السيد محمّد كاظم القزويني
1- روى الشيخ الطوسي بإسناده عن السيدة زينب بنت علي ـ (عليهما السلام) ـ قالت: صلّى أبي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة الفجر، ثم أقبل على علي (عليه السلام) فقال: هل عندكم طعام؟
فقال: لم آكل منذ ثلاثة أيام طعاماً.
فقال رسول الله: امض بنا إلى ابنتي فاطمة.
فدخلا عليها وهي تَتَلوّى من الجوع! وإبناها معها. فقال رسول الله: يا فاطمة! فِداك أبوكِ، هل عندك شيء من الطعام.
فاستَحيَت فاطمة أن تقول لا.
وقامت واستقبلت القِبلة لِتُصلّي ركعتين. فأحسّت بحَسيس، فالتفَتَت وإذا بصفحة ملأى ثَريداً ولحماً، فأتت بها ووضعتها بين يدي أبيها، فدعى رسول الله بعليّ والحسن والحسين. ونظر عليّ إلى فاطمة متعجّباً وقال: يا بنت رسول الله! أنّى لكِ هذا؟ فقالت: هو من عند الله، إنّ الله يرزقُ من يشاء بغير حساب.
فضحك النبي وقال: الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكريّا ومريم، إذ قال لها: أنّى لكِ هذا؟ قالت: هو من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب...
2 ـ وجاء في التاريخ: أنّ السيدة زينب (عليها السلام) كانت جالسة ذات يوم، وعندها أخواها الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما يتحدّثان في بعض أحاديث رسول الله (صلى الله عليه واله). فقالت السيدة زينب سمعتُكُما تقولان: إنّ رسول الله قال: الحلال بَيّن، والحرامُ بيّن، وشُبُهاتٌ لا يعلمها كثير من الناس.
ثمّ استمرّت السيدة زينب تُكمل الحديث وتقول: مَن تَركها (أي: تَرَك الشبهات) صَلُحَ له أمر دينه وصَلُحت له مُروءَته وعِرضه، ومن تلبّس بها ووقع فيها واتّبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحِمى ومن رعى ماشيته قرب الحمى نازعته نفسه أن يرعاها في الحمى، ألا: وإنّ لكلّ مَلِكٍ حِمى، وإنّ حمى الله محارمه.
3 ـ ثمّ رَوَت السيدة زينب (عليها السلام) حديثاً آخر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت: ألا: وإنّ في الجسد مُضغة إذا صَلُحت صَلُح الجسد كلّه، وإذا فَسَدت فسد الجسد كلّه، ألا: وهي القَلب. ثمّ قالت السيدة: أما سمعتما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي تأدّب بأدب الله (عز وجل) ـ ويقول: أدَّبَني رَبّي فأحسن تأديبي ـ يقول: الحلالُ: ما أحلّه الله (عز وجل) في القرآن الكريم وبيّنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل البيع والشراء، وإقام الصلاة في أوقاتها، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت لمن استطاع سبيلاً، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وترك الكذب والنفاق والخيانة. والحرام: ما حرّمه الله (عز وجل) وذكره في القرآن الكريم وبيّنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحرام نقيضُ الحلال.
وأمّا الشبهات: فهي أمور لا يُعلَمُ حلالها وحرامها، والمؤمن إذا لم يَعلم الشيء أنّه حلال أو حرام، وكان يرجو سعادة الدنيا والآخرة، فعليه أن لا يَتبَع الشُبُهات فالشبهات تَجُرّه إلى الـمُحرّمات. فقال لها الإمام الحسن (عليه السلام): زادَكِ الله كمالاً، نعم.. إنّه كما تقولين، إنّكِ حَقّاً من شجرة النبوة ومِن معدن الرسالة.
4 ـ وروى أحمد بن جعفر بن سليمان الهاشمي، قال: كانت زينب بنت علي (عليهما السلام) تقول: مَن أراد أن لا يكون الخَلقُ شُفعاءه إلى الله فليحمده، ألم تسمع إلى قولهم: سمع الله لِمَن حمده فَخِف الله.. لقُدرته عليك، واستحِ منه لقُربه منك.
5 ـ ورُويَ عن السيدة زينب (عليها السلام) أنّها قالت: إنّ جدّي المصطفى (صلى الله عليه واله) شَرَّع لنا حُقوقاً لأزواجنا كما شَرّع على الرجال حقوقاً مفروضة.
ورُوي عنها (عليها السلام) أيضاً: يقول جدّي الرسول الكريم: إذا صلّت المرأةُ خَمسَها، وصامَت شَهرها، وحَفَظت فرجَها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخُلي الجنّة من أيّ أبواب الجنّة شئتِ.
6 ـ روَت السيدة فاطمة بنت الإمام الحسين (عليهما السلام) عن عمّتها زينب الكبرى (عليها السلام) أنّها قالت: رأيتُ أمّي فاطمة (عليها السلام) قامَت في محرابها ليلة جُمُعَتِها، فلم تزل راكعة ساجدة، حتى اتّضح عمود الصبح، وسَمِعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتُسمّيهم وتُكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها شيء.
فقال لها أخي الحسين ـ ذات يوم ـ يا أُمّاه! لِمَ لا تَدعين لنفسكِ كما تَدعين لغيركِ؟!
قالت: بُنَي! الجارُ ثمّ الدار.
7 ـ ورُويَ عن السيدة زينب (عليها السلام) ـ أيضاً ـ أنّها قالت: كان آخرُ عهد أبي إلى أخَوَي (عليهما السلام) أنّه قال لهما: يا بنيّ إذا أنا متّ فغسّلاني ثمّ نشّفاني بالبُردة التي نُشِّف بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة، وحَنّطاني وسَجّياني على سريري، ثم انظرا حتى إذا ارتفعَ لكما مقدّم السرير، فاحمِلا مُؤخّره.
قالت: فخَرجتُ أُشيّع جنازة أبي، حتّى إذا كُنّا بظَهر الكوفة وقَدِمنا بظهر الغَري رُكزَ الـمُقدّم، فوضعنا الـمُؤخّر، ثمّ برزَ الحسن مرتدياً بالبُردة التي نُشِّفَ بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وأمير المؤمنين: ثمّ أخذ المِعوَل فَضَرَب ضربَةً فانشقّ القبر عن ضريح، فإذا هو بساجَةٍ مكتـوب عليهـا سطـران بالسريانية: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا قبرٌ حَفَره نوح النبي لعلي وصيّ محمد قبلَ الطوفان بِسَبعمائة عام.
9 ـ ورَوَت السيدة زينب (عليها السلام) ـ أيضاً ـ عن أُمّها السيدة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) أنّها قالت: قال رسول الله ـ لعليّ (عليه السلام) ـ أما إنّك يا علي وشيعَتُك في الجنّة.
10 ـ ورَوى الإمام زين العابدين عن عمّته زينب (عليهما السلام) عن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أنّها قالت: دَخَلَ عليَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ولادة ابني الحسين، فناولتُه إيّاه، ... ثم قال: خُذيه يا فاطمة! فإنّه إمـام ابنُ إمـام.. أبو الأئمّة التِسعـة، مـِن صُلبه أئمّة أبرار، والتاسع قائمهم.
السيد عادل العلوي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
عدنان الحاجي
الأستاذ عبد الوهاب حسين
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العسيّف يوقّع روايته الجديدة (مذكّرات أمل) في سيهات
السيد كامل الحسن: غياب الهدفية في حياة الإنسان
العلم الإلهامي برؤية جديدة
الشيخ عبد الجليل البن سعد: المجتمع الرّشيد
هل خلق آدم للجنّة أم للأرض؟
معنى (الدعاء الملحون)
اختلاف آراء الفلاسفة المادّيّين في حقيقة المادّة
كتاب الدّين والضّمير، تهافت وردّ
عوامل احتمال الإصابة بالسّكتة الدّماغيّة الحادّة
صراع الإسلام مع العلمانية