فجر الجمعة

نداء الجمعة || أربعينية الإمام الحسين (ع)

 

سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل

تقترب الأيام من ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع)، وتزدحم الألوف من كل أصقاع الدنيا مشيا على اللأقدام للوصول إلى ذلك الحرم المقدس، وإلى تلك المدينة المقدسة، التي تقدست بجسد الإمام الحسين والخيرة الخيرة من أهل بيته، وبتلك الدماء الطاهرة الزكية التي سالت على تلك التربة، فنالت تلك المكانة والرفعة، كربلاء المقدسة التي تزدحم لها الألوف، وتهوي لها الألوف من كل مكان، ويسير المؤمنون على الأقدام، بل وغير الشيعة كذلك، كل عشاق الحسين، وكل أحرار الدنيا يسيرون مشيا على الأقدام، لينالوا شرف الوصول إلى ذلك الحرم المقدس، شرف الوصول إلى كربلاء الإمام الحسين (ع)، ليحييوا الإمام الحسين عظيما، ويحييوه زعيما، ويحييوه قائدا، يجسدوا تلك الشخصية الكبرى،  تلك الشخصية العملاقة، تلك الشخصية الفذة التي كانت للإنسانية جمعاء وليس للشيعة فحسب أو للمسلمين فحسب، بل لكل احرار الدنيا، ولكل مستضعفي العالم، الإمام الحسين خرج لله، ليكون لعباد الله جميعا، إحياء ذلك اليوم وتلك الذكرى العظيمة هو لا شك تخليد لعاشوراء الإمام الحسين، وتخليد لتلك الذكرى، وإحياء في مهرجان حسيني كبير لحادثة كربلاء، وبكل ما تحمل من أبعاد، وبكل ما تحمل من عطاء، وبكل ما تحمل من قيم ومن مبادئ جسدها الإمام الحسين (ع)، ولا شك أن تلك المسيرة المليونية التي تزحف إلى كربلاء الامام الحسين (ع) هي مشهد حضاري عظيم، وعرفان جميل إلى لامام الحسين (ع)، الذي أعطى كل حياته لله وفي سبيل الله من أجل الدين ومن أجلنا ومن أجل الإنسانية جمعاء، وقليل أن تزحف ويزحف كل أهل الدنيا إلى كربلاء مشيا على الأقدام، قليل ذلك في حق الإمام الحسين (ع)، الذي تزدحم ملائكة السماء عند قبره المقدس ليل نهار ومن يوم شهادته إلى أن يرث الله الدنيا ومن عليها، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الوصول إلى زيارته، وأن يسلّم زائريه، ويرجعهم سالمين غانمين، وأن يشركنا في دعائهم الصالح إنه سميع مجيب.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد