علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

تعريف جديد للسّمنة

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

في وسط الضجة المرتفعة حول دواء أوزمبيك (1، 2) Ozempic وأدوية إنقاص وزن الجسم المماثلة، مجموعة من 58 باحثًا طعنت في صحة طريقة تعريف السمنة (أو البدانة) (3) وتشخيصها، بحجة أن الأساليب الحالية فشلت في فهم مدى تعقيد حالة السّمنة. وطرحوا، بدلًا من ذلك، مقاربة أكثر دقة من المقاربة السابقة.

 

التعريف الجديد للسّمنة الذي طرحته مجموعة من باحثين بعد تنقيحهم له، والذي نُشر في مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء (4) في 14 يناير 2025، يركز على مدى تأثير دهون الجسم الزائدة في الجسم، وهو مقياس يسمى مؤشر السمنة (5) في الجسم، بدلاً من الاعتماد فقط على مؤشر كتلة الجسم (6، 7) (BMI)، الذي يربط وزن الشخص بطول قامته. اقترحت مجموعة الباحثين هذه صنفين من السمنة: سمنة بدون أعراض، عندما يكون لدى الشخص دهون جسم زائدة، ولكن أعضائه تعمل بشكل طبيعي، وسمنة بأعراض، عندما تضر الدهون الزائدة بأعضاء الجسم وأنسجته.

 

تقول إليزابيث ڤان روسوم Elisabeth van Rossum، اختصاصية الغدد الصماء في المركز الطبي بجامعة إيراسموس روتردام بهولندا، إن هذا التحول في كيفية تعريف السّمنة قد يحسّن من مستوى الرعاية السريرية، وسياسات الصحة العامة (8) (الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها)، والمواقف المجتمعية تجاه السمنة [المواقف المجتمعية هي المعتقدات أو القناعات والقيم والأعراف المشتركة التي تشكل وجهات نظر وسلوكيات الناس داخل المجتمع (9)].

 

تقول ڤان روسوم، التي لم تشارك في الدراسة: "الفكرة هي الآن: قلّل من مدخول الطعام، وتحرّك أكثر، وسوف تفقد من وزن جسمك". وتضيف أنه بالرغم من أهمية اتباع أسلوب حياة صحي، إلا أنه "لو كان الأمر بهذه البساطة، لما كان لدينا وباء سمنة (10)، وهذه الورقة تمثل مساهمة ممتازة في مناقشة تعقيد السمنة".

 

السمنة مشكلة عالمية

 

يعاني أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم من السمنة، وترتبط هذه الحالة بحوالي 5 مليون حالة وفاة سنويًّا (11) بسبب أمراض، كمرض السكري (12) وأمراض القلب والأوعية الدموية (13).

 

نظرًا لسهولة القياس والمقارنة، فقد استُخدم مؤشر كتلة الجسم منذ فترة طويلة كأداة لتشخيص السّمنة. لكنه لا يقدم صورة كاملة عن صحة الشخص، لأنه لا يأخذ في الحسبان الاختلافات في مكونات الجسم، مثل العضلات مقابل الدهون. بالنسبة للأشخاص من أصول أوروبية، السّمنة تُعرّف عادةً بمؤشر كتلة جسم (5) يبلغ أو يكون أعلى من 30، والذي يتلازم مع مستوى عالٍ من نسبة الدهون في الجسم. بيد أنه قد يوصف رياضي عضلي بالسمنة على أساس مؤشر كتلة جسمه، في حين أن الشخص الذي قد يكون لديه مؤشر كتلة جسم "طبيعي" قد يكون لديه دهون زائدة ترفع من احتمال إصابته بمشكلات في القلب أو غيرها من المشكلات الصحية الخطيرة، كما يقول فرانشيسكو روبينوFrancesco Rubino، جراح السّمنة في جامعة كينغز كوليدج. لندن، الذي قاد المجموعة التي اقترحت التعريف الجديد.

 

ويقول إن الطرق التقليدية تؤدي إلى علاج غير ضروري لبعض الأشخاص بينما تُغفل آخرين ممن هم في حاجة فعلية لهذا العلاج. ولمعالجة هذه المشكلة، يقترح روبينو وزملاؤه نظامًا لتشخيص السّمنة يتجاوز مؤشر كتلة الجسم، ومشفوعًا بطرق أخرى، مثل قياس محيط الخصر، وهو مؤشر للسّمنة، أو فحص الجسم بالأشعة السينية منخفضة المستوى، والتي تقيس كتلة الدهون مباشرة.

 

بالرغم من عدم وجود عتبة ثابتة للسّمنة، إلا أن دهون الجسم عادة ما تعدّ زائدة عندما تكون أعلى من 25% لدى الرجال و30 إلى 38% لدى النساء. ويقول الباحثون إن قياس موشر السّمنة (5) بشكل مباشر قد يكون غير عملي أو مكلف، لذا فإن العلامات الصحية البديلة مثل محيط الخصر أو نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك (14) أو نسبة الخصر إلى طول القامة تعدّ مهمة. ومع ذلك، يضيف الباحثون، من لديه مؤشر كتلة جسم أعلى من 40 فمن المقبول أن يُفترض أن نسبة الدهون في جسمه عالية.

 

يقول المؤلف المشارك في الدراسة روبرت إيكل Robert Eckel، اختصاصي الغدد الصماء في كلية الطب بجامعة كولورادو في مدينة أرورا، إن تشخيص السّمنة يجب أن يأخذ في الحسبان أيضًا نتائج فحوصات المختبر المألوفة، والتاريخ الطبي، والمعلومات المتعلقة بالأنشطة اليومية لتقييم مدى تأثير دهون الجسم الزائدة في صحة الشخص. ويقول: "هذه معايير تشخيصية موضوعية، وهي موحدة في كل الأنظمة الصحية العالمية".

 

التقييمات الشخصية التي تأخذ في الحسبان السن والجنس والعرق لها نفس القدر من الأهمية، لأن بعض المجموعات قد تواجه مخاطر صحية عند عتبة مؤشر كتلة الجسم أقل من غيرها، كما قالت لويز باور Louise Baur، المؤلف المشارك في الدراسة، وهي طبيب أطفال في جامعة سيدني بأستراليا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- https://www.nature.com/articles/d41586-024-03589-7

2- http://https://ar.fuh.care/patient-education-article/usage-of-ozempic-as-a-weight-loss-drug

3- https://www.nature.com/subjects/obesity

4- https://www.thelancet.com/journals/landia/article/PIIS2213-8587(24)00316-4/abstract

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/مؤشر_السمنة_في_الجسم

6- https://www.moh.gov.sa/HealthAwareness/MedicalTools/Pages/BodyMassIndex.aspx

7- https://www.nature.com/articles/d41586-023-03143-x

8- https://www.nature.com/subjects/public-health

9- https://library.fiveable.me/key-terms/ap-hug/societal-attitudes

10- https://ar.wikipedia.org/wiki/وبائيات_البدانة

11- https://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(20)30752-2/fulltext

12- http://https://www.nature.com/subjects/diabetes

13- http://https://www.nature.com/subjects/cardiovascular-diseases

14- https://www.health.harvard.edu/staying-healthy/waist-to-hip-ratio-better-than-bmi-in-predicting-future-health-issues

المصدر الرئيس

https://www.nature.com/articles/d41586-025-00123-1

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد