
الشيخ محمد باقر المجلسي ..
اعلم انّ الدعاء والتضرّع والمناجاة من أفضل العبادات ، وأقرب الطرق لوصول العبد إلى ساحة قاضي الحاجات ، وبكثرة الدعاء والمناجاة يزداد اليقين بالله تعالى وبصفاته الكمالية ، ويزداد توكلّه وتفويضه إلى الله تعالى ، ويوجب قطع الطمع والعلائق عن الخلق ، وهذه الطريقة هي المنقولة من جميع الأئمة عليهمالسلام بأنهم كانوا مشغولين بالتضرّع والمناجاة بعد أداء الفرائض والسنن سيّما سيد الساجدين عليه السلام ، كما قال الله تعالى :
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِي استَجِب لَكُم اِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرينَ ) .
وجاء في أحاديث كثيرة عن أئمتنا الأطهار عليهم السلام أنّ المراد من العبادة في الآية هو الدعاء ، فالله تعالى أمر أوّلاً بالدعاء ثم وعد الإجابة ، ثم عدّ الدعاء عبادة وتركه تكبّراً ، وأوعد على تركه جهنّم.
وقال تعالى في موضع آخر :
( وَإذاَ سَأَلَكَ عَبَادِي عَنَّي فَانِّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَليَستَجيِبُوا لِي وَليُؤمِنوا بِي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ ).
فليستجيبوا لي أي فليستجيبوا في الدعاء الذي طلبته منهم ، أو بما أنّي أجيب دعاءهم فليستجيبوا لي في أداء جميع تكاليفي ، وليؤمنوا بي أي يؤمنوا بوعدي في إجابة الدعاء ، أو فليثبتوا في إيمانهم لعلّهم يرشدون.
روي بسند معتبر أنّ أبا جعفر الباقر عليه السلام سُئل أيّ العبادة أفضل؟ فقال : ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يسأل ويطلب مما عنده ، وما أحد أبغض إلى الله عزّ وجلّ ممن يستكبر عن عبادته ، ولا يسأل ما عنده.
وروي عن ميسّر بن عبد العزيز ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي : يا ميسّر ادع ولا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه ، إنّ عند الله عزّ وجلّ منزلة لا تنال إلاّ بمسألة ، ولو أنّ عبداً سدّ فاه ولم يسأل لم يعط شيئاً ، فسل تعط ، يا ميسّر إنّه ليس من باب يقرع إلاّ يوشك أن يفتح لصاحبه.
وقال عليه السلام في حديث آخر : من لم يسأل الله عزّ وجلّ من فضله فقد افتقر .
وقال عليه السلام : عليكم بالدعاء فإنكم لا تقربون بمثله ، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها ، إنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار.
وقال عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ في الأرض الدعاء ، وأفضل العبادة العفاف ، قال : وكان أمير المؤمنين عليه السلام رجلاً دعّاء.
وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : الدعاء سلاح المؤمن ، وعمود الدين ، ونور السماوات والأرض.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر لأصحابه : ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ، ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا : بلى ، قال : تدعون ربكم بالليل والنهار ، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء.
وقال أبو عبدالله عليه السلام : إنّ الدعاء أنفذ من السنان.
وقال عليه السلام : الدعاء يرد القضاء بعد ما أبرم إبراماً ، فأكثر من الدعاء فإنّه مفتاح كلّ رحمة ، ونجاح كلّ حاجة ، ولا ينال ما عند الله عزّ وجلّ إلاّ بالدعاء ، وإنّه ليس باب يكثر قرعه إلاّ يوشك أن يفتح لصاحبه .
وقال عليه السلام في حديث آخر : عليك بالدعاء فإنّه شفاء من كلّ داء .
وروي عن موسى بن جعفر عليه السلام أنّه قال : ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله عزّ وجلّ الدعاء إلاّ كان كشف ذلك البلاء وشيكاً ، وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلاّ كان ذلك البلاء طويلاً، فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرّع إلى الله عزّ وجلّ .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : داووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا أبواب البلاء بالدعاء ، وحصّنوا أموالكم بالزكاة ، فإنّه ما يصاد ما صيد من الطير إلاّ بتضييعهم التسبيح .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء ، فو الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة إلى أسفلها ، ومن ركض البراذين.
وقال عليه السلام : ما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلاّ بذنوب اجترحوا ، إنّ الله ليس بظلاّم للعبيد ، ولو أنّهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لم تنزل ، ولو أنّهم إذا نزلت بهم النقم ، وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله بصدق من نيّاتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا لأصلح الله كلّ فاسد ، ولردّ عليهم كلّ صالح .
وقال أبو عبدالله عليه السلام : ثلاث لا يضرّ معهنّ شيء ، الدعاء عند الكربات ، والاستغفار عند الذنب ، والشكر عند النعمة .
وقال عليه السلام في حديث آخر : إنّ الله جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا ، وذلك أنّ العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه .
وقال عليه السلام في حديث آخر : من أعطي أربعاً لم يحرم أربعاً ، من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة ، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم التوبة ، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة ، ومن أعطي الصبر لم يحرم الأجر .
معنى (زرب) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
بين الإيمان والكفر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
ما الذي يهمّ أنت أم أنا؟ يتذكر الأطفال ما هو مهم للآخرين
عدنان الحاجي
مناجاة الذاكرين (5): بذكره تأنس الرّوح
الشيخ محمد مصباح يزدي
بين الأمل والاسترسال به (1)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الذّكاء المصنوع كعلم منظور إليه بعين الفلسفة من الفيزياء إلى الميتافيزياء
محمود حيدر
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (2)
الشيخ محمد صنقور
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
سيّد النّدى والشّعر
حبيب المعاتيق
الإمام الباقر: دائرة معارف الإمامة
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
معنى (زرب) في القرآن الكريم
بين الإيمان والكفر
سيّد النّدى والشّعر
شهر رجب محضر الله
ما الذي يهمّ أنت أم أنا؟ يتذكر الأطفال ما هو مهم للآخرين
مناجاة الذاكرين (5): بذكره تأنس الرّوح
باقر العلوم
الإمام الباقر: دائرة معارف الإمامة
(مبادئ الذّكاء الاصطناعيّ) محاضرة في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟