المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
من المرجح كثيرًا أن يظهر أطفال المدارس الابتدائية من ذوي المهارات الإدراكية المنخفضة للتخطيط وضبط النفس مزيدًا من العدوانية في مرحلة الطفولة المتوسطة.
توصلت دراسة جديدة إلى أن القصور في الوظيفة التنفيذية (١) - وهو مقياس للمهارات الإدراكية التي تسمح لشخص ما بإنجاز أهداف من خلال التحكم في سلوكه - يتنبأ بسلوك عدواني في مرحلة عمرية لاحقة. وتوضح الدراسة التي نشرت في مجلة فرونتيرز في علم الأعصاب السلوكي أن أطفال المدارس الابتدائية من لهم وظيفة دماغية تنفيذية أقل كانوا أكثر احتمالاً لإظهار عدوانية جسدية وعلائقية وتفاعلية في السنوات اللاحقة، ولكن ليست عدوانية استباقية. قد ترجع العدوانية المتزايدة - التي لوحظت في كل من الأولاد والبنات - جزئيًّا إلى ميل متزايد إلى الغضب لدى هؤلاء الأطفال. تشير النتائج إلى أن مساعدة الأطفال على زيادة وظيفتهم التنفيذية في الدماغ يمكن أن تخفف من عدوانيتهم.
العدوانية في مرحلة الطفولة يمكن أن تخلق مجموعة متنوعة من التحديات للأطفال ووالديهم وأشقائهم وزملائهم في الصف. إن فهم أساس العدوانية - وكيف تتطور على مدى مرحلة الطفولة - يمكن أن يساعد الباحثين على معرفة طرق للتخفيف من السلوك العدواني.
تشمل الوظيفة التنفيذية (١) مهارات للتكيف مع الحالات المعقدة والتخطيط، بما في ذلك ممارسة ضبط النفس في المواقف الصعبة. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن السلوك المعادي للمجتمع يرتبط بوظيفة تنفيذية دماغية أقل، ومن غير المفاجئ أنه ربما يساعد تحسين الوظيفة التنفيذية في الحد من العدوانية. ومع ذلك، فقد قام عدد قليل من الدراسات ببحث العلاقة بين الوظيفة التنفيذية في الطفولة والعدوانية بمرور الوقت. وبالمثل، لا يعرف الباحثون بعد العلاقات بين الوظيفة التنفيذية وأنواع محددة من العدوانية والعوامل الأخرى التي تسهم في ذلك، مثل مدى سهولة أن يصبح شخص ما غاضبًا.
في هذه الدراسة الجديدة، درس باحثون من جامعة بوتسدام في ألمانيا العلاقة بين الوظيفة التنفيذية للطفولة وأنواع مختلفة من العدوانية، لمعرفة ما إذا كان القصور في الوظيفة التنفيذية يمكن أن يتنبأ بالسلوك العدواني في السنوات اللاحقة.
قام فريق البحث بتقييم أطفال المدارس الابتدائية الألمانية الذين تتراوح أعمارهم بين ٦ و ١١ عامًا في ثلاث أوقات زمنية: بداية الدراسة، وبعد عام واحد تقريبًا وبعد حوالي عامين. أكمل الأطفال المهام السلوكية للكشف عن جوانب مختلفة من وظيفتهم التنفيذية، بما في ذلك الذاكرة، وقدرات التخطيط وضبط النفس.
كما طلب الباحثون من معلمي الأطفال تسجيل ميلهم لأنواع مختلفة من العدوانية. وشملت هذه الاعتداءات الجسدية والعدوانية العلائقية (حيث يستبعد الطفل اجتماعيًّا شخصًا ما أو يهدد بإنهاء الصداقة معه) والعدوانية التفاعلية (حيث يتفاعل الطفل بشكل عنيف مع الاستفزاز) والعدوانية الاستباقية (حيث يكون الطفل عدوانيًّا "بشكل وحشي" بدون أن يكون مُثارًا). وأخيراً، أتم (الأب والأم) الأطفال دراسة استقصائية توضح بالتفصيل مدى سهولة أن يصبح الأطفال ميالين للغضب.
وقالت هيلينا رولف، المؤلفة الرئيسية في الدراسة: "وجدنا أن حالات القصور في الوظيفة التنفيذية أثرت في وقت لاحق على العدوانية الجسدية والعلقائية". "كلما زادت حالات القصور في الوظيفة التنفيذية التي أظهرها الأطفال في بداية الدراسة البحثية، كلما ارتفع معدل العدوانية بعد مرور سنة وثلاث سنوات."
ووجدت رولف وزملاؤها أيضًا أن زيادة الميل إلى الغضب لدى الأطفال الذين لديهم وظيفة تنفيذية مخفضة قد يفسر جزئيًّا عدوانيتهم المتزايدة في السنوات اللاحقة.
علاوة على ذلك، فقد ربط القصور في الوظيفة التنفيذية بزيادة في العدوانية التفاعلية بمرور الوقت، ولكنه غير مرتبط بالعدوانية الإستباقيًة. تقول رولف: "هذا يرتبط بفكرة العدوانية الاستباقية كعدوانية وحشية مخطط لها. "تتيح الوظيفة التنفيذية للأطفال بالتصرف بطريقة مخططة ومدروسة، وهي سمة من سمات العدوانية الاستباقي".
كما وجد فريق البحث أن الوظيفة التنفيذية لها تأثيرات مشابهة على العدوانية لدى الفتيات والفتيان. "وجدنا أنه على الرغم من أن السلوك العدواني كان أكثر شيوعًا بين الأولاد، فإن الروابط بين الوظيفة التنفيذية والغضب والعدوان تبدو متشابهة لدى الفتيات والفتيان"، بحسب رولف.
تشير النتائج إلى أن برامج التدريب التي تساعد الأطفال على زيادة وظيفتهم التنفيذية، وإدارة غضبهم، يمكن أن تقلل من عدوانيتهم. الباحثون يخططون لإجراء مزيد من العمل لمعرفة ما إذا كانت نتائجهم تنطبق أيضًا على الأطفال الذين يعانون من مستويات خطيرة من العدوانية.
المصادر من خارج النص
١- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/وظائف_تنفيذية
المصدر الرئيسي للدراسة:
https://www.google.com/amp/s/blog.frontiersin.org/2018/04/04/behavioral-neuroscience-childhood-aggression-executive-function/amp/
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (4)
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم