صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

العباس: لواء على ناصية الفرات

خُذ في يمينكَ

رُضّعًا وخِباءَ

واملأْ سِقاكَ تَضوُّرًا وبكاءَ

 

واحملْ لِواكَ

وصلِّ نافلةَ الظّما

واقرأ على عطشِ الحُسينِ الماءَ

 

وامسحْ خطاكَ عن الخيامِ

مُودّعًا

وأفِضْ على لهبِ الحَشا الحوراءَ

 

واجمعْ بِقِربتكَ الصغارَ

وقل لهمْ

إن عدتُ لن تجدَ الخيامُ ظِماءَ

 

واحملْ على القومِ اللّئامِ

مُظفَّرًا

فالنّهرُ يقرأُ جودَكَ السّقّاءَ

 

عبّاسُ يا بطلَ الشّهامةِ

والفِدا

أبدعْتَ في فلكِ الطّفوفِ فداءَ

 

كالوحيِ تكتبُكَ الخيامُ

تَوسُّلًا

وعلى أكفِّ الظّامئاتِ دُعاءَ

 

وتلوذُ عندَ خِباكَ

كلُّ مَرُوعةٍ

حتّى تعيشَك مفزعًا ورجاءَ

 

تسلو بأحرفِك الشّفاءَ

وإنّما

عرفتْكَ يا أملَ اللّهوفِ رَواءَ

 

قُم واطوِ يا ابنَ أبيكَ

لوعةَ أنفُسٍ

ذابتْ بقسوةِ ما تراهُ عَياءَ

 

ها أنتَ بين يَديْ أخيكَ

أبي الإبا

وعلى يديهِ مُلئتَ منهُ إباءَ

 

تَتلو عليهِ

حديثَ سلسلةِ الظّما

وتُذوبُ بين يديْ عُلاهُ حَياء

 

لا شيءَ يُشبه مقلتيكَ

تَحمُّلًا

يا ابن النّبيِّ ولا حشاكَ عَناءَ

 

وإباك إنّ جوَى الرّضيعِ

أمضّني

ذاوي الملامحِ لا يُطيقُ بَقاءَ

 

ذرني أُغيرُ على الفراتِ

وأنثني

نحوَ الخيامِ وقد حملتُ الماءَ

 

(اركبْ بنفسي أنتَ)

وازدحمَ الشّجا

والطّفُّ ضجَّ تفجُّعًا وبكاءَ

 

حتّى إذا ما عُدتَ

تحتضنُ السّقا

ألوَتْ عليكَ المُرهفاتُ عِداءَ

 

حَسمُوا يديكَ

فعدتَ تعتنقُ اللّوا

وأراق مشتبكُ السّهامِ سِقاءَ

 

روحي فداكَ

وسهمُ عينِكَ ناشبٌ

خسفَ الضّياءَ ومُقلةً نوراءَ

 

أمّا العمودُ

فقد أصابكَ مقتلًا

فهويْتَ تَنزفُكَ السّهامُ دماءَ

 

وأتاكَ يعثُرُ  في شَجاهُ

مُرَوَّعًا

سِبط النّبوّةِ لا يَفيقُ بُكاءَ

 

لهفي عليكَ

(كسرتَ ظهريَ يا أخي)

من ذا يكونُ وقد قُتلتَ وِفاءَ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد