نسرين نجم ..

 يُعد فن النحت عى الخشب، من أقدم الفنون التشكيلية القديمة، فقد كان يستخدم للتعبير أكثر من فن الرسم، وهو فن مليء بالإبداع والابتكار، ويتجلى هذا الأمر مثلاً، بتحويل قطعة خشبية جامدة إلى قطعة وكأنها ستنطق، مليئة بالجمال وبالتميز.

صحيح أنه فن شاق ومتعب، ويتطلب جهدًا كبيرًا، إلا أن السيد رضا علوي العلوي، جمعته قصة عشق مع هذا الفن، فأنتج أجمل المنحوتات الخشبية.

بداية المشوار:

بدأ السيد رضا علوي العلوي رحلته كما يقول: "في هذا العالم الجميل قبل ما يقارب 8 أعوام، حيث كنت قبلها  نجارًا،  لكن قررت التوجه للنحت والتخصص فيه، وتحديدًا على خامة الخشب". وحول سبب اختياره للنحت دون غيره يقول: " هذه قصة عشق، عشقي للخشب دفعني أن أحيي قطعة لا قيمة لها، وأن أجعلها تحفة لاتقدر بثمن، إلى جانب أن النحت فن من أوائل الفنون إن لم يكن أولها، فن مختلف عن بقية الفنون، لأنّ عملي ثلاثي الأبعاد وملموس ليس كالرسم أو الخط أو التصوير أو غيرهم، فهم أعمال ذات سطح واحد ومحصور في لوحة".

 وحول أول عمل نحتي خاص به قال: "بصراحة لا أتذكر الأعمال في بداياتي؛ فأغلبها تم بيعها أو أهديتها، لكن أول عمل رسخ في ذاكرتي وأفتخر به؛ كان عبارة عن شكل وردة (روز) مقاس 20 في عرض 3سم أهديتها لزوجتي". وعند سؤالنا إياه، إلى أي حدّ يعكس النحت شخصيته بشجونها وأفراحها؟ أجاب: "طبعًا لكل نحات بصمته الخاصة، أما عن نفسي، فأنا أعبر عما في داخلي بالعمل النحتي، أنا لا احتاج أن أشرح ما في نفسي للمتلقّي، يكفيه أن ينظر إلى عملي الذي أمامه ليعرف ما يدور في داخلي".

مكانة النحت في العالم العربي والاهتمام به:

وبالانتقال إلى موضوع مكانة النحت في العالم العربي، والسؤال إذا ما كان له ثقله ووجوده الفني قال العلوي: "طبعًا له مكانة، ومكانة كبيرة جدًا، لكن للأسف إعلامنا العربي إن صح التعبير يفضل بعض الفنون ويركز عليها أكثر من مجال النحت، عندنا فنانون عرب، لهم أعمال في أعظم متاحف العالم، وأعرق ساحات العالم، ولو يتسع المجال لسردت لكم قائمة طويلة من أسماء النحاتين والنحاتات الذين يشرفون عالمنا العربي كثيرًا".

وحول مشاركاته في مخيم النحت الدولي، وأهمية مثل هكذا مشاركات في تعزيز فنّ النحت، زيادة خبرة المشاركين، يقول السيد رضا العلوي: "طبعًا، مخيم النحاتين في سلطنة عمان الذي تنظمة مؤسسة فن صحار الفنية، له أثر كبير علي شخصيًا، في هذا المخيم نلتقي بفنانين من مختلف البلدان، وكل فنان له ثقافته وأسلوبه، وهذا بالطبع يفيدني في التطور وإشباع الحس الفني والتغذية البصرية، وأيضًا هي تجربة تجعلني قلقًا؛ لأني أعمل مع عمالقة في هذا المجال وأمام أعينهم، مخيم النحاتين اعتبره بمثابة الموسم السنوي الذي يتيح لي الفرصة بالتزود من المهارات الحديثة، والأساليب الجديدة في مجال النحت".

إقبال السيدات على عالم النحت:

قام السيد رضا علوي العلوي بدورات تدريبية للنحت على الخشب للسيدات، وحول هذه التجربة يتحدث قائلاً: "طبعًا النساء في جميع المجالات هن السباقات، ولديهن الرغبة في التعلم أكثر من الرجال، لا أدري هل السبب عدم تفرغ الرجال بسبب مشاغل الحياة مثلًا، لكن من خلال دراستي للوضع حولي، أجد النساء أكثر إقبالًا على هذا المجال، وهذا لا يعني أنه لا يوجد رجال لديهم الرغبة على العكس، ولكن مقارنة بالنساء فالنساء أكثر".

 وحول الشروط التي يجب أن تتوفر في الفرد ليصبح نحاتًا يقول السيد العلوي: "طبعًا لكي يصبح الشخص نحاتًا؛ يجب أن يكون ملمًا بالرسم ولو بنسبة بسيطة، لأنه لا بد بداية من رسم الفكرة على الورق (سكتش)، أو أقلها التخطيط على الخشب أو الرخام أو أية خامة، أما بالنسبة للشروط، فينتفي وجودها في حال  توفرت الأدوات،  فهذا العالم الجميل يجعل من يدخله يبقى دائمًا في حالة متابعة لغيره من النحاتين، لأنه متجدد في الأدوات والخامات، وأيضًا يحتاج إلى نشاط بدني لأنه  يحتاج لياقة، وأما عن الاستمرار؛ فهذا البحر يقبل من يبحر فيه، وأنا على ثقة بأن من يبحر في عالم النحت لايعود أبدًا".

هذا العمل الذي يتطلب صبرًا وجهدًا لا بدّ، أن يكون فيه بعض الصعوبات والعوائق. يتحدث عنها السيد العلوي: "بالنسبة لي؛ أدوات هذا المجال صعبة التوفر في منطقة الخليج، يضطر النحات عندها للبحث في الخارج، إن كان عبر الانترنت، أو عبر أصدقاء يسافرون، أو ابتكار الأدوات، وأيضًا من الأشياء المهمة، أننا لا نجد من يتبنى هذا الفن، وإن وجد فبنسبة ضئيلة وعلى استحياء".

و في الختام يضع العلوي جدولاً حول أنشطته المستقبلية، قائلاً: "أنشطتنا المستقبلية كثيرة، ولكن أهمها أننا بصدد إقامة معرض في فترة قريبة جدًا لمجموعة فنانين، فأنا مؤسس ملتقى اسمه ملتقى نحاتي الخليج يضم أكثر من 60 فنانًا  وفنانة من العراق والكويت والبحرين والامارات وعمان والمملكة العربية، فكرة هذا المعرض هو نشر ثقافة النحت، وفي كل مرة بدولة عربية، والمعرض القادم بإذن الله سيكون الأول للملتقى وسيقام في مملكة البحرين".

تجدر الإشارة إلى أن السيد رضا علوي العلوي هو عضو مؤسس لملتقى نحاتي الخليج.

شارك في العديد من المهرجانات والمعارض:

1-مشارك في القطيف مهرجان "واحتنا فرحانة" نحت مشترك مع ملتقى نحاتي الخليج 1436ه

2-مشارك في معرض نزف على لوحة بكاء الملائكة1437ه

3-مشارك في معرض الفنون في مهرجان الدوخلة في المملكة 1434ه

4-مشارك في مخيم النحاتين في سلطنة عمان 2016م

5-مشارك في البحرين في المرسم الحسيني نحت جماعي مع ملتقى نحاتي الخليج 1437ه

6-حاصل على أفضل عمل نحتي على مستوى المنطقة الشرقيه في جمعية الثقافه والفنون في الدمام سنه2013م.