قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الفيض الكاشاني
عن الكاتب :
هو الشيخ الفقيه والفيلسوف المتبحر المولى محمد محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود المعروف بالفيض الكاشاني، من أبرز نوابغ العلم في القرن الحادي عشر الهجري، كان فيلسوفًا إلهيًّا وحكيمًا فاضلًا وشاعرًا عبقريًّا وعالـمًا متبحرًا. ولد سنة 1007 هـ ونشأ في بلدة قم المقدسة ثم انتقل إلى بلدة كاشان، وبعد ذلك نزل شيراز، أخذ العلم عن العلامة السيد ماجد الجدحفصي البحراني والحكيم الإلهي المولى صدر المتألهين الشيرازي، من أبرز مؤلفاته: تفسير الصافي، المحجة البيضاء في أحياء الإحياء، علم اليقين في أصول الدين، مفاتيح الشرائع في فقه الإمامية. كانت وفاته في مدينة كاشان سنة 1091هـ.

لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ

قال تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الأنعام: 103]

 

في الكافي والتوحيد عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية يعني إحاطة الوهم، ألا ترى إلى قوله وقد جاءكم بصائر من ربكم، ليس يعني بصر العيون، فمن أبصر فلنفسه ليس يعني من البصر بعينه، ومن عمي فعليها لم يعن عمى العيون، إنما عني إحاطة الوهم، كما يقال فلان بصير بالشعر، وفلان بصير بالفقه، وفلان بصير بالدراهم، وفلان بصير بالثياب، الله أعظم من أن يرى بالعين.

 

وعن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولم تدركها ببصرك، وأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون.

 

في التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات، وأما قوله لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، فهو كما قال لا تدركه الأبصار لا تحيط به الأوهام، وهو يدرك الأبصار يعني يحيط بها.

 

وفي المجمع والعياشي عن الرضا (عليه السلام) أنه سئل عمّا اختلف الناس من الرؤية، فقال من وصف الله سبحانه بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله، لا تدركه الأبصار، وهذه الأبصار ليست هذه الأعين، إنما هي الأبصار التي في القلوب لا يقع عليه الأوهام.

 

{وَهُوَ اللَّطِيفُ} [1] {الْخَبِيرُ} .

 

في الكافي والتوحيد والعيون عن الرضا (عليه السلام) وأما اللطيف فليس على قلة وقصافة وصغر، ولكن ذلك على النفاذ في الأشياء والامتناع من أن يدرك، كقول الرجل لطف عني هذا الأمر ولطف فلان في مذهبه، وقوله يخبرك أنه غمض فيه العقل وفات الطلب وعاد متعمقًا متلطفًا لا يدركه الوهم، فكذلك لطف الله تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف، واللطافة منها الصغر والقلة، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

 

قال: وأما الخبير فالذي لا يغرب عنه شيء، ولا يفوته شيء، ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء، فتفيده التجربة والاعتبار علمًا، ولولاهما ما علم لأن من كان كذلك كان جاهلاً، والله لم يزل خبيرًا بما يخلق، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.   

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] في الحديث إن الله لطيف ليس على قلة وقضافة صغر للقضافة بالضم والقضف محركة، النحافة والقضف الدقة، وقد قضف بالضم قضافة، فهو قضيف أي نحيف، والجمع قضاف.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد