علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

قراءة حركة الشّفتين بصريًّا تعزّز وضوح سماع الكلمات المنطوقة

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

قراءة الكلمات من حركة الشفاه (1) أثناء الكلام، يمكن فك شفرتها من المناطق السمعية في الدماغ بشكل مشابه  للكلام المسموع، وفقًا لورقة نشرتها جامعة ميتشيغان في مجلة البيولوجيا المعاصرة (2) Current Biology، تناولت كيف تعزّز الرّؤية (البصريّة) [رؤية حركة شفتي المتحدث]، سماع الكلمات المنطوقة.

استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي وأقطاب الـ EEG الكهربائية المزروعة في أدمغة المرضى، لإثبات أن مشاهدة شخص يتحدث عندما لا تستطيع سماعه (قراءة حركة شفتيه) ينشّط المناطق السّمعيّة في الدماغ بشكل مشابه لسماع الكلام.

وقال ديفيد برانغ David Brang، الأستاذ المشارك في علم النفس وكبير مؤلّفي الدّراسة، إنّ رؤية حركات وجه الشخص غالبًا ما تسبق إصدار الأصوات منه. وقال إنّ الجهاز السّمعي يستخدم الأشياء المرئية [كحركات الشفاة] المبكرة لتحفيز الخلايا العصبيّة السّمعيّة قبل سماع الأصوات.

 

وأشارت الدراسة إلى أن دمج الإشارات البصريّة والسّمعيّة يجعل الشخص الآخر [المتحدَّث إليه] يحصل على معلومات كلاميّة أكثر دقّة وكفاءة، ما يعزّز قدراته التّواصليّة مع المتكلّم بشكل كبير.

سعى برانغ وزملاؤه إلى فهم كيف يتمّ تمثيل الإشارات البصرية أثناء قراءة الشّفاه في الجهاز السّمعيّ.

واستخدم فريق البحث  بيانات الرّنين المغناطيسيّ الوظيفيّ من راشدين أصحاء وتسجيلات الــ EEG من داخل الجمجمة عبر الأقطاب الكهربائية المزروعة في المرضى المصابين بالصّرع أثناء سماع الكلام السّمعيّ والبصريّ.

وكشفت النّتائج أنّ الكلمات المقرؤة من الشّفاه يمكن تصنيفها في نقاط زمنية تسبق زمنيًّا الكلمات المسموعة. وقال برانغ إنّ هذا يشير إلى أنّ قراءة الشّفاه قد تنطوي على آليّة تنبّؤيّة تسهّل معالجة الكلام لدى الطّرف الـمُتحدّث إليه قبل أن تصبح المعلومات السّمعيّة متاحة له.

 

تدعم النّتائج نموذجًا يجمع فيه الجهاز السّمعيّ بين انتشار (توزيع distribution) النّشاط العصبيّ الذي تثيره الكلمات المسموعة وقراءة الشّفاه، ما يؤدّي إلي حصول الطّرف الآخر على معلومات أكثر دقّة من  الشّخص المتكلّم.

وقال برانغ إنّ هذه النّتائج تشير إلى أنّ الجهاز السّمعيّ يدمج بشكل سريع معلومات قراءة الشّفاه لتعزيز قدرات الحاسّة السّمعيّة، خاصة في الأماكن الصّاخبة التي يصعب فيها سماع الكلام مثل المطاعم الصّاخبة. مراقبة شفاه المتحدّث يمكن أن تؤثّر في حاسة السّمع حتى قبل إصداره أيّ صوت.

وأضاف أنه بالنّسبة للذين يعانون من فقدان السّمع، فمن المرجّح أن يكون هذا الاستخدام السّريع للمعلومات المتحّصلة من قراءة الشّفاه أكثر وضوحًا.

 

وقال برانغ: "مع تدهور القدرات السّمعيّة، يعتمد النّاس بشكل متزايد على المنبّهات البصريّة [الأشياء التي يرونها] لتساعدهم على فهمهم للطّرف الآخر". "يبدو أنّ قدرة  قراءة الشّفاه على تنشيط المعلومات وتشفيرها في القشرة السّمعيّة للسّامع الرّائي هي آليّة تعويضيّة بالغة الأهميّة".

وهذا يساعد النّاس على الحفاظ على قدراتهم السّمعيّة مع تقدّمهم في السّنّ، ما يؤكّد قيمة التّواصل وجهًا لوجه في فهم ما نستمع إليه واستيعابه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر من داخل النص وخارجه

1- https://ar.wikipedia.org/wiki/قراءة_الشفاه

2- http://https://www.cell.com/current-biology/abstract/S0960-9822(24)01012-1?_returnURL

المصدر الرئيس

https://news.umich.edu/lip-reading-activates-brain-regions-similar-to-real-speech/

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد