علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عن الكاتب :
أحد مراجع التقليد الشيعة في إيران

إرادة اللَّه سبحانه

لا شك في عدم إمكانية مقايسة مفهوم إرادة الإنسان بالإرادة الإلهيّة، لأنّ الإنسان يتصور الفعل في البداية (مثل شرب الماء)، ثم فوائده، ثم يعتقد بفوائده، ثم يشتاق ويرغب إلى القيام بذلك الفعل، فعندما يصل شوقه هذا مراحله النهائية يصدر أوامره إلى العضلات، فيتحرك الإنسان لإنجاز هذا العمل.

 

لكنّنا نعلم أنّ كل هذه المفاهيم (التصور والاعتقاد، والشوق والأمور وحركة العضلات) لا معنى‏ لها بخصوص الباري، لأنّها جميعاً حادثة، فأين إرادته منها إذن؟

 

من أجل هذا ذهب علماء الكلام والفلاسفة المسلمون - صوب مفهوم يتناسب مع الوجود البسيط المجرد، وبنفس الوقت يتناسب مع أي نوع من أنواع التعبير الحاصل لدى‏ اللَّه تعالى‏، فقالوا: إنّ إرادة اللَّه تعالى على‏ نوعين:

 

1- الإرادة الذاتية

 

2- الإرادة الفعلية

 

1- الإرادة الإلهيّة الذاتية:

 

هي علمه بالنظام الأصلح لعالم التكوين، وعلمه بخير وصلاح العباد في الأحكام والقوانين الشرعية.

 

إنّه يعلم أيّ نظامٍ أفضل وأصلح لعالم الوجود، ويعلم أفضل الأوقات المناسبة لإيجاد الموجودات، وهذا العلم منبع تحقق الموجودات وحدوث الظواهر في الأزمنة المختلفة.

 

وكذلك فإنّه سبحانه وتعالى يعلم مصلحة عباده الكامنة في هذه القوانين والأحكام، وأنّ روح هذه القوانين والأحكام هي علمه بالمصالح والمفاسد.

 

2- إرادته الفعلية عين الايجاد:

 

وتعدّ من صفاته الفعلية لذا فإنّ إرادته في خلق السموات والأرض هي عين حدوثها، وإرادته في فرض الصلاة هي عين وجوبها وفي تحريم الكذب هي عين حرمته.

 

وخلاصة الكلام هي أنّ إرادة اللَّه الذاتية عين علمه، وعين ذاته، لذلك اعتبرناها من فروع العلم وإرادته الفعلية عين الإيجاد والتحقق.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد