فجر الجمعة

الشيخ العباد: السيدة زينب (ع) أنموذج للمرأة العفيفة

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن عطاء وعفاف السيدة زينب (ع)، داعيا النساء إلى الإقتداء بها وتجنب الأنفتاح والثقافة الغربية.

استهل الشيخ محمد العباد أمام حشد من المؤمنين حديثه بقول السيدة زينب (ع) "خف الله لقدرته عليك واستحي منه لقربه منك"، لافتا إلى أنها "تحملت الشطر الثاني من قيام النهضة الحسينية، وكانت شخصيتها تتميز بالقيم التي تجعلها في المرتبة الثالثة على صعيد النساء في الأمة الإسلامية بعد أمها السيدة فاطمة (ع)، وجدتها السيدة خديجة الكبرى (ع)، والذي جعلها تتميز بهذا القدر والعظمة في الشخصية هو وجود القيم الإسلامية المتجذرة في روحها (ع)".

واعتبر سماحته أن "السيدة زينب (ع) إمتلكت من الوعي والفكر والعلم مما يجعلها تحدد مسارها في الحياة، والإنسان بلا وعي وعلم لا يمكنه تحديد موقفه الذي ينتهجه ويسلكه نحو الطريق الصحيح".

كما أشار إلى موقعيتها على الصعيدين الدنيوي والأخروي "لقد عُرفت السيدة زينب (ع) بكريمة الدارين، كرامة الدنيا والآخرة بحيث أنها إحتلت كرسي الكرامة من بين النساء"، مضيفا "من الأمور التى تتجلى في شخصيتها هو صبرها وقد استشهد من أبنائها اثنان في كربلاء ناهيك عن الأحب والأقرب إلى قلبها سيد الشهداء (ع)، لكنها ضربت أروع المثل في الصبر، وقد ربّت أبنائها ليكونوا شهداء في سبيل الله عز وجل، فالسيدة زينب (ع) كلها عطاء على المستوى الفكري والعملي، وشكّلت أمثولة لتقوى الله عز وجل وعطائها من خلال التضحية بأبنائها".

ونوّه سماحته بشدة تمسكها بالعبادات "حيث أنها رغم أجواء الكروب والمحن في كربلاء لم تترك العبادة في ليلة الحادي عشر"، مشيرا إلى حيائها وعفافها "حيث أنها شكّلت مدرسة ووجهة لكل إمرأة عفيفة أن تسلك المسار الزينبي، ففي الروايات كما عن يحيى المازني يقول: كنت في جوار أمير المؤمنين (ع) في المدينة المنورة مدة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه ابنته زينب (ع)، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً، وقال أيضاً: إذا أرادت أن تزور قبر جدها رسول الله (ص) كان يخرج معها أمير المؤمنين (ع) والحسنان (ع)، وكان أمير المؤمنين يتقدم ويطفئ المصباح والقناديل الموجودة في جوار قبر النبي (ص)، ويُسأل عن ذلك ويقول حتى لا يرى أحد خيال زينب (ع)".

وشدد الشيخ العباد على أن السيدة زينب (ع) "فرضت القيمة المعنوية في شخصيتها من الحفاظ على العفاف والستر والحجاب وفرضت هذه الروحية حتى على الآخرين بل وهي في قبرها (ع)".

ودعا سماحته النساء إلى الإقتداء بالسيدة زينب (ع) "في الحفاظ على الستر والحجاب وإذا احتاجت أن تخرج المرأة من البيت لوظيفة أو غيرها من الأمور التي تتطلب منها الخروج فلا بد أن تراعي وتتمسك بهذا المبدأ، وهو الحياء والعفة لتفرض قوتها الزينبية على الآخرين".

وتابع لافتا إلى أن "المرأة يمكن أن تعطي وتقدم الخدمة لمجتمعها، لكن مع مراعاة الضوابط الشرعية في الحجاب والإلتزام بالعفاف الذي هو كمال المرأة، والسيدة زينب (ع) أمثولة للعطاء والعفاف وخير أنموذج للمرأة العفيفة الباذلة نفسها في خدمة المجتمع".

وحذر الشيخ العباد من الإختلاط الغربي المنسلخ من أي ضوابط، "والإختلاط المذموم والمحرم هو الإختلاط بالثقافة الغربية والأنفتاح الغربي البعيد عن الثقافة الإسلامية، ولا يجوز للمرأة الإختلاط مع الرجال إذا كان هذا الإختلاط فيه تمييع للقيم والأداب وعدم الإلتزام بالضوابط والأحكام الشرعية". مبينا أن "إلاختلاط بحد ذاته غير محرم في الإسلام لكن يجب التحذير من الإختلاط الغربي الذي يُفرض على المجتمعات الملتزمة والمتدينة"، مضيفا "يجب على المرأة العفيفة أن ترى المكان الذي لا يخدش بعفافها وكرامتها الأخلاقية وقيمها الإنسانية والدينية".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد