مقالات

حضور القلب، لبُّ العبادات وجوهرها


الإمام الخميني "قدس سره" ..

اعلم أنّ التفرّغ للعبادة يحصل من تكريس الوقت والقلب لها. وهذا من الأمور المهمّة في باب العبادات، فإنّ حضور القلب من دون تفريغه وتكريس الوقت له غير ميسور، والعبادة من دون حضور القلب، غير مجدية.
ما يبعث على حضور القلب، أمران: أحدهما: تفريغ القلب والوقت للعبادة. ثانيهما: إفهام القلب أهمية العبادة.
والمقصود من تفريغ الوقت هو أنْ يخصّص الإنسان في كلّ يوم وليلة وقتاً للعبادة ويوطّن نفسه عليها في ذلك الوقت، رافضاً الانشغال بأيّ عملٍ آخر.
إذا اقتنع الإنسان بأنّ العبادة من الأمور الهامّة، وأنّها أكثر أهمية من الأمور الأخرى، بل لا مجال للمقارنة بين هذه وتلك، لَحافظ على مواقيت العبادة وخصّص لها وقتاً.
وعلى أيّ حال، لا بدّ للمتعبّد من أن يوظّف وقتاً للعبادة، وأن يحافظ على أوقات الصلاة التي هي أهمّ العبادات، وأن يؤدّيها في وقت الفضيلة، ولا يختر لنفسه في تلك الأوقات عملاً آخر. وكما أنّه يخصّص وقتاً لكسب المال والجاه والدراسة والبحث، لا بدّ أيضاً من تخصيص وقتٍ للعبادات، حتى يكون خالياً من أيّ عملٍ آخر، ويتيسّر له حضور القلب الذي هو بمثابة اللبّ والجوهر.
ولكن إذا فرضنا بأنّ شخصاً مثلي استثقل أداء صلاته، ورأى بأنّ العبادة من الأمور الزائدة، لأَجَّلَ صلاته إلى آخر الوقت، ولأتى بها بكلّ فتورٍ ونقصٍ، لِما يرى حين التهيّؤ لأداء الصلاة، أنّ هناك أموراً أخرى في نظره أهمّ منها، وأنّها تتزاحم مع هذه الأمور الهامّة، فيفضّل ما سوى الصلاة عليها. ومن المعلوم أنّ مثل هذه العبادة لا نورانية لها، بل تكون مثار سخط إلهيّ، ويكون صاحبها مستخفّاً بالصلاة ومتهاوناً في أمرها.
أعوذ بالله من الاستخفاف بالصلاة وعدم الاكتراث بها.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد