مقالات

وسيلة الخلاص


الإمام الخميني "قدس سره" ..

إنّ الإنسان الراغب في صحّة النفس، والمترفّق بحاله، عليه أن يتنبّه إلى أنّ وسيلة الخلاص من العذاب تنحصر في أمرين:
الأوّل: الإتيان بما يصلح النفس ويجعلها سليمة. والآخر هو الامتناع عن كلّ ما يضرّها ويؤلمها.
من المعلوم أنّ ضرر المحرّمات أشدّ تأثيراً في النفس من أيّ شيءٍ آخر، ولهذا كانت محرّمة، كما أنّ الواجبات لها أكبر الأثر في إصلاح الأمور، ولهذا كانت واجبة وأفضل من أيّ شيء، ومقدّمة على كلّ هدف، وممهّدة للتطوّر إلى ما هو أحسن.
إنّ الطريق الوحيد إلى المقامات والمدارج الإنسانيّة يمرّ عبر هاتين المرحلتين، بحيث إنّ مَن يواظب عليهما يكون من الناجين السعداء، وأهمّهما هي اتّقاء المحرّمات، حيث إنّ أهل السلوك يحسبون هذه المرحلة مقدّمة على المرحلة الأولى، إذ يتّضح من الرجوع إلى الأخبار والروايات وخُطب (نهج البلاغة) أنّ المعصومين عليهم السلام، كانوا يعتنون كثيراً بهذه المرحلة.
إذاً، أيّها العزيز، بعد أن عرفت بأنّ هذه المرحلة مهمّة جدّاً، ثابر عليها بدقّة، فإذا أنت خطوتَ الخطوة الأولى وكانت صحيحة، وأحكمتَ بناء هذا الأساس، كان هناك أملٌ بوصولك إلى مقامات أخرى، وإلّا امتنع الوصول، وصعبت النجاة.
كان شيخنا العارف الجليل (الشيخ محمّد علي شاه آبادي) يقول: «إن المثابرة على تلاوة الآيات الأخيرة من سورة الحشر المباركة، من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ..﴾، إلى آخر السورة المباركة، مع تدبّر معانيها، في تعقيبات الصلوات، وخصوصاً في أواخر اللّيل حيث يكون القلب فارغَ البال، مؤثّرة جدّاً في إصلاح النفس، وفي الوقاية من شرّ النفس والشيطان. وكان يُوصي بدوام حال الوضوء، قائلاً: إنّ الوضوء مثل بزّة الجنديّ».
وعلى كلّ حال، عليك أن تطلب من القادر ذي الجلال، من الله المتعال جلّ جلالُه، مع التضرّع والبكاء والالتماس، كي يوفّقك في هذه المرحلة، ويُعينك في الحصول على ملَكة التقوى.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد