ليلى علي حسين ..
بين الرجلين على يمين الصورة ويسارها قاسم مشترك وهو أن كليهما يصنفان من أكثر البشر ذكاء على الإطلاق، وإن كان مريدو ستيفن هوكینج قد غالوا فيه فصنفوه أذكى إنسان طرًّا !!
لا أريد الدخول في الجدل العقيم حول هوكینج، ولكنني وللحق استفزني الرجل لقراءة أفكاره ومعتقداته، فلم أجد اختلافًا إلا شاذًّا جدًّا بأن الرجل الذكي كان ملحدًا أي غير مؤمن بوجود الله تعالى !!
إذًا فالذكاء الخارق لهوكینج في حقل من حقول العلم وهو الفيزياء النظرية لم يسعفه ليكون ذكيًّا في أهم حقول العلم والمعرفة وهو معرفة خالق وصانع الكون والإنسان، فسقط صاحبنا الذكي فريسة لسيطرة قوة الوهم عنده على قوة العقل فعطلتها تمامًا، فجعلته يتوهم بغباء مثير للشفقة أن الإله الذي اخترعته قوته الواهمة وهو الإله القائم مقام العلل المادية هو نفسه الإله الواجب الوجود الحقيقي فانبرى لإنكاره!!
ولكن ستيفن هوكينغ حظي بمجد وشهرة لا يحلم بها إنسان، فقد انبرت وسائل الإعلام لخدمته كثيرًا فصنعت منه نجمًا مرموقًا لا يُجارى، وبطلًا علميًّا لا يُشق له غبار !!
بينما الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي:
- بدأ دراسته الابتدائية في سن الخامسة وأنهاها في سن الحادية عشرة .
- أذهل أساتذته في المدرسة والحوزة بذكائه ونبوغه اللافت جدًا .
- كتب رسالة في المنطق وهو في سن الحادية عشرة .
- حضر دروس البحث الخارج لكبار مراجع النجف الأشرف كالسيد الخوئي وهو في سن الرابعة عشرة .
- درس معظم الكتب ومن بينها كتاب الأسفار للملا صدرا بدون أستاذ .
- حصل على مرتبة الاجتهاد في سن الثامنة عشرة .
- أصبح مرجعًا دينيًّا شيعيًّا وهو في الأربعين من عمره .
لم تروّج له وسائل الإعلام البتة، ولم يُقدم للعالم كواحد من أذكى الشخصيات الإنسانية على مرّ التاريخ، وإذا كان ستيفن هوكينغ قد أبدع في نظريته المعروفة بنظرية الثقوب السوداء، فإن السيد الصدر أبدع وابتكر غير واحدة من النظريات العلمية في شتى مجالات العلم والمعرفة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- في مجال الأصول نظريته المعروفة (بمنطقة الفراغ).
- في المنطق والفلسفة، وذلك في كتابيه (الأسس المنطقية للاستقراء) و (فلسفتتا) الذي أوغل فيه في نقد الفلسفة المادية وأصولها.
- علوم القرآن والتفسير كتفرّده ببحث (السنن التاريخية في القرآن الكريم).
- في التاريخ كبحثه الشيّق الاستثنائي (الأئمة تعدد أدوار ووحدة هدف).
- الاقتصاد الإسلامي عبر كتابه الذي حيّر كبار علماء الاقتصاد (اقتصادنا).
- ولا ننسى طبعًا الفقه فنذكر تميّزه بابتكار (البنك اللاربوي في الإسلام).
وغير ذلك مما لا يسعني ذكره واستقصائه لقصوري الشديد عن ذلك؛ كل هذا والسيد الشهيد لم يعش منعّمًا مرتاحًا، بل عاش في أقسى وأشد ظروف يمكن أن يمر على إنسان ما.
وفي طريقة الموت تفوّق السيد الصدر على هوكينج في الذكاء بصورة لا تُقاس، فالصدر اختار موت الأذكياء وهو الشهادة، فرجع إلى الله الذي ارتضاه له ربًا وإلهًا وعاش حياته بكل تفاصيلها له ولوجهه ولاستجلاب رضاه، فقبله الرب العطوف الرحيم في قافلة الشهداء، وجعل اسمه في سجل الخالدين الذين يقترن ذكرهم بذكره، ونحن واثقون متيقنون مطمئنون أنه لا تعلم نفس ما أخفى الله لعبده السيد الصدر من قرة أعين جزاء بما عمل، أما هوكينج فلا أقل من أن يقال: أقبل على رب عادل عاش حياته وهو يرفض أن يكون له ربًا تكبرًا وعنادًا (لكونه من أهل العلم) فمصيره لا يُعلم فهو بيد من خلقه وبرأه، وشتّان بين المصيرين : بين من (نتيقن) وبين من (لا ندري) أين هو الآن وماذا يُفعل به، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب !!
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان