نسرين نجم ..
فنانة تشكيلية مبدعة، حولت لوحاتها إلى روايات تقرأها العين، فتفتح أمامها أبجدية مليئة بالجمال والرسائل، مزخرفة ببعض الزخرفات والنقوش من الفن العربي والإسلامي، الأمر الذي أوصلها إلى العالمية، إنها الفنانة التشكيلية فاطمة النمر التي أجرينا معها هذا الحوار:
* اللوحات والرسائل:
للفنانة التشكيلية فاطمة النمر خمسة معارض شخصية، من بينها "الأزلي"، و"شفرة المقام"، وقد شاركت في العديد من المهرجانات والمعارض الفنية منها معرض "الفن المعاصر" المقام في متحف الفن الحديث استوكهولم- السويد ، ومتحف الأمير لويس في مومباي، ومهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة، وفي متحف مرمرة في اسطنبول، وغيرها من المشاركات العربية والعالمية. كما نالت الفنانة عدة جوائز، منها الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر 2010، و"جائزتا مسابقة الشباب الثانية 2010" وتشكيل الخط 2011.
ومن خلال لوحاتها استطاعت أن توصل العديد من الرسائل، وأن تكون تلك الرسائل موجهة، وحول ماهيتها والجهة الموجهة إليها تقول النمر: "القضايا التي أختارها ومواضيع الرسم في لوحاتي لم تكن قضايا عابرة، وإنما قد وقع عليها الاختيار لتجارب وقصص مررت بها في حياتي، فهي عبارة عن حكايات مختلفة، وقد تكون تعني لي شيئًا في الماضي أو الحاضر الذي تجذر في ذاكرتي كفنانة مهتمة بهذه القضية، حيث يساهم ذلك في نوع من التحفيز الداخلي لتكون تلك القصص والرموز خاصة للرسم. بعضها تشتهر بأنها نزاعات لعادات وأفكار تتربص بي، أو ذات قضية اجتماعية تحاكي مجتمعها، فأعالجها وأعمل على إيجاد تفكير حيادي لها عن طريق الفن، فأتطرق إلى العديد من القضايا التي تتعلق بالمرأة والدين والسياسة، فهنا من خلال الفن يمكن أن أسرد واقعي بكل حرية دون قيود".
* ظالمة أم مظلومة:
وبما أنها تعبر في لوحاتها عن قضايا المرأة، سألنا فاطمة النمر التالي: هل تقدَّم المرأة في لوحاتها كظالمة أم مظلومة ؟ فأجابت: "المرأة هي الشريك الأساس للرجل في بناء المجتمع، وفي دورة الحياة، وكل الشرائع والأديان أعطت للمرأة حقوقًا تحفظ إنسانيتها، وتحافظ على مكانتها، ورغم كل هذا، لا تزال المرأة مغيبة في العديد من الميادين، ولا يزال حقها منتقصًا، فالحياة تقوم على التكامل في التوافق والتضاد بين الأشياء، والمرأة جزء من النسيج الكوني الذي تتحد فيه العناصر والأجزاء، بحيث لو فقد أحدها اختل التوازن، إن أكثر ما يغريني في تناول المرأة أنها أقوى ما صنعت الطبيعة، من قوة وجمال رباني، وهنا لا أعني فقط جمال قوامها ومظهرها فقط، بل ما تحمله روحها من آثار وأسرار تعجز حتى هي عن فهمها، لكن الفن يقرب حواسنا من إدراك ما لا تدركه نفوسنا في الحياة الواقعية، أما تمسكي بالتعبير عن المرأة فهو نابع من إحساسي بالمستوى الدوني الذي تشعر به في مجتمعاتنا الشرقية، فأحاول تغيير الصورة النمطية عنها وعن محدودية أدوارها في الحياة، أعبر عن قوة وتجلي المرأة الداخلي قبل جمالها الخارجي، وأحاول لفت النظر إلى روحها وعقلها وعمقها الوجداني، ويؤسفني كثيرًا اعتبار المرأة كائنًا جميلًا فحسب، يختزل في جسده، دون النظر إلى عقلها".
تردد الفنانة التشكيلية النمر دائمًا عبارة: "أترك الجانب الآخر من حياتي حيث يريد الإقامة، واتبع ما تبقى من حياتي بحثًا عن الجانب الآخر". فسألناها عن أي جانب تبحثين؟ أجابت: "أبحث عن القوة الكامنة داخل كل إنسان وهو غافل عنها، فالله خلق الإنسان وميزه عن باقي المخلوقات بكيانه وعقله وقوته الداخلية وهو ما زال يجهل وجودها".
وعمّا استطاعت أن تضيف فاطمة النمر إلى الفن التشكيلي، سيما أن كثيرين تحدثوا عن تقديمها لأفكار إبداعية معاصرة، تقول : "السر هو كوني صادقة مع فني، هذا ما جعل الجمهور على جميع المستويات العربية والعالمية يعشق عملي، ويجعل له مكانة خاصة، فالفن يعني لي حياة، فأنا لا أرسم ما أرى، أنا أرسم ما أفكر فيه من تجارب وقضايا، هذا ما جعل له مرتبة مميزة في أعين العالم، إضافة إلى أن ارتباطي بثقافتي العربية واعتزازي بها، شدّ الكثير من المتلقين لهذا الفن لما يتضمنه من أصالة ومحافظة على الموروث الفني والمفهوم الثقافي بأسلوب فني معاصر يحاكي عصرنا الحاضر وماضينا الأصيل".
* الفن والتغيير:
وحول إذا ما كانت تؤمن بأن الفن قادر على التغيير تقول: "نعم، الفنون هي قادرة على استنطاق الذات، تتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه بشكل بصري أو صوتي أو حركي، ومن الممكن أن يستخدمها الإنسان لترجمة الأحاسيس التي تنتابه في ذاته الجوهرية، وهي حالة ثقافية تدعم حراك المجتمعات في التطور وتبرز هويتها ضمن حزمة المعارف التي ترسخ الحضور المجتمعي وتبرز صفاته الحضارية التي تتقاطع مع مجمل الثقافات الإنسانية الطامحة إلى فهم الذات والآخر، في مسار بناء الحضارات من خلال ضروب الفنون التي تتشكل قواعدها الأساسية على الفنون التشكيلية والصوتية والحركية بكل ما تحتويه من توظيف للمهارة، والحرفة، والخبرة، والإبداع، والحدس، والمحاكاة. فالفن أجمل رسالة سلام تمرر للقلوب".
وسألنا الفنانة التشكيلية فاطمة النمر، إذا ما استطاعت من خلال لوحاتها تحقيق ما كانت تطمح إليه، وهل اكتشفت الجمال؟ فقالت: "نحن نعيش لنكتشف الجمال وما سوى ذلك انتظار".. "في كل شخص جمال، ولا بدّ أن يبحث عنه بداخله، فليس بالضرورة أن تكون فنانًا برسمك، ولكن كن فنانًا بتعايشك مع الآخر الذي يسكنك، وأدعو إلى التعايش الفكري والثقافي، فالله جعل منا مختلفين لا متخلفين، وعند الجمال لا بدّ من الاختلاف، وهنا يمكن أن نصل إلى معنى الجمال الحقيقي للفن". وعن تحقيق طموحها قالت: "وصلت إلى بعض منه فقط، وما زال أمامي الكثير أطمح إلى تحقيقه في خدمة ذاتي ومجتمعي من خلال فني".
ووصل التغيير عندها إلى أسماء معارضها، فإلى أي حدّ يلعبُ اختيار الأسماء دورًا في جذب المتابع؟ تقول: "نعم دائمًا أتقصد في معارضي الشخصية أن ألفت النظر بالعنوان ، وأن أطرح قضية جريئة تمس الذات البشرية وتدعو للتفكر بها، حتى تجذب المتلقي بصورة أعمق وتشجعه لزيارة المعرض والإبحار فيه".
أما عن أنشطتها الحالية والمستقبلية فتقول: "لدي العديد من المشاريع والطموحات، على الصعيد الشخصي أخطط لإقامة معرض شخصي بباريس، وكذلك لدي مشاركه قريبة في متحف الفن في بريطانيا، ولدي مشاركة مهمة في ملتقى الفن التشكيلي في تونس".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان