ما هُوَ معْروفٌ بِكلّ نادي
إذ يدَهُ البيْضاءُ بالإعْطاءِ
حقّاً يدُ الباسِطِ بالعَطاءِ
وهيَ يَدُ الإحْسانِ والإنْعامِ
بَلْ يدُ ذي الجَلالِ والإكْرامِ
تلكَ يدُ اللهِ فَما أَقْواهَا
والأبحُرُ السَّبْعةُ مِنْ نَداها
فَلَيْس فَوقَها يدٌ في الجُودِ       
والجودُ جودُ واجبِ الوجُودِ
وقلبُه مرآةُ ذاتِ الباري
في سِرِّهِ لطائفُ الأسرارِ
حازَ من النبيّ كُلّ مَكرُمهْ
فهي له بكلِّ معنى الكلمهْ
وهْوَ أبو المهدِيِّ وابنُ الهادي
فلا أحقَّ منهُ بالإرشادِ
فَهْوَ سليلُ خاتَم الرّسالهْ
وصاحبُ الرّفعةِ والجَلالهْ
وَهْوَ أبو الخاتم للولايهْ
مَن هو مأمولٌ لكلِّ غايهْ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد