علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

الشعور بالضغينة قد يجعل المرء معرّضًا أكثر للاعتقاد بنظريات المؤامرة

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

الضغينة أو الحقد (بما تعني من الإضرار العمدي أو النكاية بالآخرين أو إغاظتهم) (1) تأخذ أشكالًا عديدة. فقد تأخذ وقتًا أطول قليلاً على أجهزة الدفع الذاتي (في أماكن التسوق) (2) عندما يكون هناك من ينتظر دوره خلفك. قد ترفع من صوت التلفزيون حين يكون هناك من يشتكي من الصوت المرتفع. وقد تتورط في الاعتقاد بنظريات المؤامرة. وفقًا لدراسة جديدة منشورة في مجلة القضايا الاجتماعية (Journal of Social Issues (3، فإن هذا احتمال واضح، حيث تلعب الضغينة دورًا مهمًّا في نظرية المؤامرة.

 

"الضغينة هي عبارة عن رفض تكافؤ الفرص للجميع وذلك بمحاولة إخلاء الساحة من المنافسين". حسبما صرح ديفيد غوردون David Gordon، مؤلف الدراسة وباحث وأستاذ مساعد في جامعة ستافوردشاير. "قد تعمل نظريات المؤامرة (4) كوسيلة لبعض الناس لتلبية هذه الرغبة من خلال رفض رأي الخبراء ورفض الإجماع العلمي".

 

الإساءة إلى مخرجات العلم ورفضها

 

عندما نرفض عن قصد تفسيرًا مدعومًا بالأدلة العلمية لحدث أو سلسلة من أحداث لصالح تفسير غير معقول أو غير منطقي أو لا أساس علمي له، فإننا بذلك نظهر اعتقادنا بنظرية المؤامرة. مثل هذه المعتقدات دائمًا ما تحظى بشعبية - ما لا يقل عن 50 في المائة من سكان الولايات المتحدة يعتقدون بواحدة من هذه النظريات على الأقل (5) - وتنتشر المعتقدات بنظريات المؤامرة بشكل خاص في أوقات الأزمات (6)، كما هو الحال في أوقات الحروب أو انتشار الأوبئة الكونية [كجائحة كورونا].

 

في كثير من الأحيان، تستند هذه المعتقدات إلى إنكار العلوم، سواء أكان ذلك رفضًا لفكرة تغير المناخ (7) أو لسلامة التطعيمات (8) أو رفضًا عامًّا للباحثين وعملهم ككل. ولكن ما البواعث الذي يدفع الناس إلى هذا الرفض، سواء أكان الرفض محددًا بشيء معين أم رفضًا عامًّا؟

 

لمعرفة السبب، تحول مؤلفو الدراسة الجديدة إلى دراسة الضغينة - في الأساس، الرغبة في إلحاق الأذى. أو إثارة استياء الآخرين. أو مضايقتهم، أو الإساءة إليهم. من خلال العمل مع ما مجموعه 1000 مشارك، وجد الباحثون أن هنالك علاقة بين مستويات اعتقاد المشاركين في نظريات المؤامرة والضغينة. كلما انخفضت مستويات الضغينة لدى هؤلاء الأشخاص، كان اعتقادهم بنظريات المؤامرة أقل، والعكس بالعكس.

 

وقال غوردون في تصريحه: "الدوافع النفسية للضغينة تبرز عندما يشعر الناس أنهم في وضع تنافسي غير مؤات وغالبًا عندما يشعرون بعدم اليقين أو بالتهديد أو الشعور بتدني القيمة". حينئذ تبرز نظريات المؤامرة لتهدئة تلك المشاعر، جزئيًّا وذلك برفض مخرجات العلم.

 

الضغينة ونظريات المؤامرة

 

بالإضافة إلى العلاقة بين الاعتقاد بنظرية المؤامرة والضغينة، وجد مؤلفو الدراسة أيضًا أن هذين العاملين كانا مرتبطين بثلاثة مؤشرات تقليدية للاعتقاد بنظرية المؤامرة: الرغبة في الفهم [أي رغبة معرفية: الرغبة في تطوير فهم ثري وشامل لحالة من الحالات والحفاظ على هذا الفهم (9)]، ورغبة في الأمن (رغبة وجودية)، ورغبة في الأهمية الاجتماعية (رغبة لما هو مقبول اجتماعيًّا).

 

بالرغم من أن الضغينة تتواسط العلاقة بين الاعتقاد بنظرية المؤامرة وجميع المؤشرات الثلاثة الآنفة، فإن الاقتران بين الضغينة وبين الاعتقاد في نظرية المؤامرة، والرغبة في فهم ما يدور في المحيط كان الأقوى، ما يشير إلى أن التغييرات في التواصل العلمي [التوعية العلمية التي يقوم بها الخبراء لغير الخبراء (10)] يمكن أن تحارب انتشار هذه النظريات.

 

وقالت ميغان بيرني Megan Birney، المؤلفة الأخرى للدراسة والأستاذة في جامعة برمنغهام: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الشعور بالافتقار إلى هذه المؤشرات الثلاثة يمكن أن تثير الشعور بالضغينة تجعل هؤلاء الناس أكثر تقبلاً لنظريات المؤامرة".

 

وفقًا لمؤلفي الدراسة، تشير النتائج إلى أن التغييرات في التواصل العلمي ليست هي الحل الوحيد لمشكلة الاعتقاد في نظرية المؤامرة، لأن أي محاولات لمحاربة نظريات المؤامرة يجب أن تتصدى للظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تجعل الناس يشعرون بعدم المعرفة وبعدم الأمن، أو بعدم وجود أهمية اجتماعية (عدم الأهمية لما هو مقبول اجتماعيًّا) في حياتهم اليومية.

 

وقال غوردون في تصريحه: "إذا فهمنا الاعتقاد في نظريات المؤامرة باعتبارها مظهرًا للضغينة - أي كونها وجود رد فعل على الحرمان الاجتماعي والاقتصادي الحقيقي أو المتصور - فإن معالجة المعلومات المضللة أمر لا ينفصل عن الاهتمام بمعالجة القضايا المجتمعية العامة مثل انعدام الأمن المالي ومشكلة عدم المساواة".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- http://1- https://ar.wikipedia.org/wiki/حقد

2- http://2- https://ar.wikipedia.org/wiki/الدفع_الذاتي

3- http://3- https://spssi.onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/josi.12662

4- http://4- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_المؤامرة

5- http://5- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/ajps.12084

6- http://6- https://www.nature.com/articles/s41598-023-44752-w

7- http://7- https://www.un.org/ar/climatechange/what-is-climate-change

8- http://8- https://ar.wikipedia.org/wiki/تلقيح_طبي

9- http://9- https://en.wikipedia.org/wiki/Epistemic_motivation

10- https://ar.wikipedia.org/wiki/تواصل_علمي

المصدر الرئيس

https://www.discovermagazine.com/mind/feeling-spiteful-may-make-a-person-more-susceptible-to-conspiracy-theories

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد