الشيخ محمد هادي معرفة ..
يقول تعالى عنه : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ) .
قارون، هو: قُوْرَح بن يصهار بن قهات بن لاوي من أبناء عمّ موسى وهارون، ثار هو وجماعة من رؤساء بني إسرائيل في مئتين وخمسين شخصاً، وحاولوا مقابلة موسى وهارون؛ لينزعوا زعامة إسرائيل عنهما.
وكان قارون ثريّاً جدّاً ويعتزّ بثَرائه ويَفخر على سائر بني إسرائيل، وكان اولو البصائر من قومه ينصحونه ويحذّرونه عاقبة ما هو عليه من الخُيَلاء والزهو، فكان يتبجّح ويقول: إنّما أُوتيتهُ على علمٍ عندي ـ ويُقال: إنّه كان واقفاً على سرّ الصِناعة أي الكيمياء، فكان يخرج على قومه في زينته مُفتخراً عليهم، ويتحسّره القوم ويقول الضعفاء: (يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)؛ وبذلك كاد أن يتغلّب على موسى وقومه، لولا أنْ خسف اللّه به وبداره الأرض، وبكلّ ما كان يَملكه من كنوزٍ.
وأمّا قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ). حيث يبدو أنّه كان مع فرعون ومِن قَومه، فالظاهر إرادة أنّه بالذات كان مقصوداً بالإنذار إلى جنب فرعون وهامان من غير أنْ يستدعي ذلك أن يكون منهم، بل معهم في العتوّ والطغيان؛ ولعلّه كان واقفاً بصفّهم إزاء موسى وهارون، قال تعالى: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ)، فقد كان قارون مقصوداً كما كان فرعون وهامان، لعتّوهم واستكبارهم في الأرض جميعاً.
قال تعالى بشأن ضخامة ثراء قارون: (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ).
قال الطبرسي: (ما) هذه موصولة بمعنى الذي، وَصِلتها: إنّ، مع اسمها وخبرها. أي أعطيناه من الأموال المدّخرة قَدْرَ الذي تُنِيء مفاتحُه العُصبةَ، أي يُثْقلُهم حملُه، والعُصبة: الجماعة المُلتفّة بعضها ببعض، أي المتآزرة على عملٍ ثقيل، أي كان حملُها يُضني بالفئام من أقوياء الناس.
قال: والمَفاتح ـ هنا ـ الخزائن في قول أكثر المفسّرين، وهو اختيار الزجّاج، كما في قوله سبحانه: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ)، والمَفاتح، جمع مَفتَح . والمِفتح بكسر الميم : المِفتاح . وبالفتح : الخُزانة، وكلّ خُزانة لصنفٍ من الأشياء أو الأموال، قال الفرّاء في قوله تعالى: (إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ): يعني خَزائنُه.
قال الفرّاء: نَوؤُها بالعُصبة أنْ تُثقلَهم . ومَفاتِحه : خزائنُه . والمعنى: ما إنّ مَفاتِح الكنوز أي خزائنها لتُنِيء العُصبةَ أي تُميلُهم من ثقلها، وإذا أدخلت الباء قلت : تنوءُ بهم.
قال الشاعر :
إلاّ عـصا أَرزَنٍ طارتiiبرايتها تنوءُ ضربتُها بالكفِّ والعضُدِ
وفي مسائل نافع بن الأزرق سأل ابن عبّاس: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس إذ يقول:
تـمـشي فـتُـثقِلُها عَـجيزَتُها مشيَ الضعيفِ ينوءُ بالوَسْقِ
والوَسْق: ستّون صاعاً، حِمل بعيرٍ، وكذا وَقْر النخلة.
السيد عباس نور الدين
الشيخ جعفر السبحاني
عدنان الحاجي
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد محمد حسين الطهراني
محمود حيدر
السيد محمد باقر الحكيم
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
جاسم بن محمد بن عساكر
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ فرج العمران
أحمد الماجد
الشّباب بين الحاجة إلى الكبار والاستغناء عنهم
للسّعادة حكايات وللنّجاح تجارب، كتاب جديد لعبدالله سلمان العوّامي
كيف تنقذ زواجك من الانهيار؟ محاضرة للشّيخ صالح آل إبراهيم
مولد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم (1)
النّتاج الكلاميّ والفلسفيّ لعلماء الشّيعة في منطقة البحرين عبر العصور
اقرأ قصة.. وخذ هديّة، في سيهات
زكي السّالم: كيف تصبح ذا وجهين ولسان طويل وشفتين؟!
علماء الأعصاب يكتشفون دور السيروتونين في المرونة النفسية
موقع العرفان في القرآن
إدارة الشّجار، محاضرة للعليوات في مركز سنا للإرشاد الأسري بسنابس