علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

الجمال في عين الناظر المتحيزة

 

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
بحث جديد يبين كيف يقرر دماغنا ما هو الشيء الجميل. 
عندما ننظر إلى لوحات فنية، لا نقوم بتقييم كل منها بموضوعية على أساس مزاياها الفنية الخاصة بها. ولكن، نحمل تحيزاً، وفقًا لدراسة جديدة في علم النفس.
عندما نتجول في صالة عرض فنية (غلاريّا)، ما الميزة التي تحدد فكرتنا عن الجمال؟ دراسة لجامعة سيدني عن كيف يقيّم الناس جماليات كل عمل فني تُظهر أن جزءًا من تقييمنا للجمال يرجع إلى اللوحة الغنية التي شاهدناها قبل لحظات قليلة.
 البحث، بقيادة طالبة الدكتوراه السيدة سوجين كيم من كلية علم النفس، منشور في مجلة جورنال ڤيجين School of Psychology (في مجلة الرؤية، ١) . الدراسة تبين أننا لا نقيّم كل لوحة بمعزل عن غيرها. ولكن، نحمل تحيزاً للعمل الفني الذي شاهدناه للتو.
تضمنت الدراسة التي أنجزت تحت إشراف البروفيسور ديفيد الاي.Alais من جامعة سيدني والبروفيسور ديفيد بور من جامعة فلورنسا في إيطاليا، تضمنت تقديم سلسلة من ٤٠ لوحة فنية إلى ٢٤ مشاهداً طُلب منهم تقييم كل واحدة باستخدام منزلق للقياس slider لبيان مدى جاذبيتها جمالياً  أو آخذيتها. اللوحات تصور منظراً طبيعياً جميلاً scenery أو حياة جماد still life (هو الشيء الذي لا يتحرك أو لا حياة فيه سواء أكان من صنع الإنسان أو من الطبيعة، للمزيد من المعلومات راجع ٢).


 وقال البروفيسور الاي  Alais: "في حين يُقال في كثير من الأحيان أن الجمال في عين الناظر، فإن هذه ليست هي القصة الكاملة - إنها تعتمد جزئيًا على ما شوهد مؤخرًا".
السؤال الأول الذي طُلب من المشاهدين الأربعة والعشرين الإجابة عليه هو ما إذا كانوا قد قيّموا كل لوحة بشكل مستقل عما رأوه للتو. للقيام بذلك، تم تقديم تسلسل اللوحات لهم ٢٠ مرة وفي كل مرة قُدمت بترتيب عشوائي مختلف. وبهذه الطريقة قُيمت كل لوحة منها ٢٠ مرة، لكن بتسلسل عشوائي مختلف أتى قبلها. كانت البيانات واضحة:  المشاهدون لا يقيمون كل لوحة من اللوحات بشكل متسق ولكنهم متحيزون لما شاهدوه للتو.
وقال البروفيسور الاي Alais: "يفترض الكثير من الناس بشكل ساذج أن هناك نوعًا من" تأثير التباين/أثر المُباين  contrast effect (للتعريف، راجع ٣) "حيث قد تبدو اللوحة الفنية أكثر جاذبية لو أتت بعد لوحة فنية غير جذابة". "النتيجة المفاجئة هي أن التحيز كان إيجابيًّا: اللوحات الفنية قُيمت بتقييم أعلى بعد مشاهدة لوحة  جذابة، أو بتقييم أقل، بعد مشاهدة لوحات غير جذابة".


البحث يُرجع هذا التأثير إلى "التبعية التسلسلية"، والذي يوصف التحيز المنهجي تجاه تجربة مرت حديثاً (أحدث تجربة سابقة على الحدث الحالي) . لقد وجدت دراسات سابقة، أن العديد من خصائص  المنبه/المحفز - بما في ذلك الاتجاه/التوجه orientation، والتعددية/ الكثرة وتعابير الوجه والجاذبية، والنحافة المتصورة  - كلها متحيزة بشكل منهجي تجاه تجربة مرت حديثاً.
وقال البروفيسور الاي "ربما عرف أمناء الفن على الدوام التحيز تجاه الماضي القريب". "غالبًا ما يحتفظون بأحسن جزء/قطعة إلى الأخير ويعدون /يحضرون أنفسهم لها. أظهرت دراستنا أن هذا من شأنه أن يؤكد التأثير المتراكم ويضمن نهاية سعيدة".



مصادر من داخل وخارج النص 
١-https://jov.arvojournals.org/article.aspx?articleid=2753404
٢-https://www.tate.org.uk/art/art-terms/s/still-life
٣-تأثير التباين contrast effect هو  تعزيز أو تقليل ، بالنسبة إلى المعدل الطبيعي ، من التصور  أو من الإدراك أو من الأداء ذي الصلة كنتيجة للتعرض المتتابع (بعد السابق مباشرة) أو التعرض المتزامن لحافز له قيمة أقل أو أكبر في نفس البعد.  (هنا ، التصور العادي أو الإدراك أو الأداء هو ما يمكن الحصول عليه في غياب حافز المقارنة ، أي الواحد المستند  الى جميع التجارب السابقة).ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://en.m.wikipedia.org/wiki/Contrast_effect 
المصدر الرئيس 
https://sydney.edu.au/news-opinion/news/2019/11/20/beauty-in-the-biased-eye-of-the-beholder.html

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد