الشيخ محمد مهدي النراقي ..
الطريق إلى تحصيل التوكل - بعد تقوية التوحيد والاعتماد بأن الأمور بأسرها مستندة إليه سبحانه ، وليس لغيره مدخلية فيها - أن يتذكر الآيات والأخبار المذكورة الدالة على فضيلته ومدحه ، وكونه باعث النجاة والكفاية ، ثم يتذكر أن اللّه - سبحانه- خلقه بعد أن لم يكن موجودًا ، وأوجده من كتم العدم ، و هيأ له ما يحتاج إليه ، وهو أرأف بعباده من الوالدة بولدها ، وقد ضمن بكفالة من توكل عليه ، فيستحيل أن يضيعه بعد ذلك ، ولا يكفيه مؤنته ، و لا يوصل إليه ما يحتاج إليه ، ولا يدفع عنه ما يؤذيه ، لتقدسه من العجز والنقص والخلف والسهو.
وينبغي أن يتذكر الحكايات التي فيها عجائب صنع اللّه في وصول الأرزاق إلى صاحبها ، وفي دفع البلايا والأسواء عن بعض عبيده ، والحكايات التي فيها عجائب قهر اللّه في إهلاك أموال الأغنياء وإذلال الأقوياء ، وكم من عبد ليس له مال وبضاعة ويرزقه اللّه بسهولة ، وكم من ذي مال وثروة هلكت بضاعته أو سرقت وصار محتاجًا ، وكم من قوي صاحب كثرة وعدة وسطوة ، صار عاجزًا ذليلًا بلا سبب ظاهر، وكم من ذليل عاجز ، صار قويًّا واستولى على الكل.
ومن تأمل في ذلك يعلم أن الأمور بيد اللّه ، فيلزم الاعتماد عليه والثقة به ، والمناط أن يعلم أن الأمور لو كانت بقدرة اللّه سبحانه من غير مدخلية للأسباب والوسائط فيها ، فعدم التوكل عليه سبحانه والثقة بغير غاية الجهل ، وإن كانت لغيره سبحانه من الوسائط والأسباب مدخلية ، فالتوكل من جملة أسباب الكفاية ، وإنجاح الأمور، إذ السمع والتجربة شاهدان بأن من توكل على اللّه ، وانقطع إليه كفاه اللّه كل مؤنة ، فكما أن شرب الماء سبب لإزالة العطش ، وأكل الطعام سبب لدفع الجوع ، فكذا التوكل سبب رتبه مسبب الأسباب لإنجاح المقاصد ، وكفاية الأمور.
وعلامة حصول التوكل ، ألا يضطرب قلبه ، ولا يبطل سكونه بفقد أسباب نفسه، وحدوث أسباب ضره ، فلو سرقت بضاعته ، أو خسرت تجارته ، أو تعوق أمر من أموره ، كان راضيًا به ، ولم تبطل طمأنينته ، ولم تضطرب نفسه ، بل كان حال قلبه في السكون قبله وبعده واحدًا ، فإن من لم يسكن إلى شيء لم يضطرب بفقده ، ومن اضطرب لفقد شيء فقد سكن إليه واطمأن به .
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان