الإمام الخامنئي "دام ظله"
* ﴿خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً﴾
في الرؤية الإسلاميّة بالنسبة للأرض، الكرة الأرضيّة، هذه المنظومة التي تُعدّ مهداً لحياة الإنسان، ومكان ولادته ونموّه، والتي إليها مَردّه، في الإسلام رؤية نقرأها في القرآن الكريم، في إحدى الآيات: ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾ (الرحمن: 10).
يقول الله تعالى، لقد خلقنا هذه الأرض للبشر جميعاً وليس لبعض أكثر من بعض ولا لجيل دون جيل؛ هي اليوم لكم، وغداً لأبنائكم، ولأحـفـــادكـم. فالله خلق الأرض من أجل البشر، وهي لهم.
وفي آية أخرى قال تعالى:﴿خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً﴾ (البقرة: 29). فإذاً، كلّ ما في الأرض وما يلحق بها، مخلوق أيّها الناس من أجلكم؛ وبما أنّها لكم ولصالحكم، لا يحق لكم أن تفسدوها.
كلّ ما فيها قيّم. في يومٍ من الأيام كان بعض الناس يقولون: ما فائدة هذه المادّة العفنة؟ يريدون بذلك النفط.
قد يستمتع بعضٌ بخضرة الشمال، ولا تعجبه الصحراء، ولكن انظروا ماذا يقول أهل العلم(1) عن الصحراء. الأرض جميعاً بعضها مثل بعض. كلّها نعمة، وهبة إلهيّة، لا يحقّ لكم إتلافها؛ لا الحديقة ولا البستان ولا الغابة ولا المرعى ولا السهل ولا الصحراء؛ كلها للإنسان، وعليه أن يستفيد منها.
*﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾
توجد آية أخرى تقول: ﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود: 61)؛ أي أنّ الله الذي خلق الأرض وخلقكم، كلّفكم إعمار هذه الأرض. وهذا يتطلّب تفعيل الإمكانات الكامنة في منظومة الكرة الأرضيّة. ثمّة الكثير من الإمكانات غير المكتشفة، والتي ستُكتشف وتُعرف أهميّتها وقيمتها فيما بعد. نحن اليوم نخال أنّنا نستفيد من جميع إمكانات الأرض، لكن واقع الأمر مختلف؛ لعلّنا بنحوٍ ما نستطيع أن نستفيد ملايين الأضعاف ممّا نستفيده اليوم من الماء والتراب والهواء ومن المواد الدفينة وممّا ينتجه سطح الأرض، ولكنّنا نجهل ذلك. يجب أن يستكشف البشر الإمكانات الجديدة دائماً، وأن يستخدموها لصالح حياة البشريّة.
*﴿لِيُفْسِدَ فِيِهَا﴾
لدينا آيات أخرى تتحدّث عن ألدّ الخصام؛ أي أنّها تذكر خصائص أعْند وأخبث وأصعب الأعداء، وهذه إحداها: ﴿إِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ﴾ (البقرة: 205)؛ يقضي على الحرث والنسل، ويفسدهما، ويقضي على الزرع - أي منتوجات النبات والإنسان - يقضي عليها ويفنيها.
إذا دقّقتم اليوم في السياسات المتبعة في العالم ستجدون أطرافاً ترتكب هذه الأفعال بحق جميع الشعوب أو أغلبها في عصرنا هذا - إهلاك الحرث وإهلاك النسل - وهذا ما يعده الله عزَّ وجلَّ فساداً، فيقول: ﴿وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾.
كانت هذه بضع آيات قرأتها لكم. وهناك عشرات الروايات ذات المعاني السامية في الإسلام، وفي النصوص الدينيّة، عن الأرض، وعن البيئة. والآيات في سورة النحل(2)، هي أيضاً من الآيات التي تذكر خيرات سطح الأرض، وهي بأكملها للبشريّة وهي لكم. إنّ قضيّة البيئة قضيّةٌ مهمّة جداً.
*الحفاظ على البيئة مسؤوليّة الإنسان
تختصر هذه القضيّة في أهميّة تحمّل الإنسان مسؤوليّته تجاه الطبيعة. علينا أن نشعر بالمسؤوليّة تجاه الطبيعة كما نشعر بها تجاه البشر.
إنّ الإسلام والأديان الإلهيّة تريد أن تحفظ التوازن بين الإنسان والطبيعة. وهذا هو الهدف الأساس والأهم. عندما يختلّ هذا التوازن نتيجة لبعض العوامل كأنانيّة الإنسان، وحب السلطة، وتجبّر وعنجهيّة بعضٍ منّا نحن البشر - فلا يُحفظ هذا التوازن - عندها ستحدث الأزمة البيئيّة، الأزمة التي ستلحق الضرر بجميع البشر وستطال جميع الأجيال.
________________________________________
1- ذكر القائد اسم الدكتور "برويس كاردوفاني".
2- سورة النحل، الآيات: 9 - 13.
السيد جعفر مرتضى
السيد عادل العلوي
الشيخ محمد صنقور
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد هادي معرفة
د. سيد جاسم العلوي
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد مهدي الآصفي
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
المعاهدات في الإسلام (1)
السّعادة حسن العاقبة
معنى: (ضَلَع الدَّين وبوارِ الأيِّم)
أكبر عيّنة مجرّات على الإطلاق على بعد أكثر من 12 مليار سنة ضوئيّة
حقيقة التأويل في القرآن الكريم (2)
العرش والكرسيّ (2)
إنتروبيا الجاذبية والشروط الابتدائية الخاصة في لحظة الانفجار الكونيّ العظيم (2)
حبيب المعاتيق في المدينة المنوّرة: تسعة أعشار الوجد
كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟
إنتروبيا الجاذبية والشروط الابتدائية الخاصة في لحظة الانفجار الكونيّ العظيم (1)