صدى القوافي

ميزانُ عدلِ الله في القضاء


الشيخ محمّد حسين الأصفهاني
سبحانَ من أبدعَ في الإيجادِ
بسرّه المودَعِ في السجّادِ
أبانَ سرَّ الحقِّ والحقيقهْ
بصورةٍ بديعةٍ أنيقهْ
تصوّرتْ في أعظمِ المجالي
حقيقةُ الجلالِ والجمالِ
جَلَّ عن الثناءِ في جلالهْ
عزَّ عن الأطرافِ في جَمالهْ
بدرُ سماءِ عالَمِ الأسماءِ
وزَينُ أهلِ الأرضِ والسّماءِ
غُرّةُ وجهِ عالَم الإمكانْ
قرّةُ عينِ العلمِ والعرفانْ
نورُ الهدى وبَهجةُ اللّاهوتِ
روحُ التُّقى ومُهجَةُ النّاسوتِ
قطبُ محيطِ الغَيبِ والشهادهْ
وقِبلةُ الأقطارِ في العبادهْ
ونفْسُه اللطيفةُ الزّكيهْ
صحيفةُ المكارمِ السنيّهْ
بل هي أمّ الصُّحُفِ المكرَّمهْ
جوامعُ الحكمةِ منها مُحكَمهْ
بل الحروفُ العالياتُ طُرَّا
تَحكي عن اسمِه العليِّ قَدْرا
هو الكتابُ الناطقُ الرُّبوبي
ومخزنُ الأسرارِ والغيوبِ
يفصحُ عن مقام سرِّ الذّاتْ
يُعرِبُ عن حقائقِ الصِّفاتْ
وفي الثناءِ والدعا لسانُهْ
لسانُ باريه تعالى شانُهْ
مقامُه الكريمُ في أقصى الفَنا
تراثُه من جدِّه حينَ دنا
وفوزُه بمنتَهى الشهودِ
من مبدإ الإيجادِ والوجودِ
وكيف لا وهو سليلُ الخِيَرهْ
حفيدُ «لا أعبدُ ربّاً لم أرَهْ»
ونورُه الباهرُ في المحرابِ
يذهبُ بالأبصارِ والألبابِ
كأنّ كفَّيه لدى الدعاءِ
ميزانُ عدلِ اللهِ في القضاءِ
قيامُه في ساعةِ الضَّراعهْ
يذكِّرُ الناسَ قيامَ السّاعهْ
وقوفُه بينَ يدَي معبودِهِ
يُذكِّرُ الموقفَ في رعودِهِ
لسانُه في موقعِ التلاوهْ
عينُ الحياةِ معدِنُ الحلاوهْ
وكيفَ لا وإنّما لسانُهْ
مهبِطُ وحيِ اللهِ جلَّ شانُهْ
تَمَثَّلَ الواجبَ في آياتِهِ
بل ذاتَه الأقدَسَ في صفاتِهِ
تمثّلَ الشّعائرَ المعظَّمَهْ
تمثُّلاً بكلّ مَعنى الكلمهْ
تمثَّلَ العروجَ في الصَّلاةِ
إلى سماواتِ المكاشفاتِ
ومكرماتُه بلا إحصاءِ
جلَّتْ عن المديحِ والثناءِ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد