فجر الجمعة

نداء الجمعة غزوة أحد وحكمة القائد رسول الله ص

 

أيها الأخوة الكرام مرت بنا في هذا الأسبوع ذكرى غزوة أحد أو معركة أحد و شهادة من استشهد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في تلك الغزوة الذين بلغوا سبعين شهيداً وكان من بينهم عم رسول الله من بينهم عم رسول الله سيد الشهداء حمزة ومصعب بن أبي عمير ورجالات كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وآله من خيرت المهاجرين والأنصار.

هذه المعركة حدثت في السنة الثالثة للهجرة حيث جاء المجرمون بعد أن هزموا الهزيمة النكراء في معركة بدر جاؤوا لنتقموا من رسول الله وأصحابه جاؤوا ليأخذوا بالثائر فحرضوا كل القبائل وكل أفخاد قريش الذين وتروا في معركة بدر على أن ينتقموا لقتلاهم الذين قتلوا في تلك المعركة في بدر الكبرى.

فجهزوا جيشاً كبيراً وجاؤوا على رأس ذلك الجيش بقيادة أبي سفيان في السنة الثالثة للهجرة في شهر شوال وقد أنزل الله سبحانه وتعالى في تلك المعركة آيات من الذكر الحكيم في سورة آل عمران مطلعها قوله تعالى وإذ غدوة من أهلك تبوء للمؤمنين مقاعد للقتال وقد تشاور رسول الله أو شارور رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه فبعضهم من أشار عليه بأن يبقى في المدينة ويتحصن ولا يخرج وبعضهم من أشار عليه بالخروج ثم بعد ذلك اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله قراره بعد أن رأى أصحابه مختلفين في مواقفهم اتخذ قراره في الخروج فجاء بعض أصحابه يريد أن يعترض على خروج رسول الله وأن ينصرف عن رأيه في الخروج فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينبغي لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل.

طبعاً رسول الله صلى الله عليه وآله يشير إلى أن القرار النهائي والأخير بيد القائد وأن القائد العام إذا اتخذ قراره يجب على الجميع أن يتبعوه.

الأمر الثاني أن القائد العام ليس من الجدير والقائد به أن يكون أمعه ليس عنده رأي مرة مع هؤلاء ومرة مع هؤلاء ثم يغير رأيه مرة إلى رأي أولئك وهكذا فحينما رأى آرائهم مختلفه اتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله قراره فلما اتخذ قراره وجاء بعضهم ليثنيه عن الخروج لا يمكن هنا رسول الله أن يثني قراره يعني لا يكون أمعة في يد هؤلاء وبيد أولئك هو قائد عام عليه أن يدرس الأمور ويتخذ قراره وإذا اتخذ قراره لا ينبغي أن يثني في قراره وعلى الجميع أن يتبع قرار القيادة العامة في تلك المواقف الصعبة ولهذا قال صلى الله عليه و آله لا ينبغي لنبيٍ إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل.

انظروا إلى ما أمرتكم به فاتبعوه امضوا على بركة الله فلكم النصر ما صبرتم، انظروا إلى ما أمرتكم به فاتبعوه هنا يأمرهم بأن يتبعوا أوامره ولا يحدوا عن أوامره قيد انمله ثم قال لهم امضوا على بركة الله الله سبحانه وتعالى يبارك لكم مسيركم ويؤيدكم بالنصر لكم النصر ما صبرتم أيضاً بشرهم أن النصر حليفه متى ما صبروا وثبتوا واتبعوا أوامر الرسول واتبعوا أوامر قيادتهم ولم يحيدوا عنها بتاتاً.

هناك رسول الله صلى الله عليه وآله لما خرج إلى المعركة خرج إلى منطقة أحد وكلكم ربما أو جلكم ذهب إلى المدينة المنورة وزار ساحة معركة أحد هناك وزار قبر حمزة سيد الشهداء رزقنا الله وإياكم الوصول هناك رسول الله صلى الله عليه وآله رسم مخطط المواجهة رسماً قيادياً عسكرياً دقيقاً وأمرهم أن يتبعوا ذلك المخطط الذي رسمه لهم رسول الله صلى الله عليه وآله ووزعهم في مواضعهم ومواقعهم العسكريه جعل كل جماعة في موقعها العسكري وأمرهم بأن لا يحيدوا عن تلك المواقع العسكرية ومن تلك المواقع العسكرية التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وآله أن جعل الرمات على جبل الرمات الذي يعرف الآن بجبل الرمات الذي إذا ذهبتم هناك إلى المدينة المنورة ترو الناس يصعدونه هناك قريب من ساحة المعركة.

وقال لأولئك الرمات بعد أن أمر عليهم عبد الله بن جبير قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله احموا لنا ظهورنا فإننا نخاف أن نؤتى من ورائنا وإلزموا مكانكم ولا تبرحوا وإن رأيتمونا نهزمهم يعني لا تغادروا مكانكم بتاتاً حتى ولو رأيتمونا قد هزمناهم ولا تبرحوا وإن رأيتمونا نهزمهم وإن رأيتمونا نقتل فلا تعينونا وإن رأيتمونا نقتل ولا تدفعوا عنا اللهم إني أشهد عليهم.

هنا رسول الله صلى الله عليه وآله وضعهم في ذلك الموضع حتى في بعض الروايات قال لهم إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى ادخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان يعنيهزمناهم حتى اوصلناهم إلى مكة أنتم لا تغادروا هذا الجبل وهذا المكان.

طبعاً وصل جيش المشركين بدأت المعركة واحتدم القتال وتحقق النصر برسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وقرر جيش المشركين الفرار بل فروا من ساحة المعركة وتركوا أسلحتهم وأمتعتهم خوفاً ورعباً وقتل منهم من قتل فلما فروا وخلت ساحة المعركة من المشركين ولم يبقى إلا سلاحهم وأمتعتهم وما تركوه من الغنائم في ساحة المعركة وأخذ الذين في ساحة المعركة يجمعون الغنائم شق على الذين فوق الجبل أنهم لا يجمعوا الغنائم فإذا لم يجمعوا في نظرهم إذا لم يجمعوا الغنائم فإنهم لن يحصلوا على شيء من تلك الغنائم علماً بأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يجمع الغنائم ويأخذ خمسها ثم يقسمها على أصحابه.

فنزلوا من على الجبل فلما نزلوا من على جبر الرمات واشتغلوا بجمع الغنائم التفت قائد خيالة جيش المشركين وكان على الخيالة خالد بن الوليد فرأى أن المسلمين مشغولين بجمع الغنائم والجبل خالي فصعد على الجبل بجيشه ثم عطف المشركون جميعاً على المسلمين عطفه واحدة من فوق جهة جبل الرمات ومن أسفل الجبل وقتلوا من أصحاب رسول الله مقتله كبيرة حتى بلغ عدد الشهداء سبعين شهيدا.

وفرّ أكثر الجيش عن رسول الله صلى الله عليه وآله فروا عن رسول الله إلا القلة القليلة جداّ الذين بقوا مع رسول الله وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي عليه السلام ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المعركة وأخذ يقاتل ومعه ابن عمه علي وإذا قاتل الرسول لا بدّ أن يتحقق النصر والغلبة ولقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله في موقفين وفي معركتين في هذه المعركة ويوم حنين وكان نزوله صلى الله عليه وآله في المعركة في كلا المعركتين لسببٍ خطير وهو سبب الهزيمة التي مني بها المسلمون في معركة أحد والهزيمة التي مني بها المسلمون يوم حنين حينما أعجبتهم كثرتهم وضعفت همتهم وولوا مدبرين وكاد أن يتحقق النصر والغلبة للمشركين فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه إلى المعركة وأخذ يقاتل قتال الأبطال حتى نزل يوم أحد حتى إذا حمي الوطيس علي وما أدراك ما علي ذلك البطل الشجاع الذي لا يقف أحد أمامه قط وهو يقول عن يوم أحد كلما حمي الوطيس استندنا برسول الله صلى الله عليه وآله احتمينا برسول الله صلى الله عليه وآله النبي والرسول لا بدّ أن يكون أشجع البشرية على الإطلاق ولا يستطيع أحد أن يواجه الرسول صلى الله عليه وآله ورسول الله صلى الله عليه وآله كانت تزدلف عليه الكتاب وكان المشركون همهم رسول الله كل همهم أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وآله لأن القاعدة الأساس إلى تلك الدعوة المحمدية وإلى ذلك الإسلام العظيم هو من هو رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا قتل رسول الله صلى الله عليه وآله بالتالي في نظرهم أنهم قد حققوا النصر الكبير فكانوا يزدحمون يردون قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وكلما ازدحمت الصفوف على رسول الله نادى رسول بعلي فيجبه علي عليه السلام بالتلبيه.

حتى هزم المشركون بعد ثبات القلة القليلة إلا أن كثيراً من أصحاب رسول الله تفرقوا وفروا وترك رسول الله وحيداً وبعضهم حتى فرّ من المدينة وذهب إلى البادية وإلى الهجر ولم يعد إلا بعد أيام بل أن بعضهم ذهب وارسل رسلاً إلى أبي سفيان يطلب منه الأمان لنفسه.

وجاء بعض الأنصار من المدينة يردوا أن يلتحقوا إلى المعركة وكان بعض الأصحاب جالسين في الطريق بعد أن فروا يقولون ويجبنون من يريد أن يذهب ويقولون لهم إلى أين ستذهبون إن محمد قد قتل هكذا كانت تلك المعركة معركة اختبار إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله.

وجعلوا في نفوسهم بعد ذلك بعدما رأوا القتلى في صفوفهم جاء أو دخل نفوسهم شيء من التردد كيف نحن المسلمون نغلب وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وآله يعدنا بالنصر ونغلب ومن هذا الكلام الشيطاني الذي يداخل النفوس أحياناً وإن الشيطان ليجري من الإنسان مجرى الدم في عروقه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مخاطباً لهم ولقد صدقكم الله وعده إذ تحثونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم عصيتم رسول الله من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة.

هنا درس الاختبار هنا درس الصبر هنا درس الثبات الذي ينبغي للمؤمن أن يصبر ويثبت ويطيع قيادته وخصوصاً بالنسبة إلى الأوامر العسكرية من القائد العام يجب على الإنسان الذي يكون جنيداً أن يكون طائعاً إطاعه تامة إلى قيادته لا يحيد عن أوامر قيادته ولا ينثني وليس في تلك المواقف الصعبة أن يحيد الإنسان عن موقف القيادة فإن نتيجة ذلك الفشل نتيجة ذلك الشتات والضياع نتيجة ذلك الهزيمة أما رأيتم كيف خدع أصحاب أمير المؤمنين يوم صفين بخدعت المصاحف فلما خدعوا بتلك الخدعة كيف آلا أمر معركة صفين بعد أن كانت راية النصر ترفرف على أكتافهم وكانت راية النصر بيد علي عليه السلام.

كيف حينما عصو القيادة وعلي عليه السلام يقول لهم إنها لخدعة إنها لخدعة كيف أنهم ارتدوا ونكلوا وشهروا السيوف في وجه أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال له لتقف الحرب ونحتكم إلى كتاب الله وبالتالي سرت في أوساطهم تلك الخدعة وكان نتيجتها الهزيمة.

ينبغي في تلك المواقف الصعبة أن يتبع الإنسان قيادته إتباعاً صادقاً وفياً لا يحيد عنه قيد أنمله والله سبحانه وتعالى يختبر النفوس والله سبحانه وتعالى يبتلي صبر الناس ويبتلي ثباتهم وطاعتهم ولكن لا شكّ أن تلك النفوس ربما تصاب عندئذٍ بمواقف ضعيفه بسبب المعاصي والذنوب إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا.

المعاصي والذنوب لها أثر كبير في المواقف الصعبة المعاصي والذنوب والمعاذ بالله تزلزل الإنسان وتخذله عند اللقاء وعند المواقف الصعبة ولهذا ينبغي للمؤمن أيضاً أن يكون دائماً في خط طاعة الله ورضوان الله سبحانه وتعالى وإلا والمعاذ بالله حتى عند شدة سكرات الموت بسبب المعاصي والذنوب ربما ذلك الإنسان والمعاذ بالله يتزلزل في تلك اللحظات فإن للمعاصي والذنوب آثار وأشد آثارها تكون في المواقف الشديدة في المواقف الصعبة.

الله سبحانه وتعالى أراد أن يختبرهم وقد قال تعالى إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء وقال تعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولما يعلم الصابرين وقال تعالى ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ما يجري على المؤمنين من مواقف عظيمه ومواقف شديد فيثبت فيها من يثبت وينهزم فيها من ينهزم كلها تلك فوائد عظيمة ومن تلك الفوائد أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يعلم المؤمنين الثابتين طبعاً الله سبحانه وتعالى يعلم ولكن يريد أن يظهر حقيقة المؤمن وقت إيمانه وحقيقة المنافق وحقيقة الإنسان الذي يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصحابه شرّ انقلب وبالتالي الله سبحانه وتعالى لا بدّ أن يختبر المؤمنين ليعلم المجاهدين ليعلم الصابرين يميز يميز المجتمع ويظهر الخبيث ويظهر الطيب حتى يعرف المجتمع بعد ذلك حقيقته ويعرف من هم أولئك الأفراد المنافقين الذين في وسط المجتمع أيضاً أراد الله سبحانه وتعالى أن يعطيهم درس بأنهم لا بدّ أن يأخذوا بأسباب النصر المادية ليس فقط دائماً الإنسان يتعلق بالإعجاز الإلهي الرباني بل لا بدّ عليه أن يأخذ بأسباب النصر ومن أسباب النصر ما قاله تعالى في كتابه الكريم وأعدوا لهم ما استطعتم ومن أسباب النصر أيضاً أن يتوحدوا ومن أسباب النصر أيضاً أن يطيعوا قيادتهم ومن أسباب النصر أن يثبتوا ويصبروا أيضاً كذلك من على الأمة أيضاً أن تثبت على حقها فلا تنهزم حينما يقتل قائدها ولهذا أحد الأنصار حينما قيل له لماذا تذهب إلى المعركة فإن محمد قد قتل قال فقوموا نقتل على ما قتل عليه محمد قوموا نقتل على ما قتل عليه محمد يعني ليس الحق يدور مدار وجود النبي وعدمه بل على الأمة التي آمنت بالحق وشهدت بالحق أن تتمسك بالحق سواء كان النبي معها أو النبي ارتحل على الرفيق الأعلى هي آمنت بالحق وعليه أن تصبر وتتحمل وتثبت وتسير على مسيرة قائدها وزعيمها الذي جاء لها بذلك الحق ولا تحيد عن الحق لمجرد أيضاً مثلاً ارتحل الزعيم والقائد بل على الأمة المؤمنة بالحق أن تلملم جراحها وأن تعيد نشاطها وقوتها وأن أيضاً كذلك تنظم أمرها ومسيرها في النهاية النصر والثبات.

أيضاً كذلك الله سبحانه وتعالى أراد أن يعطيهم درس عبرة أيضاً لما وقع للأمم السابقة حيث أراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لهم خذوا دروس وعبر من الأمم الذين سبقوكم قال تعالى وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما استكانوا والله يحب الصابرين بالتالي يبنغي للمؤمنين أن يثبتوا على الحق ويتخذوا دروس وعبر من تلك المواقف ونحن كأمة إسلامية في هذا العصر وبعد ألف وأربعمئة عام من حياة رسول الله ومواقف رسول الله علينا أن نتخذ سيرة رسول الله ومنهج رسول الله درساً وعظة وعبرة وأن نتبع تلك المواقف المحمدية ونسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وآله ولا نحيد عنه قيد أنملة وأن نتخذ تلك السيرة المحمدية العطرة نبراساً  لنا في حياتنا في عصرنا الحاضر هذا فنسير على هدي رسول الله وسنة رسول الله الذي كتب الله له النصر المؤز بعد ذلك الصبر والجهاد والعطاء والثبات فأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر الأمة الإسلامية نصراً عزيزاً مؤزراً وأن يوحد كلمتهم وأن يرد كيد أعداء الله في نحورهم وأن يجعل كلمة الإسلام هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى.

أسأل الله أن يرينا ربوع بلاد المسلمين جميعاً في نصرٍ وعزة وأمن وأمان وسلامة وإسلام إنه سميعٌ مجيب.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد