المترجم: عدنان أحمد الحاجي
أثبتت دراسة (1) كيف أن انخراط أولياء الأمور في العملية التعليمية لها تأثير إيجابي في تحصيل أطفالهم الدراسي - بغض النظر عن السن أو الوضع الاجتماعي الاقتصادي (السوسيواقتصادي) (2).
سلطت الدراسة، التي أجرتها جامعتا بليموث وإكستر، الضوء أيضًا على المجالات الواعدة لمدى مقدرة المدارس وإعدادات السنوات الأولى [المرحلة التأسيسية التي تشمل رعاية الأطفال وتعليمهم ابتداءً من سن ستة أسابيع حتى خمس سنوات (3)] على دعم أولياء الأمور بطريقة تعمل على تحسين تعلّم أطفالهم، وبالتالي تحصيلهم الدراسي.
بالنسبة للمعلم، عندما يقوم بالتواصل مع أولياء أمور الطلاب وإفادتهم بتقدّم أطفالهم وإنجازاتهم المدرسية، ينبغي ألا يركز فقط على الدرجات أو نتائج الاختبارات، بل لابد أن يشارك أولياء الأمور بأمثلة محدّدة بما تعلمه الطلّاب، ومدى تحسنّهم وإنجازاتهم الأكاديمية، وأن يسلط الضوء على نقاط قوتهم واهتماماتهم ومواهبهم، بالإضافة إلى مجالات النمو والتحسُّن لديهم.
هذه الدراسة أوضحت أن الشراكة بين المنزل والمدرسة مهمة جدًّا بالنسبة للأطفال في سن المدرسة ــ وخاصة حين تقوم المدارس بشخصنة التواصل مع أبوي الطفل، خاصة بشأن تقدمه الأكاديمي ومدى تعلّمه ونقاط قوته وضعفه واهتماماته ومواهبه (4) وأن تجعل ذلك متاحًا لهما، على سبيل المثال، التواصل معهما عبر الرسائل النصية.
وسلّطت الدراسة الضوء أيضًا على كيف يمكن لتدخّلات الأسرة أن تساعد في تعزيز تعلّم الأطفال الصغار (من مرحلة الروضة إلى الثالث ابتدائي) على اكتساب القدرة على القراءة والكتابة (5) وكيف يمكن لبرامج القراءة الصيفيّة أن تحسّن تعلّم الأطفال في سن المدرسة، وخاصة بين الأسر المحرومة (الفقيرة).
توصّل الباحثون إلى استنتاجاتهم هذه وذلك بعد إجراء مراجعة لدراسات عالمية منشورة حينذاك حول العلاقة الطردية بين انخراط أولياء الأمور في العملية التعليمية ومدى تعلّم أطفالهم، ومقارنة النتائج مع نتائج استطلاعات آراء مديري أكثر من 180 مدرسة ابتدائية وثانوية ورياض أطفال في جميع أنحاء إنجلترا. كما أجروا 20 مقابلة مع قادة المدارس وخبراء في المجال لتوفير المزيد من السياقات واستكشاف نتائج الاستطلاع بمزيد من التفصيل.
بالإضافة إلى العلاقة بين انخراط الوالدين ومدى تعلم الأطفال، استكشفت الدراسة الأنشطة المقدمة في المدارس أو تلك التي تقدّمها المدارس وفي السنوات الأولى ابتداءً من الشهور الأولى حتى سن ما قبل المدرسة والتي تعزز وتدعم انخراط الوالدين في هذه العملية التعليمية، وخاصة بالنسبة للأطفال من خلفيات محرومة (فقيرة).
الاستطلاع على مستوى المدارس أثبت أن غالبية المدارس المشاركة البالغ عددها 183 مدرسة (تمثل 72 بالمائة من جميع المدارس) لم يكن لديها سياسة مكتوبة عن انخراط الوالدين في العملية التعليمية تنطبق على جميع أولياء الأمور أو مقدّمي الرعاية، لكن معظم المشاركين (80 بالمائة منهم) اعتبروا انخراط أولياء الأمور من مسؤولية جميع المعلمين.
أوضح المؤلف الرئيس الدكتور نيك أكفورد Nick Axford، الأستاذ المساعد في الخدمات الصحية في PenCLAHRC في جامعة بليموث، أنه لا يوجد شيء واحد بعينه على المدارس عمله لدعم انخراط أولياء الأمور في العملية التعليمية، ولكن هناك مجالات تبشر بالخير.
وقال: "إن هذه النتائج من الدراسات السابقة والاستطلاعات الجديدة مثيرة للاهتمام، لأنها تسلط الضوء على العلاقة الإيجابية بين انخراط الوالدين في العملية التعليمية لطفلهما وبين تحصيله الدراسي". "بيد أن الأمر يستغرق وقتًا وتخطيطًا لتعزيز وتشجيع الوالدين على دعمهم أطفالهم. وتشمل التوصيات التي سنطرحها أن على المدارس أن تجعل انخراط أولياء الأمور جزءًا لا يتجزأ من خطط مدارسهم لتحسين العملية التعليمية، والعمل الجاد على إقامة تواصل جيد مع أولياء الأمور. ويمكن أن يشمل هذا الأخير أيضًا تدريب المعلمين ودعمهم بشأن التعامل مع أولياء الأمور، خاصة أنه لا يتوفر سوى البسيط جدًّا لتعزيز ذلك في إطار تدريب المعلمين.
قالت الدكتور ڤاشتي بيري Vashti Berry، زميل أبحاث أول في PenCLAHRC في جامعة إكستر: "ندرك أن المدارس وإعدادات السنوات الأولى (المرحلة التأسيسية) تعمل في مناخ مالي مليء بالتحديات والصعوبات، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول أفضل السبل لدعم أولياء الأمور. لكن قادة المدارس يدركون أهمية العمل مع أولياء الأمور، وهناك الكثير من الاقتراحات العملية في دليل مؤسسة الوقف التعليمي المبنية على تقريرنا، لذلك هناك أرض خصبة لتحسين هذه العملية.
وقالت الدكتور جيني لويد، محاضرة أولى في الصحة العامة بجامعة إكستر: "يدرك المعلمون أن إشراك أولياء الأمور في تعلّم الأطفال يتطلب بناء علاقات داعمة وثقة بدءًا من المرحلة التأسيسية وحتى نهاية التعليم الثانوي. تحتاج المدارس إلى الموارد والأنظمة والهيكليات للتأسيس لاستمرارية الرعاية والتعليم التي تشرك أولياء الأمور فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- http://https://files.eric.ed.gov/fulltext/ED612190.pdf
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/حالة_اجتماعية_اقتصادية
4- https://www.linkedin.com/advice/0/how-do-you-communicate-progress-achievemen
5- https://lincs.ed.gov/publications/pdf/lit_interventions.pdf
6- https://lincs.ed.gov/publications/pdf/lit_interventions.pdf
المصدر الرئيس
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد الريشهري
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد جواد مغنية
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مدى قدم الشيعة في التفكير الفلسفي والكلامي في الإسلام
أمثال لقمان في الأمّة الإسلامية
دورة هرمونية يومية للرجال
عندما تصبح أخلاق الغرب لعبة إيديولوجية
بقاء الروح في القرآن
لماذا سيصبح التشيع مذهبًا عالميًّا
القرآن وسبل تربية المجاهدين وتشجيعهم على الجهاد (1)
الإمامة وفكرة العصمة
المعرفة
إبراهيم وقومه والتوحيد