من التاريخ

الإمام الكاظم (عليه السلام) حامي بغداد

الشيخ علي الكوراني

 

فقد قال زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري للإمام الرضا (عليه السلام): «إني أريد الخروج عن أهل بيتي (يقصد أهل قم) فقد كثر السفهاء فيهم! فقال له الإمام الرضا (عليه السلام): لا تفعل فإن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم، كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر (عليه السلام)» (رواه المفيد (رحمه الله) في الاختصاص / 87، بسند موثق، واختيار معرفة الرجال: 2 / 857، ورجال الكشي / 496، وتاريخ الكوفة / 228، ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي: 8 / 283، ورجال الطوسي: 2 / 858).

 

وفي كامل الزيارات / 500: «عن علي بن الحكم، عن رحيم قال قلت للرضا (عليه السلام): إن زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها مشقة، فما لمن زاره؟ فقال له: مثل ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) من الثواب. قال: دخل رجل فسلم عليه وجلس وذكر بغداد ورداءة أهلها، وما يتوقع أن ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق، وعدَّد من ذلك أشياء قال: فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يقول: أما أبو الحسن فلا».

 

أقول: الظاهر سقوط الواو من الرواية، وأن الأصل: أما وأبو الحسن، فلا. أي أما وقبر أبي الحسن (عليه السلام) موجود، فلا يصيب بغداد خسف أو صواعق!

 

وقد أخذ بعضهم ذلك ووضعه للمحاملي: «قال محمد بن الإسكاف: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول: إن الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمحاملي»! (سير الذهبي : 15 / 260) وسبب قولنا إنهم أخذوه ونسبوه إلى المحاملي لأنه توفي سنة 330 (سير الذهبي : 15 / 284)، أي بعد قرن ونصف من وفاة الإمام الكاظم (عليه السلام).

 

زيارة قبر الإمام الكاظم (عليه السلام) دواء مجرب

 

قال الإمام الشافعي كلمته المشهورة في زيارة قبر الإمام الكاظم (عليه السلام): إنه الترياق المجرب (كرامات الأولياء للسجاعي / 6) لكن بعضهم أخذ ذلك ووصف به قبر معروف الكرخي! قال الخطيب في تاريخ بغداد: 1 / 134: «سمعت أبا علي الصفار يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب».

 

والحربي هذا كابلي نسب إلى محلة الحربية ببغداد (تاريخ بغداد: 6 / 28)، وقد توفي سنة 285، أي بعد أكثر من قرن من وفاة الإمام الكاظم (عليه السلام) (تاريخ بغداد : 6 / 38).

 

كما روى في تاريخ بغداد: 1 / 134، عن «عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج».

 

والزهري هذا محمد بن غلام الزهري المتوفى سنة 380، أي بعد قرنين من شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)! (سير الذهبي : 16 / 437).

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد