صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشاعر معروف عبد المجيد
عن الكاتب :
ولد الشاعر عبد المجيد عام 1371 هـ بمدينة القليوبية في مصر،ونشأ في أسرة تعتنق المذهب الشافعي، درس الآداب واللغات السامية في جامعة الأزهر في مصر، والنقوش السامية في جامعة روما في إيطاليا، والآثار الكلاسيكية اليونانية والرومانية في جامعتي زيوريخ في سويسرا، وغوتنغن في ألمانيا. اعتنق مذهب أهل البيت عليهم السّلام، وله العديد من المؤلفات الشعرية، والكثير من القصائد في حقّ أهل البيت عليهم السلام.rn

يا بنت موسى

جــــــرح الأحـــــــبّة فاغرٌ ما التاما

يفــــــري، ولا نـــــــدري له إيلاما

نار الصـــــــبابة لا تُـحــــرّق عاشقًا         

وتكون بـــــــردًا فــــــوقه وسلاما

أنا طائر فوق الجــــــبال مقــــــسّم         

إربًا، فمـــــن ذا يجــــــمع الأقساما

لم يمض عصر المعجزات، فعاودي         

عهد الـــــوصال وجـــــدّدي الأيّاما

بعثي ونشـــــري من يديك، وجنتي         

عيــــــناك، طابـــــــــا للمحب مُقاما

ركب الفواطـــــم ما يـــزال مسافرًا          

مروًا يـــــريد، وروضـــــة، وإماما

يمضي، فلا الأيام تقطـــــع ســـيره         

ويزيده طــــــول النّــــــــوى إقداما

وعليه من ألـــــق النــــبوة مسحةٌ         

أضفت علــــــيه المــــجد والإعظاما

ومن الحســــين بقــــــية لــــدمائه         

صبغت بحمـــــرة لونـــــها الأعلاما

يا أيها الحـــــــادي حـــداؤك هدّني         

لـمّا ذكــــــرت الأهــــــــل والأرحاما

عرّج على قمٍّ، فإنّ لنـــــا بـــــــــها         

قبرًا على كــــــلّ القـــــبور تسامى

شهد الحوادث مــــــنذ أوّل عــهده         

ومن الحـــــوادث ما يكــون جساما

ظهرت به للعالــــــمين خــــــوارقٌ         

تســــبى العقـــول وتُدهش الأفهاما

حُطوا الرّحال، فإنّ للـــــثّاوي بــــه         

عهدًا يصــــان وحـــــــرمة وذماما

يا قبر فاطــــــمةٍ بقـــــــمّ تحــــــيةً         

من مدنــــف ـ يا قــــبرها ـ وسلاما

طاب الضـّــــــريح وذاع من شبّاكه         

أرج النّـــــبوّة يغـــــمر الآكـــــــاما

واصطفّت الأمــــلاك في ظل الحمى         

زمَـــرًا تســــــبّح سجّــــــدًا وقياما

وأتى الحجيج مـــــن الفجاج قوافلاً         

تســــــعى إلـــــيه وقد نوت إحراما

حرم أتاه الخائفـــــــون فأبــــــدلوا         

أمنًا، ونــــــال الطّــــــالبون مــراما

عشّ لآل محــــــــــمد يهــــــفو له         

أهل الـــــوداد محــــــــــبةً وغراما

يا بنت موسى، والمـــــــناقب جمّةٌ         

لا يستطــــــيع بهــــــا الورى إلماما

أخت الرّضا، إنــــــي أتيـــتكِ ناشرًا         

صحفًا تفـــــــيض خطـــــيئةً وأثاما

يا عمّة الجواد، كـــــــفّكِ والــــنّدى         

وأنا بــــــبابك أســــــــأل الإنـــعاما

أنا زائر يرجو الشـّـــفاعة، فاشفعي         

لي في الجــــنان، فقد قصدت كراما

أنا قادم من مـــــــصر أنزف حرقةً         

أخفي الشّقــــــاء وأكــــــــتم الآلاما

ودّعت زيـــــــنب غير ناسٍ فضلها         

وهي العقــــــيلة كــــــم رعت أيتاما

وهي التي في الطّفّ كم أبدت حجىً         

تحت السّـــــيوف وسفّـــهت أحلاما

ومعي من السّبــــط الشّهيد شواهدٌ        

علّقتها فـــــــوق الصّـــدور وساما

لي بالحسين وبالعــــقيلة لحـــــــمةٌ         

كانت لنفســـي في الخطوب عصاما

شقّت لي الدّرب العـــــسير، وبدّدت          

في النـّــــــازلات حُلـــــوكةً وظلاما

فأتيت أبدع للـــــــــولاء قصـــــيدةً         

وأوقّع الألـــــــــحان والأنـــــــــغاما

وأقيم للدين القــــــويم دعــــــــائمًا         

وأحطّــــم الأوثــــــــــان والأصناما

ومع الحسين أقــــــود أعـتى ثورة        

 كانت لســـــــــلطان الطّــغاة ضراما

وأرى الرعــــــية ـ رغم ذلّ ـ ذروةً         

وأرى الملـــــــوك أمامـــــها أقزاما

وأرى العقــــــيدة عــــــزةً وكرامةً         

وأرى الكـــــفر معـــــــــرّة ورغاما

وأرى التّثاقل يــــــوم نَـــــــفْر ردَّةً         

وأرى الجهـــــــاد تزكّـــــيًا وصياما

وأرى الإمامة بيــــــعةً مفـــروضةً         

وأرى الخــــــــلافة فـــــلتة وحراما

وأرى كهوف البائـــــــسين عمائرًا         

وأرى قصــــــور المالــــكين حطاما

سأقيم في مـــصرَ العـــــــتيدة قلعةً         

وأزيل ـ رغم رســــوخها ـ الأهراما

النّيل لن يــــــدع الحســــين مجدّلاً         

عطشان يشـــــكو الصّــدّ والإحجاما

كلا، ولن يــــــدع الــــــــدّعيّ لغيّه         

يسبى ويحــــرق حــــــرمةً وخياما

يا بنت موسى إنّ فـــي قــــــمّ التي         

ضمتك عزّاً شامــــــخاً وســـــــناما

من قمّ يبتدئ الكــــــلام وبعـــــدها         

تغدو الحـــــروف أســــــنّة وسهاما

ويسجّل الــــتّاريخ بالدّم صفحةً         

حمــــراء تقـــــطر نهــــضة وقياما

خســئت فراعنة الزّمان، وكم هوى         

عـرش لترفع فوقه الإسلاما‍

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد