صدى القوافي

يا نفس ذوبي

الخطيب الملاّ حسين الشبيب

 

يا نفس ذوبي يا حشاي تفطّري

حزناً على الحسن الإمام العسكري

واجري المدامع يا عيوني حسرة

وعلى الخدود من المحاجر فامطري

وابكي لمن بكت السماء لفقده

شجواً وناح له سماك الأزهرِ

وبكت له الأملاك في ملكوتها

والدّين أصبح وهو دامي المحجرِ

اللّه‏ أكبر كيف غادره الردى

واصطاده شبك الظّلوم المفتري

واغتاله غدراً ودسّ له ضحًى

سمّاً فغادر شبل ساقي الكوثرِ

وأذاب قلب الدين وانكسر الهدى

وانهدّ شامخ عاليات المفخرِ

والعرش ماد وأظلمت شمس الضحى

والخسف حلّ على الهلال النيّرِ

والكائنات تزلزلت لمصابه

وبكاه كل مهلل ومكبّرِ

والخلق عجّت بالنّياحة والبكا

اللّه‏ أكبر يا جبال تفطّري

وأقامت الدّنيا عليه مآتما

لا تنقضي أبدًا ليوم المحشرِ

والجنّ ناحت والجبال تدكدكت

والوحش ناح له دوام الأدهرِ

وغدا له جبريل في أفق السّما

ينعى ومدمعه كموج الأبحرِ

جهرًا ينادي بعد نجم المصطفى

يا شهب غيبي يا شموس تكوّري

اللّه‏ أكبر يا ليوم قد غدا

فيه ابن حيدرة فريسة مفترِ

يوم بسامرّا أطلّ على الهدى

ورماه بالخطب العظيم المذعرِ

وأطاح من دين النبي دعامة

ورمى البريّة بالمصاب الأكبرِ

وأفاض من عين النبي مدامعًا

لمصابه تحكي سحاب الأمطرِ

وأفاض من عين البتولة دمعها

حزنًا كما فاضت مدامع حيدرِ

وبكت له العليا شجا وله بكى

الـبيت الحرام ومن بوادي المشعرِ

وبكى له من في المدينة ثاويًا

حزنًا وناح له أسًى من في الغري

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد