علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

الغذاء الكيتوني يغير ميكروبيوم الأمعاء في الناس

المترجم : عدنان أحمد الحاجي 

الغذاء الكيتوني منخفض الكربوهيدرات والغني بالدهون ، والذي حاز على اهتمام الناس في السنوات الأخيرة لفوائده المفترضة في تقليل الالتهاب وتعزيز فقدان الوزن وصحة القلب، له تأثير كبير على الميكروبات الموجودة في الأمعاء البشرية، والتي يشار إليها مجتمعة باسم الميكروبيوم ، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو على مجموعة صغيرة من الأشخاص المتطوعين.

بحث إضافي على الفئران أظهر أن ما تسمى بالأجسام الكيتونية ، وهي منتج ثانوي جزيئي أعطى الغذاء الكيتوني اسمه ، تؤثر بشكل مباشر على ميكروبيوم الأمعاء بطرق قد تثبط في نهاية المطاف الالتهاب ، وهذا يشير إلى أن هناك أدلة على الفوائد المحتملة للأجسام الكيتونية كعلاج لاضطرابات المناعة الذاتية المؤثرة على الأمعاء.

في الغذاء الكيتوني ، يقل استهلاك الكربوهيدرات بشكل كبير لإجبار الجسم على تغيير تمثيله الغذائي واستخدام جزيئات الدهون بدلاً من الكربوهيدرات  كمصدر للطاقة الأساسي - مما ينتج  أجسامًا كيتونية كمنتج ثانوي - وهو التحول (التبدل) الذي يدعي أنصاره أن له العديد من الفوائد الصحية .

"أصبحتُ مهتمًا بهذه المسألة لأن بحثنا السابق أظهر أن الغذاء الغني بالدهون يحض على التبدلات في ميكروبيوم الأمعاء الذي يسبب الأمراض الأيضية وغيرها من الأمراض في الفئران، ومع هذا فإن الأغذية الكيتونية، التي تحتوي على نسب عالية من الدهون، قد أُقترحت كطريقة لمنع أو حتى علاج  الأمراض"، كما قال الدكتور بيتر تورنبو turnbaugh، أستاذ مشارك في جامعة كالفورنيا في سان فرانسيسكو في قسم البيلوجيا الدقيقة والمناعة، وعضو في مركز بينيوف Benioff لطب الميكروبيوم في الجامعة . وأضاف "إننا قررنا أن نستكشف الانقسام المحير (الثنائية المحيرة)".

 في دراستهم  الجديدة، المنشورة (1) في  20 مايو، 2020، في مجلة الخلية Cell، تَشَارك تورنبو وزملاؤه في شراكة  مع مبادرة علوم التغذية غير الربحية لتجنيد 17 رجلًا بالغًا بدينًا غير مصاب بداء السكري لقضاء شهرين في المستشفى في جناح  الأيض حيث يتم رصد وضبط مستويات غذائهم وتمرينهم البدني بعناية.

في الأسابيع الأربعة الأولى للدراسة ، أُعطي المشاركون إما غذاءًا "مألوفًا" يتكون من 50 في المائة كربوهيدرات و 15 في المائة بروتينات و 35 في المائة دهون أو غذاءً يحتوي على 5 في المائة كربوهيدرات و 15 في المائة بروتينات و 80 في المائة دهون. بعد أربعة أسابيع ، بدلت المجموعتان نظامي الغذاء ، حتى يتمكن الباحثون من دراسة كيف غيّر التبديل بين النظامين الغذائيين ميكروبيوم المشاركين.

أظهر تحليل الحمض النووي DNA الميكروبي الموجود في عينات براز المشاركين أن التبديل بين الوجبات الغذائية العادية والكيتونية غيّر بشكل كبير نسب شعب phyla (مرتبة من مراتب التصنيف البيلوجي) البكتيريا الشعاوية Actinobacteria والعصوانيات  Bacteroidetes ومتينات الجدار Firmicutes في أمعاء المشاركين، بما في ذلك التغيرات الكبيرة في 19 جنسًا  genera (مرتبة من مراتب التصنيف البيلوجي) بكتيريٍ مختلفًا. ركز الباحثون على جنس بكتيري معين - الشّقّاء Bifidobacteria (جنس بكتيريا من فصيلة الشعيّات) البروبيوتيكية الشائع - والذي أظهرت انخفاضًا كبيرًا في الغذاء الكيتوني.

من أجل أن نعرف بشكل أفضل  كيف تؤثر التبدلات البكتيرية في الغذاء الكيتوني على الصحة ، عرّض الباحثون أمعاء الفأر لمكونات مختلفة من ميكروببوم الأشخاص الملتزمين بالغذاء الكيتوني ، وأظهروا أن هذه المجموعات الميكروبية المتغيرة تقلل على وجه التحديد من عدد خلايا Th17 المناعية - وهي نوع من الخلايا التائية المهمة لمحاربة الأمراض المعدية ، ولكن من المعروف أيضًا أنها تسبب الالتهابات في أمراض المناعة الذاتية.

تجارب المتابعة للغذاء على الفئران ، والتي قام الباحثون بتغيير غذائها تدريجيًا بين الأغذية الكيتونية منخفضة الدهون وغنية الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات ، أكدت أن الأعذية الغنية بالدهون والكيتونية لها تأثيرات عكسية على ميكروبيوم الأمعاء. هذه النتائج تشير إلى أن الميكروبيوم يستجيب بشكل مختلف كلما زاد مستوى الدهون في غذاء الفئزان إلى مستويات تؤدي الى إنتاج أجسام كيتونية في غياب الكربوهيدرات.

لاحظ الباحثون أنه كلما بُدّل غذاء الفئران من غذاء عادي إلى غذاء مقيد محتواه من الكربوهيدرات بشكل صارم ، كلما بدأت ميكروباته في التبديل أيضًا، متلازمةً مع الارتفاع التدريجي في الأجسام الكيتونية.

قال تورنبو: "كان ذلك مفاجئًا بالنسبة لي". "كشخص جديد في المجال الكيتوني، كنت أفترض أن إنتاج الأجسام الكيتونية إما كانت كل التأثير  أو لا تأثير لها بمجرد وصول الشخص  إلى مستوى منخفض بما يكفي من استهلاك الكربوهيدرات. ولكن هذا يوحي بأن الشخص قد يحصل على بعض آثار فرط كيتون الجسم  (الكيتوزية ketosis  وهي حالة مرضية من جراء تراكم الأجسام الكيتونية في الدم، 2) بسرعة كبيرة".

اختبر الباحثون ما إذا كانت الأجسام الكيتونية وحدها يمكن أن تدفع بالتحولات التي رأوها في النظام البيئي الميكروبي للأمعاء عن طريق تغذية الفئران بأجسام كيتونية بشكل مباشر . ووجد الباحثون أنه حتى في الفئران التي كانت تتناول كميات طبيعية من الكربوهيدرات ، فإن مجرد وجود الكيتونات المضافة كان كافياً لإنتاج العديد من التغيرات الميكروبية المحددة في الغذاء الكيتوني.

وقال تورنبو: "هذه نتيجة رائعة بالفعل لأنها توحي بأن تأثيرات الغذاء الكيتوني على الميكروبيوم لا تتعلق فقط بالغذاء نفسه ، ولكن بكيف يغير الغذاء عملية التمثيل الغذائي (الأيض) في الجسم ، والتي لها تأثيرات بعد ذلك على الميكروبيوم". "بالنسبة لكثير من الناس ، يعد الحفاظ على نظام غذائي صارم منخفض الكربوهيدرات أو غذاء كيتوني أمرًا صعبًا للغاية ، ولكن إذا وجدت الدراسات المستقبلية أن هناك فوائد صحية من التحولات الميكروبية التي تسببها أجسام الكيتون نفسها ، فقد يؤدي ذلك إلى اتباع نهج علاجي مستساغ أكثر".

مصادر من داخل وخارج النص

http://1-https://dx.doi.org/10.1016/j.cell.2020.04.027

http://2- https://ar.wikipedia.org/wiki/فرط_كيتون_الجسم

المصدر الرئيس

https://www.ucsf.edu/news/2020/05/417466/ketogenic-diets-alter-gut-microbiome-humans-mice

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد