رسول الله(ص) خاتم النبيين والرسل، قال سبحانه: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وخاتم النبيين وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾ (١). وقال اللَّه تعالى، مخاطباً أبا الأنبياء آدم(ع) : قد أوجبت لك أجرك يا آدم وقد زدتك فضلا وكرامة ، أنت يا آدم أول الأنبياء والرسل ، وابنك محمد خاتم النبيين والرسل ، وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ، وأول من يكسى ويحمل إلى الموقف ، وأول شافع وأول مشفع ، وأول قارع لأبواب الجنان ، وأول من يفتح له ، وأول من يدخل الجنة ، وقد كنيتك به فأنت أبو محمد . فقال آدم(ع): الحمد للَّه الذي جعل من ذريتي من فضله بهذه الفضائل ، وسبقني إلى الجنة ولا أحسده"(٢)، وقال خاتم النبيين(ص): بعثت والساعة كفرسي رهان كاد يسبق أحدهما الأخر(٣). وتأكيداً لكونه(ص) خاتم النبيين، قال(ص): من قال أنا نبي فاقتلوه(٤).
وبما أنه (ص) َخَاتَمَ النَّبِيِّينَ، على القراءتين الفتح والكسر، فهذا يعني انه (ص) قد ختمت به النبوة، وأن شريعته الإسلامية وأحكامها خاتمة الكتب والشرائع، وأنها بلغت الغاية في الإحاطة بمصالح البشر والنظام الاجتماعي، فلا بد أن تكون إذن هي الغاية والخاتمة، وأن تكون كاملة الجوانب ، جامعة الأطراف لا يفوتها بيان شيء ، وتغني المجتمع البشري عن كل تعليم غير سماوي . ولأجل ذلك نرى أن الله عز وجل ينص على ذلك ويصرح بأنه زوده بشريعة اكتملت جوانبها يوم قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "(٥)، وإذا أكمل الشيء فقد تم وانتهى ولا مجال لجعل غيره إذ المجعول اما مثله أو أنقص وهو مستحيل في حقه تعالى.
ومن مظاهر كمال النبوة الخاتمة والشريعة الخاتمة أن المصلح الخاتم للكون، حفيد خاتم النبيين، الإمام محمد بن الحسن، المهدي المنتظر، سوف يكون على يده الحسم الأخير لمادة الخلاف والتنازع، وسوف يظهر بظهوره واقع وحقيقة وجوهر شريعة جده خاتم النبيين.
المهدي المنتظر(ع) مظهر لرسول الله(ص)، ظهرت فيه(ع) الخصوصيات الجسمية والروحية والاسمية للخاتم(ص)، كما للنبي خصوصية هي أنه(ص) خاتم النبيين، كذلك للمهدي(ع) خصوصية هي أنه خاتم الأوصياء، وكما أن رسول الله (ص) فاتح الدين فالمهدي (ع) خاتمه ، قال خاتم النبيين:" المهدي منا ، يختم الدين بنا كما فتح بنا "(٦)، وفي كيفية من كيفيات زيارة شهيد كربلاء:" بكم فتح الله وبكم يختم" (٧). وكما أن افتتاح الدين بأبي القاسم محمد، كذلك كان اختتامه بأبي القاسم محمد، فظهر رسول الله في المهدي كنية واسما وصورة وسيرة، قال النبي (ص) :" يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا "(٨). وقال رسول الله (ص) :" المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، تكون له غيبة وحيرة ، حتى تضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا"(٩) . وقال رسول الله (ص) : "من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني"(١٠).
١- سورة الأحزاب : ٤٠
٢- البحار : ج١١، ص١٥٢
٣- تذكرة الفقهاء : ج٢، ص٣٦٠
٤- صحيح بخاري : كتاب الجهاد، رقم الحديث ٢٨٥٤
٥- سورة المائدة : ٣
٦- ينابيع المودة : ج٢، ص٨٢
٧- من لا يحضره الفقيه : ج٢،ص٦١٥
٨- كشف الغمة : ج٣، ص٢١٦
٩- كمال الدين : ٢٧٨
١٠- كمال الدين : ٤١٣
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الزهراء للإمام عليّ: اشتملت شملة الجنين (1)
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة
اعتبار الإسلام لرابطة الفرد والمجتمع
لا يدرك الخير إلّا بالجدّ