مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
عن الكاتب :
فيلسوف، مفسر وعالم دين إسلامي و مرجع شيعي، مؤسس مؤسسة الإسراء للبحوث في في مدينة قم الإيرانية

الحجاب حقّ إلهيّ

هناك شبهة في أذهان بعض الأشخاص، وهي أنهم يتصورون أن الحجاب هو محدودية للمرأة، وحصار أوجدته لها العائلة والارتباط بالزوج. وعلى هذا فالحجاب علامة ضعف وتحديد للمرأة.

 

إن حل هذه الشبهة، وتبيين الحجاب في رؤية القرآن الكريم، هو أن المرأة يجب أن تدرك بشكل كامل، أن حجابها لا يتعلق بها فقط، حتى تقول إنني صرفت النظر عن حقي، حجاب المرأة لا يتعلق بالرجل، حتى يقول الرجل إنني راضٍ، حجاب المرأة ليس ملك العائلة حتى يعطي أعضاء العائلة موافقة، حجاب المرأة هو حق إلهي، لذا نرى في العالم الغربي والمناطق المبتلية بالقانون الغربي، إذا تلوثت المرأة المتزوجة وأعطى زوجها رضى، تعلن قوانينهم أن الملف أغلق، أما في الإسلام فليس هكذا، حرمة المرأة لا تختص بالمرأة نفسها، وليست هي للزوج، ولا هي خاصة بأخيها وأبنائها .

 

كل هؤلاء إذا وافقوا فالقرآن لا يرضى، لأن حرمة المرأة وحيثية المرأة، مطروحة بوصفها حق الله، والله سبحانه خلق المرأة برأسمال العاطفة، حتى تكون معلمة للرقة وتأتي بدعوة العاطفة، إذا ترك مجتمع ما درس الرقة والعاطفة هذا، وذهب وراء الغريزة والشهوة، يبتلى بنفس الفساد الذي ظهر في الغرب، لذا ليس لشخص حق أن يقول إنني وافقت على عدم الحجاب، يتضح مما يقوله القرآن الكريم أن عصمة المرأة، هي حق الله، وجميع أعضاء العائلة وأعضاء المجتمع وخاصة المرأة نفسها هم أمناء أمانة إلهية .

 

المرأة مطروحة بنظر القرآن بوصفها أمينة حق الله. أي أن هذا المقام وهذه الحرمة والحيثية التي هي حق الله، أعطاه للمرأة، وقال لها أن تحفظ حقه هذا بوصفه أمانة، عند ذلك يظهر المجتمع بالشكل الذي ترونه في إيران، صبرت إيران حتى آخر لحظة، ولم تقم بالعمل الذي يكون على خلاف العاطفة والرقة والرأفة والرحمة.

 

مع أن أعداءنا اعتبروا قتل الأبرياء والمدنيين مشروعاً منذ اللحظة الأولى للهجوم على المناطق السكنية. إن المجتمع الذي يحكم فيه القرآن، هو مجتمع العاطفة، وسرّه هو أن نصف المجتمع يتولاه معلموا العاطفة، والأمهات هن اللاتي يدرسن الرأفة والرقة سواء شئنا أم أبينا، وسواء عرفنا أم لم نعرف. والرأفة والرقة مؤثرة في جميع المسائل.

 

فلسفة الحجاب في القرآن

بناء على هذا، فليس هناك فرق بين المرأة والرجل في أي قسم، وأي بعد من الإبعاد، للسير إلى مدارج الكمال، ولكن يجب أن تكون الأفكار قرآنية، أي كما أن القرآن جمع بين الكمال والحجاب والفكر والعفاف، نجمع نحن أيضًا في النظام الإسلامي بين الكتاب والحجاب، أي أن عظمة المرأة هي في: (أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال) .

 

عندما يتكلم القرآن الكريم بشأن الحجاب يقول إن الحجاب عبارة عن نوع من الاحترام والحرمة للمرأة في أن لا ينظر إليها غير المحارم بنظرة حيوانية، لذا يرى النظر إلى النساء غير المسلمات بدون قصد الفساد جائزًا، وعلة ذلك هي أن النساء غير المسلمات ليس لهن حظ من هذه الحرمة. إذا كان شخص عاجزًا عن تشخيص قواعد القيم، من الممكن أن يعتبر الحجاب قيدًا ـ معاذ الله ـ في حين أن القرآن الكريم عندما يذكر مسألة لزوم الحجاب يقول: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ إنما يبين علة وفلسفة ضرورة الحجاب هكذا: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾....

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد