الشيخ عبد الحسين الشبستري ..
اختلف العلماء والمحققون في السامريّ أو الشامريّ، وعلى الشخص الذي أُطلق عليه، والسبب في ذلك، فمنهم من قال: هو لقب للرجل اسمه هارون أو ميخا بن ظفر، وقيل: طلف، وقيل: هولقب رعويل بن قاهث.
وقيل: الشاوريّ نسبة إلى شمرون بن يشاكر من ذراري نبيّ اللّه يعقوب (ع).
وقيل: إّن السامري ّ كلّ من يُنسب إلى مدينة السامرة بفلسطين، وقيل: نسبة إلى قبيلة سَامِر الإسرائيليّة، وقيل: نسبة إلى السامرييّن، وهم فرع من الآشورييّن اعتنقوا اليهودية، وكانت لديهم نسخة من التوراة بلُغَتِهم تختلف مضامينها عن بقيّة نُسخ التوراة، وقيل كلمة السامريّ تُطلق على كلّ مرتدّ عن دين موسى بن عمران (ع)، وقيل: السامريّ أو الشامري نسبة إلى سامر أو شامرة أو شومير أو شاميرون، ومعناه: الحارس.
وعلى أيّ تقدير، فأن السامريّ إسرائيليّ ومن أصحاب موسى بن عمران (ع)، وكان على مقدّمة رجال يوم عبور البحر، عُرف بالسخاء والكرم، وكان عالماً بالنجوم والصياغة، ومُلمًّا بالكهانة.
يُقال: إنّه من أهل كرمان من بلاد فارس، وقيل: كان من أهل باجرمى قرب الرقة بأرض الجزيرة، وكان من قوم يعبدون البقر.
وهناك قول بأنّه لم يكن مؤمنًا بشريعة موسى (ع)، بل كان مُشركًا منافقًا، يُظهر الإيمان لموسى (ع) ولبني إسرائيل ويبطن الكُفر، ويقال: إنّه وُلد من سِفاح.
والسامريّ هو صاحب العِجل الذي عبده بنو إسرائيل، وقصة السامريّ وعجله هي:
بعد أن قرّر موسى بن عمران (ع) الذهاب إلى ميقات اللّه ولاستلام التوراة خلّف أخاه هارون (ع) على بني إسرائيل، وحدّد مُدة غيابه عنهم ثلاثين يومًا، وبعد أن أخّره الباري إلى تمام الأربعين استبطأه الإسرائيليّون، فانتهز السامريّ غيبته عن قومه، فأخذ الحُلِيَّ الذهبيّة من نساء بني إسرائيل وصهرها في النار وعمل منها عجلاً ذهبيًا، وأجرى عليه عملية فنيّة دقيقة، بحيث إذا دخلت الريح من دُبر العجل وخرجت من فمه صدر منه صوت كخوار العجل الطبيعي، فلما سمع اليهود صوت العجل فرحوا بذلك ورقصوا له، فكان السامريّ يقول لهم: هذا إلهكم وإله موسى (ع)، فعكفوا على عبادة العجل وأقاموا الاحتفالات لذلك.
ويقال: إنّ السامريّ عندما عبر البحر وهو على مقدمة جماعة موسى رأى جبرئيل (ع) وهو على ظهر برذون، فكان ذلك البرذون كلمّا وضع حافره على مكان من الأرض تحرّك ذلك الموضع، فأخذ السامريّ مقدارًا من تُرابٍ وقع عليه حافر البرذون للاستشفاء والتبرّك، فلمّا ساءت عاقبته وصنع العجل قال له إبليس: ضع من ذلك التراب في جوف العجل، ففعل السامريّ ذلك، فأخذ العجل يتحرّك ويخور كما يخور العجل الحقيقيّ، فلما رأى الإسرائيليّون حركة العجل وخواره سجدوا له وعبدوه.
فلمّا عَلِم هارون (ع) أخو موسى (ع) بخبر قومه مع السامريّ وعجله سعى إليهم وزجرهم ونهاهم عن عبادة عجل لا ينفعهم ولا يضرّهم، وقدّم لهم البراهين والحجج بأنّهم فُتنوا وغلبوا على أمرهم، وأنّ الشيطان والسامريّ أضلّوهم وغشّوهم، فقابلوه بالعناد والإهانة وهمّوا بقتله، فهرب منهم.
وبعد أن رجع موسى (ع) من الميقات ومعه التوراة إلى قومه وعَلِم بخبرهم غضب لذلك، وأخذ العجل وحطّمه وألقى بحطامه في البحر، وألقى القبض على السامريّ وهمّ بقتله، ولكنّ اللّه سبحانه وتعالى نهاه عن ذلك، فنفاه عن فلسطين، وأمر الإسرائيليين بمقاطعته وعدم مخالطته ومجالسته.
هام السامريّ بعد تلك المضايقات على وجهه في البراري والقِفار مع الوحوش والسباع.
جعله اللّه منبوذًا بين الناس، يتوقّاه كلُّ أحد كما يتوقّى السالم المجذوم، فكان يتألم ألمًا شديدًا إذا مسّه أحد من الناس، فكان إذا رأى الناس يرجوهم أن لا يمسّوه، ويقول لهم: لا مساس، لا تمسّوني، ولا تقربوا مِنّي، ولم يزل على تلك الحالة التعسة حتى هلك.
أمّا عبدة العجل من أتباعه فندموا على فعلهم، وقرّروا أن يتوبوا إلى اللّه، فصدرت الأوامر من السماء بأنّ توبتهم لا تُقبل، إلاّ أن يقتل بعضهم بعضًا، فجاءوا إلى بيت المقدس ومعهم سكاكين وسيوف وآلات جارحة، فتقاتلوا فيما بينهم حتى هَلك منهم ما يربوا على عشرة آلاف أو سبعين ألفًا، وجرح الكثيرون.
وبعد تلك الملحمة الدمويّة أخبر اللّه موسى (ع) بأنه تاب عليهم، وعليه أن يُقف القتال بينهم، فأمرهم موسى (ع) بالكفّ عن ذلك.
وهنك أقوال وروايات أُخر تدور حول قصة السامريّ وعجله تركناها لعدم الإطالة.
القرآن العظيم والسامريّ
تحدثّت بعض الآيات من سورة طه عن السامريّ وعجله، وهي:
الآية 85 (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ).
الآية 87 (قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ)
الآية 88 (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ).
الآية 95 (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ).
الآية 96 (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).
والآية97 (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا).
حيدر حب الله
عدنان الحاجي
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
السيد حسن النمر: التفقه الشامل
الشيخ عبد الجليل البن سعد : التفوق العبادي المرفوض
النّسخة الألمانيّة من كتاب الجشي (ألواح الطّين في كهف نيتشه)
الشّيخ صالح آل إبراهيم: الاحتياجات الزّوجيّة
إشارة وتواصل.. بالأنامل
الشيخ عبد الجليل البن سعد: الحياة عدو وصديق
الشيخ عبد الجليل البن سعد: حبّ الله ورسوله
الشيخ عبد الجليل بن سعد: الدور المنسي في التعاون
فلسفة العمل ومبدأ التنمية المتواصلة
كيف يسمح الدّماغ بشعورين متناقضين؟