قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الأستاذ عبد الوهاب حسين
عن الكاتب :
من مواليد ١٩٥٤م، مفكر إسلامي، ترأس جمعية التوعية الاسلامية، وساهم في كتابة النظام الداخلي لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية والمجلس الإسلامي العلمائي في البحرين، ثم أسس تيار الوفاء الإسلامي.rnله عدة مؤلفات ومقالات منشورة، منها:rn- الإنسان رؤية قرآنيةrn- في رحاب أهل البيتrn- الدولة والحكومةrn- تفسير سورة الضحى

﴿وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾

من آثار الإيمان بالنبوة: الوفاة مع الأبرار.

 

الأبرار: جمع بار، وهم المتوسعون في البر.

 

البر: اسم جامع لكل معاني الخير والفضل والإحسان والرحمة والصدق والطاعة والمحبة والصلاح.

 

الوفاة: الموت.

 

في هذه الفقرة من الآية الشريفة المباركة، نجد أن أولي الألباب يسألون الله ربهم ذا الجلال والإكرام، أن يتوفاهم مع الأبرار الذين هم خيرة عباد الله الصالحين، وفي مقدمتهم: الأنبياء والأوصياء والشهداء والصديقون. وهذا الطلب يأتي بعد أن أعلن أولو الألباب عن إيمانهم أمام الله جل جلاله بالنبوة، وعزمهم الأكيد على الطاعة، ولكنهم يطمحون في الحصول على أعلى الدرجات والقرب من الله العزيز الجبار ذي الجلال والإكرام.

 

ولهذا السؤال عدة دلالات، أذكر منها التالي:

 

الدلالة الأولى: تمييز أولي الألباب الأبرار عن غيرهم من المؤمنين، وطموح أولي الألباب بأن يكونوا في زمرة الأبرار يسلكون طريقهم ويصحبونهم في الدنيا، ويحشرون معهم ويكونون في جوارهم في الآخرة.

 

الدلالة الثانية: محبة أولي الألباب إلى لقاء الله، وعدم كراهية الموت أو الخوف منه، لأن الموت هو السبيل إلى لقاء المحبوب والقرب منه، ومن أحب لقاء الله سبحانه وتعالى أحب الله جل جلاله لقاءه.

 

قال الله تعالى: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين. ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين. قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} (الجمعة: 6 – 8).

 

وفي الحديث: قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (الموت ريحانة كل مؤمن).

 

وفي حديث آخر: (تحفة المؤمن الموت).

 

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الموت غنيمة).

 

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الموت كفارة لكل مسلم).

 

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (ما أنفع الموت لمن أشعر الإيمان والتقوى قلبه).

 

وقال عليه السلام: (في الموت راحة السعداء).

 

الدلالة الثالثة: حرص أولي الألباب على ملازمة الأبرار في شؤون حياتهم وعدم مفارقتهم في شيء. ومن هذه الملازمة: سلوك طريق الشهادة والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل الله جل جلاله.

 

قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (أشرف الموت قتل الشهادة).

 

وقال زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام: (ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلا الله عز وجل).

 

وللشهادة عدة فوائد: وهي من الأمور التي يحرص عليها أولو الألباب، ومنها الفوائد التالية:

 

الفائدة الأولى: الراحة عند الموت: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (لألف ضربة بالسيف – في سبيل الله – أيسر من موتة على فراش).

 

الفائدة الثانية: غفران الذنوب وتكفير السيئات والعفو عند الحساب: وهي من الأمور التي سأل أولو الألباب الله جل جلاله أن يتفضل بها عليهم. قال الرسول الأعظم صلى الله عليه ولآله وسلم: (الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين).

 

وقال الإمام الباقر عليه السلام: (كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله إلا الدين فإنه لا كفارة له إلا أداؤه أو يقضي (عن) صاحبه أو يعفو الذي له الحق).

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام: (من قتل في سبيل الله لم يعرفه الله شيئاً من سيئاته).

 

الفائدة الثالثة: الشهيد لا يفتن في قبره: قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره). وسئل صلى الله عليه وآله وسلم: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة).

 

الفائدة الرابعة: الحشر مع الأبرار في أعلى الدرجات في الجنة: وهذا هو طموحهم الذي يعملون من أجله، وسألوا الله جل جلاله أن يتفضل به عليهم. قال الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألّا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} (آل عمران: 169- 171).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد