د. جاسم العلوي ..
ما يُميِّز التأمُّل الفلسفي في صُورته الميتافيزيقية هو لا زمنيته؛ فهو بنية ذات ترابُط منطقي مُتعالٍ ومُنجز، وهذه البنية تَنْظُر إلى الواقع على نَحْو من العمومية، والإطلاق. ومن هُنا، فإنَّ هذه البنية الناجزة قد تَبْدُو للبعض لا تستجيب وتتناقض مع التطوُّرات الحاصلة في مَيْدان الفيزياء. والواقع أنَّه لا يُوجد دليلٌ علميٌّ قاطعٌ على أنها تتناقض مع الفيزياء. صحيح أنَّها تتناقض مع بعض التفسيرات الأخرى لجُملة من المسائل التي كَشَف عنها العِلْم، لكن لم يقُم الدليل على تناقضها مع مُنجزات العلم. الحقيقة الميتافيزيقية في جوهر مُفكريها لا تتناقض مع الواقع الطبيعي، وهي واحدة ذات طبقات مُنسجمة مع بعضها. ليست هُناك حقيقة مزدوجة صادقة في فضاء معرفي، وكاذبة في فضاء معرفي آخر. إنَّها واحدة مُنسجمة، تتطابق مع جميع الفضاءات المعرفية، شريطة أنْ نفهم كيف نتخلص من التناقضات الظاهرية، وأن نحفُر في العُمق لنكشف التطابق والانسجام.
يقول صلاح الجابري في كتابه “فلسفة العلم”: “إنَّ من مميزات التأمُّل الفلسفي لا زمنيته الملازمة لخاصية التجريد، بَيْد أنَّ هذه اللازمنية لا تمنحه صفة الإطلاق الواقعي إلا إذا تحدَّدت صيغة إجرائية لتطابق النظر والواقع، وحينئذ سيهبط من مُستواه الفوقي المتعالي إلى مستواه الزمني الواقعي، وهذا الانتقال يُحدِّد الفصلَ بين التأمُّل الفلسفي والواقع العلمي” (1 – ص:83).
ويقول أيضا: “إنَّ تحرُّر التأمُّل الفلسفي من عَائق الشروط العلمية يُقابله التزامٌ بالانسجام المنطقي الذي يعني خضوعه لطرائقية صارمة. ووفق هذه الطرائقية واللازمنية، يستبق النظر الفلسفي غيره من ألوان النشاط الفكري الأخرى” (1 – ص:84).
وهُناك بنيات فلسفية تَعْتَبر نفسها تابعة لمنجزات العلم، وهي بذلك لا تمتلك الثبات ولا العمومية، وترفض الفكرَ المتعالي على التجربة، وهي تُحاول تصحيح نفسها للتكيف مع التطورات الحاصلة في ميدان العلوم، وهذه بالتأكيد لا تتناقض معه.
والسُّؤال الذي نُناقشه في هذه الورقة؛ هو: كيف نفهم موقع الفيزياء في البنيات الفلسفية الناجزة، ومصداقها الأكبر الميتافيزيقا، والبنيات الفلسفية التابعة؟ وبتعبيرٍ آخر: كيف يتحدَّد شكل العلاقة بين الفيزياء والميتافيزيقا باعتبارها البنية الناجزة، التي واجهتْ تحديات تطبيق مفاهيمها على التطوُّرات التي حصلت في الفيزياء الحديثة، وكذلك شكل العلاقة بينها -الفيزياء- وبين الفلسفات الأخرى التابعة؟
… إنَّ عُمومية الفلسفة ذات البُنى الفوقية المتعالية، وحركتها الحُرَّة، لا تعني أنْ نضعَ الفيزياء في دائرة كبرى مهيمنة هي دائرة الفلسفة؛ حيث تستوعب الفلسفة الفيزياء، وتحتويها، في شكل علاقة سلبية وذات اتجاه واحد. بل إنَّ الفيزياء، وإن وصفناها بالعلم الجزئي، إلا أنَّها تُقدِّم باستمرار عبر تطوُّرها التاريخي مسائل تستثير فيها العقل الفلسفي، وتضعه أمام تحديات جديدة، وتعطيه زخمًا ونشاطًا، وتدعوه على الدوام لتقديم قراءات جديدة مُتوافقة من التطوُّرات الحاصلة في مَيْدانه. ربما يصحُّ القول بأنَّ الفيزياء -وعلى مدى قرون طويلة- لم تُقدِّم للفلسفات الناجزة ما يُشبه الزلزال الذي يهز منجزاتها، إلا أنَّ ذلك تغيَّر منذ أنْ بدأ العلم يشقُّ طريقه في أوروبا، متحررًا من هيمنة الكنيسة. فمن جاليلو حتى ما قبل القرن العشرين، هيمن على أوروبا تيَّاران معرفيَّان كبيران؛ هما: التيار التجريبي، والتيار العقلي، وهما في الحقيقة نتاج حركية العلوم وتقدُّمها، وبالخصوص الفيزياء وتصادم التقدُّم العلمي مع التفسير الكنسي للنصِّ الديني. ففي حينها، عندما اصطدم العلم بالنص الذي تملك فقط الكنيسة تفسيره، تحرَّك الفكر الديني مُضطرًا في دفاعه عن النص الديني ليقدِّم قراءة فلسفية للنظرية العلمية، مُحددُا بذلك موقفُا إبيستمولوجيًّا وقراءة أنطولوجية للواقع. وفي المقابل، تشكَّلت رؤية علموية تحصر الوجود في صورته المادية، وتجعل من التجريبية مذهبًا فلسفيًّا للوجود.
لكن ما حَصَل في القرن العشرين بعد أنْ ظَهَرت على مسرح الحياة نظريَّتان كبيرتان -هما: النظرية النسبية والنظرية الكمية- أخذتْ العلاقة مُنعطفًا جديدًا ومُختلفًا تمامًا. لقد قدَّمت الفيزياء مسائل حول الواقع والوعي والمعرفة ولَّدت حِرَاكًا كبيرًا في الفلسفة، وجعلتْ العقلَ الفلسفيَّ ينشط في بحث هذه المسائل في صورة جديدة. لقد أثَّرت التطوُّرات العلمية في تشكيل الفكر الفلسفي إلى حدٍّ بعيد جدًّا، إلى الحدِّ الذي ذَهَب بالبعض إلى اعتبار الفلسفة تابعة للفكر العلمي، وما عدا ذلك محض خُرافة، وأرادت بالتبعية أنْ ليس ثمة وجود لما ندعوه بالحقيقة المجرَّدة التي يكشفها العقل الحر، والتي تتنزل من عليائها لتتطابق مع الواقع العلمي، إنَّ مهمة الفلسفة الجديدة أن تكبل هذا العقل الحر الذي يأخذنا إلى متاهات الخرافة، وتجعل نشاطه في موضوع المادة ومعطيات التجربة.
لقد وَضَعت التطوُّرات الجديدة في ميدان الفيزياء، والتي طالت مفاهيم مركزية في الفكر البشري، والتي ظلَّت طوال التاريخ تشكِّل البنية الأساسية الصلبة التي يقوم عليها الفكر البشري، الفكرَ الميتافيزيقيَّ أمامَ تحدِّيات تطبيقية لمفاهيمه الأساسية على الواقع العلمي الجديد. كما دَفَعَت هذه التطوُّرات الفلسفات المادية والعقلية الكلاسيكية لتطوير نفسها، والخروج بفكر فلسفي مُتجدِّد يتناسب والواقع العلمي الجديد. إذْ لَمْ تعُد الأطر التقليدية للفكر الفلسفي في صورتيه التجريبية والعقلية، كما يتصوَّره البعض، تستجيب لمستجدات العلم الحديث. فلم تبقَ النزعة التجريبية واحدة ثابتة منذ أن وجدت بل تطورت حتى تستوعب الهزات الإبيستمولوجية التي تُثيرها من وقت لآخر أبحاثُ الفيزياء.
وسنَضَع القارئ الكريم في هذه الورقة أمام مُستويات مُختلفة من العلاقة بين الفيزياء والفلسفة. كما أنَّنا سنتعرَّض لموضوع الفيزياء والخالق؛ لما له من خصوصية تشكَّلت وتطوَّرت سلباً وإيجاباً بالتوازي مع التقدُّم الحاصل في ميدان الفيزياء. الأمر الذي دَفَع بعلماء كبار في الفيزياء إلى إنكارِ الخالق والغيب، وكل ما وراء الحس، زاعمة أنَّ الفيزياء أثبتتْ عَدَم وُجود خالق، أو أنَّها قدَّمت في أحسن الأحوال ما يُثبت استغناء هذا الكون عن الخالق.
الفيزياء والميتافيزيقا عند فلاسفة الإسلام
ولتوضيح العَلَاقة بَيْن الفيزياء والميتافيزيقا في تصوُّر فلاسفة الإسلام، سأعمدُ لضرب مثال، مُعتمداً في ذلك على نصَّيْن لأبي حامد الغزالي من كتابه “المستصفى من علم الأصول”. يقول الغزالي في كتابه بشأن حجية العقل: “فقد تناطق قاضي العقل، وهو الحاكم الذي لا يعزل ولا يبدل، وشاهد الشرع، وهو الشاهد المزكَّى المعدل بأن الدنيا دار غرور” (2-ص:2). هذا نصٌّ للغزالي، صاحب “تهافت الفلاسفة”، يُولي العقل أهمية كبرى؛ حيث ينطق هذا النص، بجلاء وبجمالية عالية دفعتني لا يراده، على أنَّه لا يُمكن تنحية العقل واستبعاده؛ لحجيته القاطعة، وحاكميته الدائمة، وشهوديته الصادقة على سائر العلوم. ولا يَرَى الغزالي أيَّ تعارُض بين أحكامه مع الفقه الشرعي. ربما يقول البعض بأنَّ الاستشهاد بهذا النص لرجل عرف بمعاداته للفلسفة هي في غير محلها. صحيح أنَّ الفلسفة هي المصداق الأرفع لحركة العقل الحر الذي لا يقيده نص ولا محسوس، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق أنَّ الغزالي يقفُ موقفَ المعادي للعقل على النحو الذي يُبطل قيمته في فهم النصوص، وكذلك أحكامه العقلية في العقائد التي تَجْعَل من النصوص مرجعيتها النهائية في تشكيل تلك العقائد.
وحتى نفهم موقع الفيزياء في دائرة الفلسفة، أو موقع الفلسفة في دائرة الفيزياء، دَعُونا نستعين بكلام آخر للغزالي من كتابه “المستصفى” نستعين به في تحديد شكل العلاقة بين الفيزياء والفلسفة؛ حيث يقول: “فكل عالم بعلم من العلوم الجزئية، فإنه مقلد لا محالة في مبادئ علمه، إلى أنْ يترقَّى في العلم الأعلى؛ فيكون قد جاوز علمه إلى علم آخر: (2-ص:17). وعند تحليل كلام هذا المفكر الأشعري، يتَّضح أنَّ الغزالي يُقسِّم العلوم إلى: عُلوم جزئية، وعلوم كلية، كما يشرح ذلك بالتفصيل في كتابه المستصفى (2-ص:12). والعالمون بالعلوم الجزئية هم في حقيقتهم مقلدون في علومهم للعالمين بالعلوم الكلية. فموضوعات العلوم الجزئية تحتاج في إثبات موضوعاتها إلى العلوم الكلية العقلية. والعلم الكلي أو العلم الأول عند الغزالي هو علم الكلام، وسائر العلوم الأخرى تحتاج إليها في إثبات موضوعاتها. فعلم الفقه مثلاً الذي موضوعه فعل المكلف على ضوء الخطاب الشرعي هو علم ينضوي تحت علم الكلام. فالاختيار عنصر ضروري في التكاليف الشرعية؛ حيث لا اعتبار للفعل إذا صدر من دون اختيار. لكن الفقيه لا يستطيع أن يقيم البرهان على اختيارية فعل الملكف، وإنما الذي يستطيع أن يُبرهن على أنَّ مَنَاط التكليف في صدور الفعل من إرادة حرة واعية هو العلم الكلي العقلي -الذي هو علم الكلام عند الغزالي (3-ص:132)- إذن مرد جميع العلوم الدينية وغيرها إلى العلوم الكلية التي تستند إلى العقل، الذي يراه الغزالي شاهدَ الصدق، والحاكم الدائم في سائر القضايا.
يُمكن إذن أنْ نَفْهم كيف تتموضع الفيزياء بالنسبة للفلسفة والعكس؛ من خلال الاستضاءة من النصَّيْن اللذين أوردهما الغزالي في كتابه “المستصفى”. فإذا ما ضَمَمنا النصَّ الأول الذي يتحدث عن القيمة الحقيقة للأحكام التي يصدرها العقل، بالطبع إذا كانت مقدمات تلك الأحكام يقينية، والنص الأخر الذي يقسم العلوم إلى كلية وجزئية، وحاجة العلوم الجزئية إلى العلوم الكلية، سنجد أنَّ العلم الكلي الحاكم يترقى في كليته حتى ينتهي للعلم العقلي الصرف الذي يقدم أحكامه العقلية المتحررة من أسر النص الديني وغير الديني من أسر المادة/المحسوس. وبهذا؛ تكون الفيزياء علمًا جزيئًا يحتاج لعلم كلي هو الفلسفة في إثبات موضوعاته، تمامًا كحاجة الفقة لعلم الكلام.
يقول أبو نصر الفارابي في مقال له إنَّ العلوم الجزئية كلها تحت الفلسفة الأولى؛ فهي تشاركها بأن موضوعاتها كلها تحت الموجود على الإطلاق” (4-ص:150)، ويعلق الدكتور مُحمد قشيقش على هذا النص في كتابه “نظرية العلم عند أبي نصر الفارابي”، بقوله: “بهذه الصورة قد تشترك الفلسفة الأولى والعلم الطبيعي في النظر في شيء واحد ينظر فيه صاحب الفلسفة الأولى بإطلاق وفي عموميته، وينظر فيه صاحب العلم الطبيعي، بتقيُّد أو تخصيص. وقد ينظران فيه من جهة الزيادة والنقصان. مثل اشتراك العلمين في النظر إلى الطبيعة؛ فصاحب الفلسفة الأولى ينظر إليها بإطلاق وصاحب العلم الطبيعي ينظر إليها بما هي مُتغيِّرة مخصُوصة. كما قد يشتركان في النظر إلى “مبادئ الجوهر المتحرك أعني الطبيعي” بجهتين مختلفتين؛ حيث يفحص العلم الطبيعي عن مبادئ الجسم بما هو طبيعي؛ أي بما هو موجود ساكن أو متحرك، ويفحص عنه في الفلسفة الأولى من جهة ما هو جوهر فقط قائم بذاته”. وتأكيدًا لما أوردناه في المقدمة من أنَّ الحقيقة في الفكر الميتافيزيقي واحدة ذات طبقات؛ بحيث أنَّ العلم الواحد لا يستوفي كافة الأسباب، يقول أبو نصر الفارابي: “فإنه متى كانت صناعة ما تُعطي في الشيء الواحد سبباً فقط، ثم ننظر في ذلك نفسه في صناعة أخرى أمْكَن أن نعطي فيها سببًا آخر” (4-ص:152).
وينقل د.مُحمد قشيقش عن ابن سينا من كتابه “الشفاء”، نصًّا يتحدث فيه عن الكيفية التي تنظر فيها الفلسفة والعلم الطبيعي إلى وجود الماء في قعور الأرض؛ فيقول: “فيكون سبب ذلك في العلم الطبيعي أنَّ الماء بالطبع سيَّال إلى القعور، والأرض يابسة لا تتشكَّل بذاتها، بل تحفظ الأشكال الاتفاقية، وإذا اتفق لأجزائها كَوْن وفساد بَقِي مكان الفاسد قعرًا ووهدة… أمَّا في الفلسفة الأولى، فتكون العلة لهذا مثلًا من جهة الغاية، وهي أن تستقر الكائنات على مواضعها الطبيعية”. ويتحدث أبو نصر الفارابي عن أهمية العلوم الجزئية للفلسفة الأولى فيقول في كتابه “البرهان” ما نصُّه: “فلذلك تستعمل أشياء تبرهنت في علم النجوم مُقدِّمات أول في الفلسفة الأولى” (4-ص:153)، وابن رشد وابن سيناء لا يختلفان في تصوُّرهما للعلاقة بين العلوم الجزئية والفلسفة الأولى عن أبي نصر الفارابي من جهة استعمال بعضها ما تبرهن في الأخرى. يقول الدكتور مُحمد قشيقش: “فقد تبيَّن من المقارنة الدقيقة بين ما أورده كل واحد أنه ليس بينهم اختلاف في جوهر الموضوع موضع الفحص؛ لذلك فإنَّ الأمثلة التي جاء بها ابن سينا وابن رشد تصلح لإضاءة القضايا العامة كما أوردها الفارابي”. وما كان نتائج في الأعلى قد يصلح مبادئ برهان في العلم الطبيعي، مثل أن يستعمل صاحب العلم الطبيعي ما تبين في الفلسفة الأولى يُوضِّحها ابن رشد “مثل أنَّ حركة الجُرم السماوي أزلية، وأنَّ الحركة الأزلية واحدة، ويكون المحرِّك لها قوَّة متبرئة من المادة؛ لأنَّ هذه القوة يجب أن تكون غير مُتناهية، والقوى الهيولائية متناهية بالضرورة”. فهذه أمور تبينت في العلم الأعلى، فيصادر عليها صاحب العلم الطبيعي، ويضعها مبدأ برهان، أو حدًّا وسطًا في براهينه…” (4-ص:154).
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان
الكوّاي تدشّن إصدارها القصصيّ السّادس (عملاق في منزلنا)
اكتشاف أقدم أبجديّة معروفة في مدينة سوريّة قديمة
محاضرة للمهندس العلي حول الأنماط الحياتيّة من التّراث الدّينيّ
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (2)
الأمّة المستخلفة
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (1)