فجر الجمعة

السيد الحسن: الكرامة هي أساس الصراع في وجه الإستكبار

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف عن "كرامة الإنسان في الإسلام"، مؤكدا على أن الكرامة هي أساس محور الصراع في وجه الاستكبار وأن المرأة هي أساس التكريم في كل شيء كما الرجل.

أكد السيد الحسن أمام حشد من المؤمنين على أن "الرؤيا الإسلامية للإنسان تقوم على العبودية الخالصة لله تعالى"، لافتا إلى أن رأس مال الإنسان كرامته، مستشهدا بقول الرسول الأكرم (ص) "من أقر بالذل طائعا فليس منّا أهل البيت".

بموازاة ذلك أشار سماحته إلى أنه "لا يوجد هناك تفوات بين جميع البشر من حيث الفطرة وعلى مستوى التكريم "فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" 30 - سورة الروم، مبينا مستوى التكريم الإلهي الذي حظي به الإنسان حيث أن الإسلام كرّمه وأن "كل ما في الوجود في خدمته وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ 13 - سورة الجاثية، تكريم حتى على مستوى الخدمة، على مستوى العلوم المعرفية هناك تكريم أيضا، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" 31 - سورة البقرة، وتابع مضيفا "أعظم من ذلك أن التكريم الإلهي لهذا الإنسان هو حق المحافظة على الشرف، الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ 2 - سورة النور، هذا التكريم أساسه كرامة من الله لهذا الخلق".

وأضاف قائلا "كيف تحصل الإنسان على كل هذا التكريم بكل أشكاله وأنواعه؟ تحصل عليه من خلال أول علة وهي علة النفخة الإلهية لهذا  الإنسان، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي 29 - سورة الحجر، أساس التكريم هي هذه النفخة، لولا هذه النفخة أصلا الإنسان لا تكريم له".

وشدد السيد الحسن على أن "العقل مدار التكليف، به يعقاب وبه يثاب، وبه الهلاك وبه النجاة، والتكريم هنا بإعطاءه الحرية، فالإنسان مخير، من خلال هذه العلل تحصل الإنسان على هذا النوع من التكريم".

واعتبر سماحته أن أساس الصراع في الوجود هو "وجود الكرامة عند فريق وانعدامها عند الفريق الآخر، وهي أساس الصراع الذي يقف في وجه التخلّف وفي وجه الإستكبار، فالإنسان حر في عقيدته وفي فكره وسلوكه".

وأضاف مشددا على أن "الكرامة هي التي تعطي الإنسان حالة من اختيار القانون الذي يريد أن يطبقه في حياته، دساتير الدول في العالم كله يكون الناس هم مصدر السلطات"، لافتا إلى أن كرامة الإنسان لا يمكن أن يتم فصلها عن الخدمات التي يجب أن تتوفر له ومنها خدمة التعليم والصحة"، مؤكدا على أن "توفير الحالة التنموية دليل على وجود كرامة، فلا يمكن للإنسان أن يعيش في العراء أو أن يكون جائعا، هذا خلاف الكرامة".

وأضاف مبينا أن "مصطلح الكرامة هو من أكثر المصطلحات شيوعا في عالمنا اليوم، الكرامة حجر الزاوية لكل تحول ايجابي على جميع الأصعدة في الحياة".

وعلى الصعيد نفسه أكد سماحته على أن "من يشعر بكرامة نفسه مستحيل أن يذل غيره، مستحيل أن يهين شخص"، مستشهدا بقول الرسول الأكرم (ص) "الذليل من أهان الناس".

وختم السيد الحسن مشددا على أن "أساس تقدم الشعوب وتكامل الإنسان بينه وبين الله هي الكرامة التي يحملها في نفسه"، لافتا إلى أن الكرامة ليس بها مناصفة، فالمرأة كالرجل مكرمة بل هي أساس التكريم في كل شيء".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد