نسرين نجم ..
مسيرة كفاح ونضال وتعب وجهد خاضتها الفنانة التشكيلية والشاعرة حميدة السنان لتنجح بأن تصل إلى ما هي عليه اليوم، فهي تؤمن بأن من يمتلك الإرادة والإيمان بالله عزّ وجل وبالطاقات الموجودة في كل منّا لا يمكن لأي عائق أن يمنعه من تحقيق طموحاته، حول رحلتها في عوالم الرسم والنحت والشعر كان لنا هذا الحوار:
* رحلة كفاح فنجاح:
تولد الموهبة مع الإنسان وتتطور بحسب اهتمامه بها وصقلها وإعطائها مساحة لتعبر عن نفسها وإبراز هذه الطاقة النعمة، وهذا ما قامت به الفنانة التشكيلية حميدة السنان: "منذ نعومة أظافري وأنا أرسم زقزقات العصافير على سدرة الشموخ في بيتنا القديم الطيني بالقلعة، حيث كانت أمي ترسم على الحيطان وتزركش التكيات وتطرز المفارش وقد شجعني ذوي وأهلي حين لمسوا موهبتي فشاركوا لي بمعرض مسابقات أرامكو للأطفال وفزت بالمركز الأول ومنذ ذلك اليوم وأنا أخطو بخطوات كبيرة نحو مستقبل الفن، وفي عام 1980حزت على الجائزة الأولى في مسابقة أرامكو لرسوم الأطفال. وكانت الفرحة كبيرة إذ تلقيت جائزة عينية ضخمة وقتها، كما إنني عشت رحلة كفاح مرير وأنا أحاول أن أثبت نفسي فيما بعد كامرأة فنانة في بلد مليء بالأعراف المحافظة فانا صاحبة أول معرض شخصي في محافظة القطيف وكم عشت معاناة وصعوبات لإثبات اسمي".
وتابعت هذه الرحلة فأسست في عام 1994 "أتليه فن الأدبي" الذي كان: "ضمن أهدافه إشباع رغبتي في أن يكون لي مكان خاص أمارس الرسم فيه، ومن ثم تطور الأمر عندي ووصل إلى حب نشر الإبداع والفن من خلال تعليمه للسيدات وبعدها توجهت لتعليم الأطفال لأنني وجدت فيهم اللبنة الإبداعية بشكل أنقى وأكثر وعيًا وإحساسًا".
وبالحديث عن الأطفال تقوم الفنانة التشكيلية حميدة السنان بأنشطة رسم مهمة لهم: "عالم الأطفال عالم أوسع كما أن استجابتهم لتعليم الفن أكثر سعة وشمولية خصوصًا حين يكونون موهوبين كما إن هاجس الأمومة الموجود داخلي يحثني دائمًا على السعي الدؤوب لزرع الثقة وإسعاد أطفالي الجميلين". وهي تعتبر بأن الرسم مهم جدًّا للأطفال لأنه: "لديهم قدرات للتعبير عن ذواتهم ولا يستطيعونها إلا عبر اللعب والرسم تقريبًا، وهم لا يتقنون فن الكتابة أو غيره من بعض المجالات التي يتقنوها الكبار. أما لتوجيه الأطفال نحو رسومات معينة فذلك حسب مواهبهم وتاريخهم الأسري وأفكارهم الشخصية. إذ أن كل طفل لديه ميزات معينة لا تشبه الطفل الآخر ومع ذلك هناك دروس جماعية وتوجيهات معينة يأخذها الجميع".
كل أنواع الفن تستهوي السنان من رسم إلى نحت إلى شعر وكذلك: "كل الألوان تحملني على أجنحة التأمل. إنما اللون رافقني في اللاشعور ومن كاد أن يحدث عني دائمًا هو اللون الأزرق"، وهي تعتبر بأن ولادة اللوحة لا تأتي من سبب واحد: "هناك عدة تدخلات مختلفة لولادة اللوحة أو القصيدة فالمواظبة أساسًا على التحصيل والممارسة الإبداعية هي أوفى خادم للمبدعين والمصادقة تأتي تباعًا من العمل الدؤوب".
بالنسبة لواقع الفن التشكيلي النسوي في العالم العربي والعوائق التي تواجه المرأة في هذا المجال تقول: "المرأة بطبيعتها مبدعة فهي الأم وهي العاشقة وهي الزوجة وهي التي تعشق الطبيعة والسماء وتلد الحياة وترعاها بعكس الرجل الذي يشهد له التاريخ أنه يحب الغزو والحروب. بالنسبة للعوائق فهي مختلفة من مجتمع إلى آخر ومن عمر إلى آخر ومن زمن إلى زمن آخر". وهي تعتبر بأن: "الفن بطبيعته حقيقي وغريزي وملتصق بالإنسان منذ بداية تاريخه، وهو بالتأكيد داعم للإنسان، ففيه المتعة والتسلية والترفيه، والعامل التطهيري لروح الإنسان بصفته ابتكاريًّا يمنحه العتق من هموم ومآسي الحياة، فهو الجنة في وسط المتاعب والمصاعب التي تواجهنا، كما أنه يعمل على توعية الفرد تجاه الطبيعة والآخر، رغم كل هذا فإن هذا الفن التشكيلي في عالمنا العربي والإسلامي متردد الخطى إلى حد ما بسبب سيطرة أفكار بائدة في بعض المجتمعات تضع المرأة دائمًا ضمن خانة العيب والحرام".
* ما بين الصالون الأدبي والأتليه شذرات فنية:
كما عرفت الفنانة التشكيلية حميدة السنان بأنها من أوائل الفنانات في المملكة ومن اللواتي أثبتن أنفسهن بأنفسهن كذلك عُرف عنها حبها للشعر فخاضت هذا العالم وكتبت شعرًا لأنه يعني لها الكثير: "فأنا بطبيعتي أحب القراءة كثيرًا وأول شيء قرأته هو السماء ثم العيون. أكتب لنفسي وأسعد حين أقرأ ما كتبته ويسعدني أن أسمع الآخرين صوتي عبر قصيدة مكتوبة وقد حوى كتابي الشعري الذي تحت عنوان "لمسات مؤجلة" تجربتي في الرسم والمعنونة بحنين الأيادي".
لدى السنان صالون أدبي "الأربعائيات الأدبي" الذي أسسته: "عام 1994مع نشأة الاتليه وهو يقدم مجالًا تعارفيًّا وتعريفيًّا عن فنون وأدبيات وأبداعات خاصة بالسيدات كما يعنى بالمواهب ويشجع حضورهن في الساحة الثقافية" وهي ترفض اعتباره ترفًا أدبيًّا لأن: " كثير من الصالونات الأدبية خرجت وألقت الضوء على مغمور".
لا توجد جهة واحدة أو أمر واحد يلهم حميدة السنان لكتابة الشعر: "الشعر يلهمني إياه الرجل أو غيمة مثقلة برائحة المطر أو لحن يمتزج مع لمسات فرشاتي. وكثيرًا ما كتبت الشعر وأنا أسمع الموسيقى وأرسم كركرات طفلة أحببتها فالطفولة ملهمة لي".
أسماء كثيرة تتلمذت وتخرجت على يديها ولمعت في عالم الفن التشكيلي، عن شعورها وهي تراهن ناجحات، هل لا يزال هناك علاقة طيبة معهن؟ تقول: "نعم، لأني أرى أنه من مسؤوليتي توعية مجتمعي تجاه الفن والجمال ودور المرأة خاصة كإنسانة واعية بوسعها الاعتماد على نفسها كما أن الانعتاق من كل الرواسب المثبطة لعزيمة المرأة هي إحدى مهامي في الفن ومازال همي نشر الفن والجمال لدى محبيه صغارًا أو كبارًا فهو وجهي الحقيقي وأنا ولدت وانحدرت من أسرة فنية تاريخيًّا. أما بالنسبة لعلاقتي معهن فهي علاقة صداقة ووئام مع أغلبهن".
استطاعت الفنانة التشكيلية حميدة السنان أن توفر لنفسها: "المناخ الفني والفكري لإنتاج تجاربي الفنية وتحديت الكثير من ظروفي الأسرية الصعبة، والتحدي كان في كيفية إقامة معارضي وأنشر فني إعلاميًّا وأنا امرأة من بيئة محافظة. أما بالنسبة للتجارب الفنية المتعددة التي أنجزتها فهي:
- تجارب السريالية.
- تجارب الكولاج (1).
- تجارب الكولاج (2).
- تجارب البرزخ.
- حنين الأيادي.
- التأليف والتوالي.
- أحلام آدم.
- تجارب النحت.
وأيضًا المجسمات الضخمة والجداريات الكبيرة، كذلك فإن كتابي الشعري "لمسات مؤجلة" اشتمل على تجربتي العاطفية أيضًا في التشكيل "حنين الأيادي".
وهي تعتبر نفسها بأنها امرأة جاءت في وقت صعب: "وانتهت من تحقيق كل طموحاتها ومع ذلك مازلت أطمح في عشق يعيدني فتية صغيرة ومغامرة جريئة وحالمة بريئة لأبني قصورًا مجنحة في ساعة فجر فريد النسائم".
وعن مشاريعها الحالية والمستقبلية فهي تحلم أولًا بأن: "تعيش حياة مختلفة وأن أمثل فيلمي في سلسلة أفلام هوليود، لذلك مشروعي الحالي مشاهدة الأفلام، عمل المجسمات الضخمة في حديقة الاتليه، رسم الجداريات الضخمة، تعليم أكبر عدد من المواهب، عمل الاحتفالات الثقافية والمعارض، وبالتأكيد سأصور فيلمي المدهش كما أريد".
وبكلام أخير لمن يرغب بدخول عالم الفن التشكيلي تقول: "كونوا أحرارًا من كل المعتقدات غير الصحيحة والعقد المعيشية والتاريخية، وأعيدوا صياغة أفكاركم بالتأمل في واسع إبداع الله سبحانه وتعالى، وعليكم بالقراءة المستمرة ومصادقة الكتاب وهذا كله مع ملازمة تهيئة نظام معين لا يتعارض والحرية ويستثمر لنا الطاقات والوقت".
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الإسلام وميول الإنسان
شروط البحث
الزهراء للإمام عليّ: اشتملت شملة الجنين (1)
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة