صدى القوافي

أي خطب


السيّد محمّد جمال الهاشمي

أيُّ خَطْبٍ يبكي عليه خِطابي     
ومُصابٍ قد شاب شَهدي بصابِ
آهِ يومَ الزهراء أيُّ فـــــــــؤادٍ
عَلَــوِي عليك غير مـــُذابِ
لك في الدَّهر رنَّــــةٌ ردَّدتها
بخشوعٍ أجيـــــالُه واكتئابِ 
فهي نارٌ تُذكي القرون ونور     
رفّ لألاؤه على الأحقابِ 
وهي للمجد فيــــه للسالك    
تبدو الصّعاب غير صعابِ
غاب نور النبي وانقطع الوحي  
وخــارت عزائم الآرابِ
وارتمى موكب الحياة وجاشت  
نزعات النفاق في الأحزاب
فانطوى النور في ظلام كثيف  
نشرته جرائم الانقلابِ
وانمحى الحق والصراحة لما     
ساد عهد الضلال والارتيابِ 
موقف أربك العصور فأخفت   
رأيها في القلوب والأهدابِ
غضبةُ الحقّ ثورةٌ تجرف الباطل  
في موجِ عزمِها الوثّابِ 
عجبٌ أمرُها وأعجب منه  
أنها تنتمي لذات نقابِ
وإذا اللبوة الجريحة ثارت    
لهث الموت بين ظفر وناب 
شمَّرت للجهاد سيدة الإسلام   
عن ذيل عزمها الصخاب 
وأتت ساحة الجهاد بإيمانٍ  
يرد السيوف وهي نوابِي 
حاكمت عهدها المدمَّى بقلبٍ  
واغرٍ من شجونها لَهَّابِ 
لم تدع للمهاجرين وللأنصار    
رأياً إلا انمحى كالضَّبابِ 
واستعانت بالحقّ درعاً  
من أمانٍ وصارماً من صوابِ
رجمتهم بالمخزيات فآبوا  
وهم يحملون سوء المآبِ 
حججٌ كالنجوم ينثرها الحق  
ويرمي الشهاب إثر الشهابِ 
فهي إما عقل وإما حديثٌ  
جاء عن نصِّ سنة أو كتابِ 
فتهاوت أحلامهم كصروح  
شادها الوهم عاليًا في السرابِ 
آه لولا ضعف النفوس لما  
استرجع ركب الهدى على الأعقابِ
ولما عادت الإمارة للقوم
وحازوا إمامة المحرابِ 
واستقرت هوج العواصف لما  
قابلتها سياسة الإرهابِ 
لا خطابٌ من عاذلٍ لا جوابٌ  
عن سؤالٍ، لا هجمةٌ من عِتابِ 
ومذ انهارت الرجال وعادوا    
بِتُلولٍ من خزيهم وروابي 
واختفى النص بالولاية لما    
أظهر الكيدُ فكرةَ الانتخابِ 
أوقد الغدر في القلوب ناراً  
علقت في مواكب الأحقابِ 
وتلاشى الغدير إلا بقايا  
تترامى بها بطون الشعابِ
وتوالت مَناظرٌ مؤلماتٌ   
مثَّلتها عداوة (الأربابِ)
من هجوم الجلواز بالنار كي   
(يحرق) بيت الأكارم الأطيابِ 
وانكسار الضّلع المقدّس بالضّغط  
وسقط الجنين عند البابِ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد