فجر الجمعة

دور الحسنات في بناء الفرد والمجتمعات

خطبة الجمعة لسماحة السيد كامل الحسن حفظه الله بتاريخ 1440/9/25هـ بصفوى

الجمعة 25 شهر رمضان // دخول الوقت 11:38 ظهراً

صلاة الجمعة

الخطبة الأولى

دور الحسنات في بناء الفرد والمجتمعات

الخطبة الثانية

الظواهر الاجتماعية بين السلبية والترقي الأخلاقي

سماحة الحجة السيد كامل الحسن

خطبة الجمعة لسماحة السيد كامل الحسن حفظه الله بتاريخ 25/09/1440 هـ بصفوى

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله ...

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين نحمد ونستعينه ونستغفره ونتوكل عليه خالق الخلق ومدبر الأمر ربّ السماء والأرض عصي فغفر وملك فقدر وأمات فأقبر وإذا شاء أنشر.

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا وزير وهو على كل شيءٍ قدير.

وأصلي واسلم على صفيه وأمينه وحبيبه ونجيبه وخيرته في خلقه ومبلغ رسالاته سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا وسيدنا ومولانا أبي القاسم محمد.

وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين سيما بقية الله في الأرضين.

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله واغتنام طاعته مهما استطعتم في هذه الأيام الفانية.

قال الله الحكيم في كتابه: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ

حينما يتحدث القرآن عن مفهوم الحسنة ومفهوم السيئة تارةً يتحدث عنها بمفهومٍ عام وتارة يتحدث عنها بمفهوم خاص الحسنة كما هو معروف عند الجميع كل عملٍ صالحٍ يأتي به الإنسان حسنة الصلاة حسنة الصيام حسنة الصدقة حسنة وهكذا .. هذا بالمفهوم الخاص.

أما بالمفهوم العام الحسنة أعم من الأعمال الصالحة وإن تصبهم حسنة يفرحوا بها صار هناك غنيمة صار هناك انتصار صار هناك مصالح عامة يفرحوا أطلق القرآن على هذه الأمور أنها حسنة حسنة بالمعنى الأعم.

كذلك السيئة أن يأتي الإنسان بما يخالف أوامر ربّه يقال فلان شرب الخمر ارتكب سيئة يقال فلان اغتاب فلان ارتكب سيئة لكن بالمفهوم الأعم السيئة أشمل من ذلك كل فعلٍ يسيء إلى العاقل وغير العاقل سيئة أنت إذا أسأت إلى إنسانٍ عاقل جرحت مشاعره وإن لم ترتكب معصيه في حقه مجرد جرح مشاعر فقد أسأت إليه، إنسان عاقل لا حتى غير العاقل كالبهائم كالبيئة إذا أدى ذلك إلى أذيتها غير عاقل لكنك ارتكبت سيئة، كل فعلٍ يسيء إلى الدين ارتكبت سيئة كما أن الحسنة أعم كذلك السيئة أعم.

إلا أن القرآن يقول أن الذنوب الصغيرة إذا ارتكبها الإنسان ثم بعد ارتكابه للذنوب الصغيرة جاء بحسناتٍ كالصلاة والصدقة والصيام القرآن يقول إن الحسنات يذهبن السيئات السيئات الذنوب الصغائر وليس الكبائر مثلاً الكبائر مثلاً الارتداد الشرك مظالم الآخرين هذه لا يكفر عنها الصلاة والصيام أنت ظلمت شخص حتى ولو صليت لا تعني هذه الصلاة أنها تكفر عن ظلامتك لفلان المظلومية تبقى إلى قيام الساعة ليس لها علاقة بالحسنات الخاصة إلا إذا هو برأ ذمتك وهو حيّ.

الحسنات يذهبن السيئات بمعنى الذنوب الصغائر وليس لكبائرها كل حسنة يجلب بعدها حسنة يعني مثلاً الإنسان الذي يصلي صلاته حسنة هذه الحسنة تجلب حسنة أخرى مثلاً هي الصيام صلاته أدت إلى صيامه صيامه أدى إلى أن يدفع الصدقة الحسنة الأولى تجلب الحسنات الأخرى كذلك السيئة السيئة أيضاً تجلب السيئات الذنب الصغير يجلب الذنب الكبير هذه قاعدة.

وبالتالي الحسنة تأتي عن طريقين إما عن طريق الطاعة والعمل الصالح يطلق عليها حسنة أو بسبب النعم الإلهية من صحة البدن من الخير الكثير هذه أيضاً يطلق عليها حسنة إلا أن الله تعالى بين أن الحسنة يضاعفها وأن السيئة يكفر عنها لأنه علينا أن نفرق بين الوعد في العقائد وبين الوعيد الوعد أصلٌ عقلي يجب الوفاء به الله قال من صلى من صام من عمل صالحاً أنا أدخله الجنة هذا وعد لا يمكن أن يخلف الله وعده خلف الوعد يعني تفويت لحقوق الآخرين وحاشى لله أن يفعل ذلك إذا هذا وعد وهو واجبٌ وأصلٌ عقلي يجب الوفاء به وعدم التخلف عنه هذا وعد.

أما الوعيد من حقه تعالى أن يعذب عباده إذا ارتكبوا المعاصي وخالفوا أوامره هذا وعيد هددهم بالنار هذا الوعيد الخالق تعالى قد يتنازل عن حقه فمثلاً يستر ببعض الحسنات عن الذنوب الكبيرة من حقه أو أنه إذا تاب الإنسان كفر الله تعالى عن سيئاته السابقة بل ويزيده من ذلك كل سيئاته يبدلها الله حسنات من حقه هذا وعد هناك وعد وهنا وعيد الوعد يجب الوفاء به والوعيد هو باختياره يسقط عن هذا الإنسان السيئات ويتوب عليها أم لا من حقه، فإذا هناك فرق بين الوعد وبين الوعيد.

البعض يفهم في كثير من الروايات يفهم فهماً ساذجاً يعني فهماً قاصراً هناك روايات عندنا كثيرة مضمون هذه الروايات أنه إذا أراد العبد طبعاً هذه الروايات صحيحة مئة بالمئة أن العبد إذا أذنب وأراد أن يهدم هذه الذنوب فأفضل شيء لهدم ذنوبه كما في الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله فليكثر من الصلاة عليّ.

سيما في شهر رمضان الإكثار من الصلاة يزداد استحباباً وندباً.

البعض يفهم ما دام الصلاة على النبي تهدم هذه الذنوب الكثيرة هذا تشجيعٌ للعاصين تشجيع للمذنبين أنهم يذنبوا ثم بعد أن يرتكبوا الذنوب يصلون على النبي صلى الله عليه وآله هذا تشجيع نقول هذا فهم ساذج للروايات ينبغي أن نفهم الرواية بالمقياس الصحيح العقلي والشرعي وليس بهذا المقياس إنما هذه الرواية تفتح آفاق للرحمة للعصاة لا أنها تشجعهم على المعاصي والذنوب يعني مثلاً في روايات تقول أن الإنسان إذا توضأ توضأ! فإن كل قطرة من وضوئه يخلق الله تعالى منها ملك يسبح لله ويستغفر للمتوضي إلى قيام الساعة هذه الرواية صحيحة لكن إذا فهمناها فهماً خاطئاً نقول أصل الوضوء إذا الإنسان توضأ فإن الله تعالى يخلق من كل قطرة ملك تستغفر للمتوضي حتى لو ما صلى هل هذا يعقل حتى لو ما صلى لا يمكن يعني لا بدّ أن نفهم الرواية فهم صحيح يعني مثلاً بعض الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس له شجرة في الجنة قال رجلٌ يا رسول الله ما أكثر أشجارنا في الجنة نحن ليل نهار نسبح ونذكر الله تعالى ليل نهار ما أكثر أشجارنا في الجنة فقال النبي نعم ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نيران ذنوبكم فتحرقوها هذه غرسة بسبب هذا الذكر حافظ على هل الغرسة لا يتبع الغرسة ذنب فالذنب يحرق الغرسة يعني ينبغي فهم الرواية فهم حقيقي وليس هذا الفهم البسيط فكل حسنةٍ تتناسب مع السيئة عندنا في العقائد هكذا وفي الروايات موجود أن الحسنة هل تكفر كل الذنوب أو لا هناك حسنة تكفر سيئة بما يتناسب هذه الحسنة مثلاً تلاوة القرآن أو قراءة القرآن حسنة هذه الحسنة تكفر أي ذنب من الذنوب الحسنات متنوعة وذنوب الإنسان أيضاً متنوعة هذه قراءة القرآن حسنة تكفر أي ذنب من الذنوب التي هي علي تكفر الذنب مثلاً لمن يستمع إلى الغناء تلاوة القرآن حسنة تكفر أي ذنب الذنب الذي يناسبها وهي مثلاً الاستماع إلى الغناء مثلاً الحضور في المساجد حسنة الإنسان يثاب عليها هذه الحسنة تناسب أي سيئة مثلاً تناسب سيئة ومعصية حضور مجالس اللهو والطرب كل حسنة تتناسب مع السيئة وهكذا بقية الحسنات في مقابل بعض السيئات.

وبالتالي على المؤمن أن يدرك خطورة المعصية والذنب لأن إذا تهاون تتراكم الظلمات والمعاصي في قلبه والخطر الثاني يمكن أن يدركه الموت من دون أن يتوب ودون أن يندم ولذلك بعض الروايات إن أكثر صياح يعني بكاء إن أكثر صياح أهل النار ما هو؟ التسويف.

أنا الآن بصحتي بعدين أتوب بعدين أندم بعدين وبعدين ثم يأتيه الأجل وينتهي أكثر صياح أهل النار التسويف الواحد لا يسوف عن نفسه يوم ويوم وبعدين وبكرا هذه مخاطر وبالتالي الحسنة تؤدي باعتبار الحسنة كالصلاة مثلاً مردودها الإيجابي اجتماعياً أنه من قام وأدى صلاته انعكست صلاته وهي هذه الحسنة على الوضع الاجتماعي ما هو الربط بين المجتمع وبين صلاتي الربط أن الإنسان حينما يصلي فهو يحب لخالقه ومخلصُ لخالقه ومنفذٌ لأوامر خالقه وبالتالي يحافظ على أعراض الناس ما نفكك بين عرض الناس وبين الصلاة ما دمت أصلي ومخلص في عبادتي لله أحافظ على أعراض غيري واعتبر عرضه عرضي هكذا بعد أن أحصل على هذا المستوى من الصلاة المحافظة على أعراض الناس إذا حافظت على أعراض الناس مستحيل أن ارتكب الأذى في حقهم أن أذيهم لا وبالتالي يؤدي إلى التماسك الاجتماعي ولكن أصل التماسك الاجتماعي من أين جاء؟ جاء من الصلاة إن الحسنات يذهبن السيئات باعتبار أن سياق الآية قبلها كانت تشير إلى الصلاة فأطلق على الصلاة على أنها حسنات لكن هذه الحسنة التي تذهب السيئة عبرة لمن ذكرى لمن ذكرى للمنلبس بالصلاة ذكرى لمن يؤدي أوامر الله وليس ذكرى للغافل الغافل غافل حتى يعرف المصلي أنه دائماً في حالة تلبس في ذكر الله تعالى فلا يرتكب المعصية والذنوب في حق الله.

بعض المذنبين عندهم بصيص من النور وهذا البصيص ينقذهم من النار إنسان فاسق فاجر ما في معصية إلا ويرتكبها إلا وقد ارتكبها لكن عنده صفة واحدة مثلاً أخلاقيه مثلاً هذا البصيص من الأمل قد ينقذه من النار مع أنه فاسق يعني مثلاً في أيام العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه جاء إليه أحد التجار الكبار قال له مولانا أنقذني قال له العلامة ما الذي جرى قال له مولانا في عصابة مجرمة فاسقة تريد أن تقوم بزيارتي هذه الليلة ودخول هؤلاء في مجلسي يشوه سمعتي هذول ما كو معصية خمور وسرقات وأذيت الناس إلا وقد ارتكبوها هذه جماعة وهذه عصابة تدخل مجلسي تشوهني أمام الناس انقذني شوف لي حل قال له لا عليك بعد أن انتهي من صلاة المغرب والعشاء سأقوم بزيارتك قبل أن يصلوا إليك صلى العلامة المجلسي صلاة المغرب والعشاء وذهب إلى مجلس هذا التاجر وجلس في المجلس جلس في زاوية جاءت العصابة لما دخلوا ووجدوا العلامة المجلسي وهم لا يعرفونه لا يعرفون شخصية هذا الشخص قالوا للتاجر جئنا لنستأنس يعني نريد أن نشرب الخمر ونلهو ونستمع للغناء وجود هذا الشيخ يخرب الجلسة فقال له العلامة المجلسي اجلسوا جلسوا فقال زعيم العصابة أيها الشيخ نحن فسقه ونخالف أوامر خالقنا ولكن عندنا صفة غير موجودة عندكم أيها المتدينين أنتم أناس متدينون الصفة الموجودة عندنا ليست موجودة عندكم كمتدينين فقال العلامة المجلسي فما هي هذه الصفة التي هي غير موجودة عند المتدينين فقال زعيمهم إذا أكلنا ملح الرجل لا نكسر مملحته يعني إذا أضافنا كنا في ضيافة شخص وأكلنا من زاده وطعامه لا نخوض في عرضه وشرفه ما نتكلم عليه لا نكسر مملحته يعني لا نخوض في عرضه ولا نغتابه فقال المجلسي أنت تكذب فغضب زعيم العصابة قال أيها الشيخ إما أن تأتي بالدليل على كذبي أو الآن أقوم بقتلك من هو الإنسان الذي أكلت من زاده وطعامه وخضت في عرضه وشرفه من؟! مَن مِن هؤلاء فقال العلامة المجلسي أنت أكلت ملح الله يعني خيره ورزقه لكنك عصيته فتغير وجه الزعيم زعيم العصابة وقال لجماعته قوموا فلا أنس عندنا هذه الليلة خرجوا جميعاً في نصف الليل جاء زعيم العصابة إلى بيت العلامة المجلسي قال له أيها الشيخ كلمة البارحة أي قبل ساعات أثرت في أثرت في نفسي أنني أكل من خير الله وطعامه ورزقه ولكنني أعصيه فهل لي من توبه قال له نعم إن الله توابٌ رحيم فتاب وأصبح من التائبين عنده بصيص أمر صارت له مخرج إلى رحمة الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوكل عليه الذي انفرد بالوحدانية والكمال واستوعب عموم المحامد والممادح نحمدك اللهم إذ هديتنا للإسلام وجعلتنا من أمة سيد الأنام وأشهد أن لا إله لا شريك له في خلقه ولا شبيه له في عظمته وأصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين السراج المنير والبشير النذير الذي اسمه في السماء أحمد وفي الأرض أبي القاسم محمد.

وصلى على علي أمير المؤمنين وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وصلي على الحسن والحسين وعلى علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم المهدي.

حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ فِي بِلادِكِ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات إنك على كل شيءٍ قدير.

قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إذا كان آخر ليلة في شهر رمضان غفر الله عز وجل لهم جميعاً.

أيام قلائل وينصرم عنا هذا الشهر الفضيل ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم وللجميع أن يكتبنا من السعداء والفائزين وأن نكون من عتقاءه من جهنم وأن لا يمر علينا وينتهي هذا الشهر الفضيل ويأتي بعده شهرٌ آخر إلا ونحن بخير وعافية في ديننا ودنيانا.

هناك بعض المظاهر في تفويت الفرصة في شهر رمضان يعني هناك تفريط من قبل بعض المسلمين أو بعض المؤمنين قد لا يكون متعمداً وإنما عن حسن نية أو من باب الجواز الشرعي فقط هناك ظواهر في شهر رمضان ظواهر سلبية طبعاً هذه الظواهر أنا سأتحدث عن ظاهرتين بشكل مجمل ولكن بشكل عام هذه الظواهر السلبية مثلاً ظاهرة التسول أيام السنة موجودة ولكن في شهر رمضان تزداد هذه الظاهرة مثلاً مثلاً ظاهرة السرعة والتهور قبل أذان المغرب بساعة مما يؤدي إلى تسبب في حوادث وغير ذلك هذه ظاهرة سلبية بالنسبة إلى الناس مثلاً ظاهرة الازدحام في أواخر الشهر الشريف في قضاء مستلزمات العيد للأسرة مع أنه بإمكانه أن يشتري مسلتزمات العيد في أوائل شهر رمضان بأسعار رخيصة ودون أن يحصل هناك ازدحام في أواخر الشهر وارتفاع الأسعار في أواخر الشهر وغير ذلك هذه ظواهر وغيرها ظواهر.

أنا أريد أن أتحدث عن الظاهرة الأولى بشكل مجمل لإلفات المؤمنين ظاهرة السفر في العشر الأخيرة من شهر رمضان في العشر الأواخر السفر في شهر رمضان شرعاً جائز لا يوجد إشكال ولكن هناك جانب أخلاقي وعبادي وفيه من الفضائل شيء كثير مثلاً سفره من دون أن ينوي الإقامة في بلد سفره مثلاً للسياحة يفوت عليه فضيلة الشهر الشريف والثواب العظيم في هذا الشهر وبإمكانه إذا لم يكن مضطراً إلى السفر بإمكانه أن يسافر بعد انتهاء شهر رمضان فلماذا يفوت بعض المسلمين أو بعض المؤمنين فضيلت إتمام الشهر في بلده لماذا يفوت هذه الفضيلة حتى أعمال ليلة القدر لا يقوم بها ذهب للسياحة في أوروبا وغير ذلك مع أسرته مثلاً نقول جائز شرعاً لا يوجد إشكال ولكن تفويت الفضيلة مثلاً لا يحضر أعمال ليلة القدر ولم ينوي الإقامة في بلد السفر أو يفوت عليه ثواب صلاة العيد وثوابها عظيمٌ عند الله وهي واجبة في زمن المعصوم ومستحبه في زمن الغيبة فيفوت هذه الفضيلة أيضاً عنه كما أنه يحرم نفسه من لقاء بإخوانه المؤمنين يوم العيد يوم التلاقي بين المؤمنين المصافحة فيما بينهم التبريك فيما بينهم وهو يوم توزيع الجوائز وتوزيع الرحمات على العباد فلماذا يقوم الإنسان بسفرٍ ليس ضرورياً ودون أن ينوي الإقامة فيحرم نفسه من الثواب العظيم في إتمام هذا الشهر الشريف هذه النقطة ينبغي للمؤمنين أن يلتفتوا إليها أهمية عدم التفريط في شهر رمضان وإذا الآن تشوف مثلاً كثير من المسافرين أو يذهب إلى الرحلات البرية والبحرية قبل أن يعيد قبل العيد بيوم يومين تشوفه طالع انتظر هل اليومين واحصل على الأجر والثواب هذي يوم توزيع الجوائز التقي بالمؤمنين بصلة الأرحام قم بزيارة بعض الأقارب وغير ذلك لا تحرم نفسك من هذا الثواب العظيم هذه نقطة ينبغي للمؤمنين أن يلتفوا إليها.

النقطة الثانية في مسألة دفع الزكاة للأرحام والأقارب هناك نقطة مهمة طبعاً إعطاء الزكاة زكاة الفطرة إلى الأقارب والأرحام يستحب أولى من غير الأقارب يستحب عندك قريب من أرحامك محتاج هو أولى بدفع الزكاة إليه من غيره هو أولى ولكن هنا نقطة مهمة ينبغي أن نترقى بأخلاقنا وليس نتحدث عن مسألة شرعية هذا الإنسان القريب من أرحامك وهو محتاج يعني طول السنة يحصل منك خمسين أو مئة ريال مثلاً بعنوان زكاة الفطرة جداً صعبة هذه صعبه لماذا لا تعطيه مثلاً بدل المئة الريال أو الخمسين ريال كزكاة فطرة أعطه من حر مالك ألف ريال هذه مسألة فيها أخلاقيه أفضل يعني عليك أن تترقى بأخلاقك أكثر بكثير من أداء الواجب عليك يعني زكاة الفطرة والله أعطيها لأقاربي وأرحامي معليه يستحب ما كو مشكلة لكن لا تحسسه على أنه الآن أنت أعطني على مدار السنة جايب لي زكاة الفطرة هل المبلغ لا تحسسه بهل الطريقة هذه أعطه ألف ألفين أعطه من حرّ مالك حتى يشعر بعزة نفسه وأنت بالنسبة إليك أيضاً تترقى بأخلاقك فلا تكتفي بدفع زكاة الفطرة هذا المبلغ القليل لأحد أرحامك اشكد يصرف في كمالياته في سفره مبالغ طائلة بينما إعطاء الرحم إعطاء هذا القريب ولو بمبلغ متوسط لا يضر هذا الإنسان أداء الواجب شيء ولكن الترقي الأخلاقي شيءٌ آخر هذه النقطة ينبغي للمؤمنين أن يلتفتوا إليها الإنسان المتمكن يعطي من حرّ ماله أيضاً بالإضافة إلى زكاة الفطرة يضع زكاة الفطرة مع حرة ماله ويعطيها لأحد أقاربه ولكن لا يشعر أنه هذه زكاة مثلاً يقال فلان أعطاني ألفين ثلاثة أربعة مثلاً يعرف أن هذا من حرّ ماله وليس من زكاة الفطرة لأن زكاة الفطرة ما توصل إلى ألف وألفين وثلاثة وأربعة فيعرف أن هذا من حرّ ماله هذه النقطة أيها الأخوة والأخوات ينبغي أيضاً أن نلتفت إليها في الجوانب الأخلاقية والتعاطي مع الأحكام الشرعية الواجبة نسأل الله لنا ولكم قبول الأعمال والطاعات اللهم نبهنا من نومة الغافلين اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وعيوننا من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعم وما تخفي الصدور اللهم بصرنا بمكائد أعدائنا الله عجل لولينا الفرج واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله

والحمد لله ربّ العالمين