الشيخ محمد علي المعلم
كريمة أهل البيت، هو من ألقاب السيدة المعصومة عليها السّلام، وقد عرفت به من دون سائر نساء أهل البيت. وقد اشتهر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت.
وقد أطلقه عليها الإمام المعصوم (عليه السلام) في قصة وقعت لأحد السادة الأجلاء وقال له: "عليك بكريمة أهل البيت" مشيرًا إلى هذه السيدة الجليلة..... فعن السيد محمود المرعشي، عن أبيه السيد شهاب الدين، عن جده السيد محمود المرعشي، أنه كان يريد معرفة قبر الصديقة الزهراء (عليها السلام)، وقد توسل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيًرا، حتى أنه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كل أسبوع في مسجد السهلة بالكوفة.
وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم (عليه السلام)، فقال له الإمام (عليه السلام): "عليك بكريمة أهل البيت"، فظن السيد محمود المرعشي أن المراد بكريمة أهل البيت (عليها السلام) هي الصديقة الزهراء (عليها السلام) فقال للإمام (عليه السلام): جعلت فداك إنما توسلت لهذا الغرض، لأعلم بموضع قبرها، وأتشرف بزيارتها، فقال (عليه السلام): مرادي من كريمة أهل البيت قبر السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في قم.
ثم قال: إن الله تعالى قد جعل قبر الصديقة الزهراء من الأسرار، وقد اقتضت الإرادة الإلهية تبعًا لبعض المصالح أن يكون قبرها مخفيًّا لا يطلع على موضعه أحد من الناس، فلا يمكن الإخبار عنه، ولكن جعل الله قبر السيدة فاطمة المعصومة موضعًا يتجلى فيه قبر الصديقة الزهراء (عليها السلام)، وإن ما قدر لقبر الصديقة الزهراء (عليها السلام) من الجلال والعظمة والشأن - لو كان معلومًا ظاهرًا - قد جعله الله تعالى لقبر السيدة المعصومة.
وعلى أثر ذلك عزم السيد محمود المرعشي على السفر من النجف الأشرف إلى قم لزيارة كريمة أهل البيت (عليها السلام). ونقل عن المحدّث الشيخ عباس القمي أنه رأى الميرزا القمي - صاحب القوانين - في عالم الرؤيا - وسأله: هل أن شفاعة أهل قم بيد السيدة فاطمة المعصومة؟ فنظر إلي متعجبًا وقال: شفاعة أهل قم بيدي، وأما فاطمة المعصومة فشفاعتها لأهل العالم.
ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور على شأن فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام)، فإن أهل البيت (عليهم السلام) قد جمعوا غرّ الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال الكرم، وقد عرفوه بأنه إيثار الغير بالخير ولا تستعمله العرب إلا في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك (1)، والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل.
ومن ذلك يعلم أن للكرم معنى واسعًا لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لإتمام معناه.
وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم يتجلى لنا المراد من وصف أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم أكرم الناس على الإطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئًا من ذلك وحدّث به الرواة.
كما يتجلى لنا أيضًا اتصاف هذه السيدة الجليلة بأنها كريمة أهل البيت (عليهم السلام). وإن من أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعًا للفيض، وملاذًا للناس، ومأمنًا للعباد، ومستجارًا للخلق، وبابًا من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين، وأن مدينة قم حيث تضم مرقدها الطاهر كانت ولا تزال حاضرة العلم، وحرم الأئمة وعش آل محمد (عليهم السلام) ومنفرًا لأهل العلم من شتى بقاع الأرض، يتلقون علوم أهل البيت (عليهم السلام) محتضنة كوكبة من العلماء والطلاب، ولا تزال هي والنجف الأشرف فرسي رهان تتسابقان في تخريج حملة العلوم على شتى مراتبهم...
ففي وصف هذه السيدة الجليلة بأنها كريمة أهل البيت دلالة على أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما شيعة آل محمد، واختص أهل قم منذ اللحظة التي تشرفت أرضهم بها أنهم لا يزالون ينعمون ببركاتها وخيراتها آناء الليل وأطراف النهار، ويعيشون في حماها ويتفيأون ظلالها في امتياز خاص بهم من دون أهل سائر المناطق الأخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجمع البحرين ج 6 ص 152.
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عدنان الحاجي
حيدر حب الله
الشهيد مرتضى مطهري
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ فوزي آل سيف
السيد عباس نور الدين
الشيخ حسين الخشن
السيد جعفر مرتضى
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
(كتاب فَكِّرْ) المعروف بـ (توحيد المفضّل)
كيف أكون محبًّا لله؟
وظيفتنا في أمر الظهور
المعارضة الميكانيكيّة
الصلاة في الإسلام وتأثيراتها التجديدية فيزيولوجيًّا ونفسيًّا
آيات النجوى في سورة المجادلة
كريمة البيت الفاطميّ
كريمة أهل البيت
الذّخر النّافع في رثاء أهل بيت النّبيّ الشّافع
كيف يعقل الاعتماد على الحواس في إثبات وجود الله تعالى؟!