قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ حسن المصطفوي
عن الكاتب :
من علماء إيران المعاصرين، ولد سنة 1336هـ وتوفي يوم الإثنين 20 جمادي الأولى 1426 هـ عن تسعين سنة، حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الالهيات في تبريز ( المعقول والمنقول). له مؤلفات عديدة منها: rn(التحقيق في كلمات القرآن).

معنى (رأس) في القرآن الكريم

مصبا - الرأس: عضو معروف، وهو مذكّر، وجمعه أرؤس رؤوس، وبائعها رأّس مثل نجّار وعطّار، وأمّا روّاس فمولّد، والرأس: مهموز في أكثر لغاتهم إلّا بنى تميم، فإنّهم يتركون الهمز لزوماً. ورأس الشهر: أوّله. ورأس المال: أصله. ورأس الشخصُ يرأس بفتحتين رآسة: شرف قدره، فهو رئيس، والجمع رؤساء.

 

مقا - رأس: يدلّ على تجمّع وارتفاع. فالرأس رأس الإنسان وغيره. والرأس: الجماعة الضخمة. والأرأسُ: الرجل العظيم الرأس. ويقال بعير رَءُوس: إذا لم يبق له طِرق إلّا في رأسه. وشاة رَأساء: إذا اسودّ رأسها. والرئيس: الّذى قد ضرب رأسه. ويقال سحابة رائسة وهي التي تقدم السحاب ويقال أنت على رئاسِ أمرك. والعامّة تقول على رأس أمرك.

 

صحا - الرأس: يجمع في القلّة أرؤس، وفي الكثرة رؤوس، وبيت رأسٍ اسم قرية بالشام كانت تُباع فيها الخُمود. قال الأصمعي: يقال للقوم إذا كثروا وعزّوا: هم رأس. ورأَسَ فلان القومَ يرأَس رئاسة وهو رئيسهم، ويقال - رَيِّس مثال قَيّم. ورأّسته عليهم ترئيساً فتَرأّس هو وارتأس عليهم، ورأسته فهو مرءوس ورَئيسٌ إذا أصبتَ رأسه. وتقول أُعد علىّ كلامك من رأس ولا يقل من الرأس، والعامّة تقوله. وقولهم أنت على رِئاس أمرك أي أوّله والعامّة تقول على رأس أمرك. ورِئاس السيف: مَقبضه.

 

التهذيب 13/ 63 - ابن الأعرابي: راس يروس روسًا: إذا أَكل و‌ جوّد، وراس يريس ريساً: إذا تبختر في مشيته. وأمّا الرأس: فإنّ ابن الأعرابي قال: رأس الرجل يرأس رأسة إذا زاحم عليها وأرادها. وقال الليث: رأس كلّ شي‌ء أعلاه.

 

التحقيق

 

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو المبدأ العالي للشيء أعمّ من أن يكون مادّيّاً أو معنويّاً، ولا بدّ أن يكون داخلًا في الشيء أي من أجزائه الداخليّة، وأمّا مفهوم المبدأ: فهو أعمّ من أن يكون داخلاً في الشيء أو خارجاً عنه. وأمّا مفاهيم الأوّليّة والعلوّ والشرافة والعزّة وأمثالها: فمن لوازم الأصل كما لا يخفى على البصير.

 

والظاهر أنّ فيما بين الروس والريس والرأس اشتقاقاً أكبر، واختلاف معانيها بسبب الاختلاف في موادّها وصيغها، فإنّ الهمزة تدلّ على الرفعة والياء على الانكسار والانخفاض، والتبختر هو مفهوم بين الرفعة والخفضة. وأمّا اشتقاق الفعل من الرأس: فهو انتزاعي.

 

{وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ} [الأعراف : 150]، {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم : 4] {لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي} [طه : 94]، {أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} [البقرة : 196]، {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ} [الدخان : 48] - التعبير بالرأس في هذه الموارد دون سائر الأعضاء: باعتبار ما قلنا من الأصل، أي الإشارة إلى المبدئيّة والعلوّ، فالرأس هو مقدّم الأعضاء، فإذا كان متعلّقاً لحكم فسائر الأعضاء محكوم به تبعاً.

 

{وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} [البقرة : 279] - جمع رأس المال أي أصل المال، ويعبّر عنه بالفارسيّة - سرمايه، وهو ما يرجع إليه مطلق ما يملك ويتموّل {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} [إبراهيم : 43]، {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحج : 19]. {إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ} [السجدة : 12]، {لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} [المنافقون : 5]، {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ} [الإسراء : 51]، {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} [الأنبياء : 65] – فاستعمال - المادّة في هذه الموارد باعتبار مفهوم الأصل وكون الرأس مبدأ وذا رفعة، وإذا كان الرأس مُقنعاً أو منكوساً أو منغضاً أو ملتوىً أو مصبّاً عليه: فسائر- أعضاء البدن يكون كذلك بالأولويّة والتبع.

 

{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات : 64 ، 65] فالشجرة الظاهرة في أصل الجحيم طلعها كأنّه يتجلّى فيه رُءوس الشياطين الّذين هم مظاهر البعد من اللّه العزيز، فكأنّ الطلع مظهر البعد ويتجلّى فيه البعد.

 

{وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة : 6] - المسح برأس ورجل إشارة إلى لزوم الطهارة والنزاهة في العضو العالي والداني وما بينهما، وفي مرحلة التفكّر والسير المعنوي وفي عالم الحركة الظاهريّة المادّيّة، فإنّ الرأس عضو فيه الدماغ وهو مركز الحواسّ، والرجل عضو به يتحقّق السير والحركة الظاهريّة. ولازم أن تتحقّق الطهارة في كلا المرحلتين.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد