قرآنيات

النعم الظاهرة والباطنة


الشيخ محمد جواد مغنية

قال تعالى :  {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [لقمان : 20].
إن نعم اللَّه كما وصفها سبحانه بقوله {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل : 18]. ومن يحصي ويحيط بما في السماوات والأرض غير خالق السماوات والأرض؟ ومثّل المفسرون للنعم الظاهرة بما تدركه الحواس، وللباطنة بقوى النفس وغرائزها. وقال الملا صدرا في المجلد الثالث من أسفاره :
«إن أفاضل البشر عاجزون عن إدراك الأمور السماوية والأرضية على وجهها، وعن الإحاطة بما فيها من الحكمة والعناية، بل الأكثرون لا يعرفون حقيقة النفس التي هي ذات الشخص وتفاصيل أحوالها، وما خفي على ذوي الاختصاص أكثر مما ظهر لهم، وإذا كانت إحاطة الإنسان بنفسه وبدنه متعذرة فكيف يحيط بالعالم الجسماني والروحاني، وما لنا مع هذا العجز إلا أن نتأمل ونتفكر في عجائب الخلقة وبدائع الفطرة».

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد