صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

الزَهراءُ: جَنازةٌ.. كالخَيال!

لماذا يَلُمُّ الحُزنُ ..

أَحرُفَهُ الصّفْرا

أمِنْ هَولِ ما يَلقاهُ منْ لَوعةِ الزهرا؟

ولِمْ حارتِ الألبابُ ..

في وَصفِ مَشهَدٍ

تَأَبَّى علَى الأرواحِ إذْ لمْ يَزلْ .. سِرّا

وماذا عَرَى الأيّامَ ..

من يَومِ "فاطِمٍ"

وقدْ صارَ  قبلَ "الطَّفِّ" فاجِعةً كُبرَى

وسَلْ عن عُيونِ الشّعرِ

ماذا أصابَها

وكيفَ أسالَ الرّزْءُ .. أدمُعَها الحَمرا

وكيفَ استحالَ الكَونُ

وَجْدًا .. مَآتِمًا

تَضُجُّ بِمنْ فيها هُتافاتُ "يا زَهرا"

 "قِفا نَسألِ الدارَ التي

خَفَّ أهلُها"

وقد أصبَحَتْ من بَعدِهِمْ بَلقَعًا .. قَفْرا

ونَستَنطِقُ التأريخَ ..

- والفِكرُ واجِمٌ -

عنِ البابِ والمِسمارِ مُذ هَشّما الصّدرا

عنِ النارِ .. يا لَلنارِ

في البابِ .. سُجِّرَتْ

فراحتْ بها الأعتابُ تَفتَرِشُ الجَمْرا

وعنْ حِقدِ أنفاسٍ ..

وأيْدٍ تَجاسَرتْ

 وسَوطٍ تَلَوَّى فَوقَ أوجاعِها .. قَهْرا

وكَفٍّ على وَجهٍ من النُورِ

قَسوةً

تَهاوتْ .. فَعادَ الوَهجُ باللّطمِ مُحمَرّا

وضِلعَينِ مَكسُورَينِ ..

والبابُ شاهِدُ

غداةَ التَجَتْ زَهراؤهُ تطلُبُ السّترا

وعنْ "مُحسِنٍ"

لمْ يَلقَ صِدرًا .. يَضُمُّهُ

فكانتْ لهُ الأعتابُ مُنعَفِرًا .. حِجْرا

وعن بَضعةٍ ..

لم يَجهَلِ القومُ .. قدرَها

بَلى .. قد أحاطوا من أبيها بها خُبرا

وهُمْ رَوَّعُوها

لا رَعَى اللهُ قَومَها ..

وهمْ أسقطُوها يومَ أنْ أُوجِعَتْ عَصرا

وحِينَ تَوارَى القِومُ ..

- واللَّيثُ خادِرٌ -

يُقادُ وكَعبُ السّيفِ يُوسِعُهُ زَجْرا

تناسَت رَزاياها ..

وراحتْ لِمسجِدٍ

تَئِنُّ من الضلعينِ .. والـمُقلةِ الحَمرا

وعادتْ إلَى دارٍ

بها يَعصِفُ الأسَى

وأرواحِ أطفالٍ .. لقد مُلِئَتْ ذُعْرا

فلستَ تَرى

إلّا خَيالًا مُمَدَّدًا

يُحاوِلُ أن يُخفِي تِباريحَهُ الحَرَّى

ومن كَعليٍّ ..

أدهشَ العقْلَ صَبرُهُ

ولو عاشَهُ "أيُوبُ" ما فاقَهُ صَبرا

وحِينَ خَبا وهجُ الحياةِ

وأشرقَتْ

مساراتُ إسراءٍ لِكي تَعرُجَ "الزّهرا"

وراح "عليٌّ" في الدّجَى ..

يَحمِلُ السّنا

يُواري بِجوفِ الليلِ "فاطمةً" سِرّا

وما زالَ هذا القبْرُ ..

لّغزّا مُحَيِّرًا

إلى أن يُجَلِّي "الوَعدُ" نَهضتَهُ الكبرى

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد