صدى القوافي

مدرَسةُ الحُسينِ ... سبيلُ النَّجاة

حسين اللويم

آياتُ طفِّكَ أكملت قُرآني
وتَشجَّرَت كلِماتُها بِكياني

وعليَّ قد ألقَت دِماؤكَ بُردةً
أحيَّت أنايَ فلَن يَحينَ أواني

وخيولُ صوتكَ ما تلكَّأ جَريُها
قدحَت حوافرُها حَصى الآذانِ

وأريتَ من عصبَ العيونَ ومن غَفا
أتُرى سيُعذَرُ والشُّموسُ معاني !

أتُرى سيُخرِسهُ الوجومُ إذا رأى
نحراً على سيفِ الجريرَةِ حاني !

أم كيفَ يُسعِفهُ الحديثُ وما دَعَت
فَتَّ الضُّلوعِ قوادمُ الخُذلانِ !

فيما سينفعهُ السُّكوتُ ، أما درى
أنَّ السُّكوتَ مَطِيَّةُ الإذعانِ !

أوَما درى أنَّ الذي لَبَّاكَ في
وضحِ الهدايةِ ذو رؤًى رَّبَّاني !

تلميذُ مدرسةٍ بَنيتَ عِمادَها
وبها فضَحتَ عبادةَ الأوثانِ

علَّمتَهُ أنَّ الثَّباتَ قضيَّةٌ
الحقُّ فيها بُلغَةُ المُتفاني

صاغتهُ كفَّاكَ اللَّتانِ تَناوبا
كفَّ الأذى عن مِلَّةِ الرَّحمانِ

وتعَهَّدتهُ عيونُ صحبِكَ حينما
خزَرَت بوجهِ صوارمٍ وسِنانِ

وكفيلهُ ذاكَ الذي كفُلَ السِّقا
وبرى جراحَ النَّهرِ والشُّطآنِ

من سَلَّ قِربتَهُ على يَبَسِ الظَّما
فنما بها فوقَ الثَّرى كفَّانِ

*******

يا روحَ أحمدَ يا صنيعةَ حيدرٍ
يا سِرَّ خلقِ الله للأكوانِ

يا توبةَ العاصي ويا دَرءَ الأسى
يا بَرءَ أوجاعٍ وطيبَ زمانِ

هل لي بأجوبةٍ لعلَّ تساؤُلي
يجتازُ حيرةَ هاجسٍ أضناني

فالحادثاتُ بكربلاءَ عجائبٌ
مازلتُ ممَّا قد شهدتُ أُعاني

أتُرى وقعتَ أمِ المجرَّةُ من هَوت
فَعَلا السَّديمُ بظلمةٍ ودخانِ

والشِّمرُ هل حزَّ الوريدَ أمِ الرُّبى
إذ داسَ صدرَ الوردِ والرَّيحانِ

والرَّأسَ مرفوعاً أرى أم يا تُرى
قبساً يطوفُ بلؤلؤٍ وجُمانِ

*******

يا سيِّدي إنِّي أسيرُكَ فانتَشل
قلبي لئلَّا يرتضي بهواني

فأنا ربيبُكَ مذ سكنتَ جوانحي
وأقمتَ فيَّ كرامةَ الإنسانِ

وصدحتُ باسمكَ فارتقيتُ بهِ العُلا
حتَّى استقرَّ على السَّماءِ عَناني

فجرى يُرَتِّلُني المعينُ بخُضرَةٍ
صحِبَت ضِفافَ مشاعري وجَناني

*******

إنِّي على ذِكراكَ أنحُرُ أحرفاً
لتسيلَ من أوداجِها أشجاني

فأُرى أعالجُ مِن أنينيَ شهقةً
لَطمت خدودَ الصَّبرِ حينَ دعاني

مُتحَسِّراً أبكي وحوليَ قد غدَت
مُثُلُ الفداءِ وصولةُ الفرسانِ

وإليكَ من وجعي بعثتُ رسائلاً
حبَّرتُها بمحابِرِ البُركانِ

وتَبِعتُ نبضكَ لاهثاً مُتنفِّساً
نفحاتِ صرعى العشقِ والهَيَمانِ

مُتخطِّياً جبلاً تمَنَّعَ سفحُهُ
بالغدرِ والأحقادِ والذُّؤبانِ

إذ قُدتَني نحو النَّجاةٍ مُخَلِّفا
سِكَكَ الضَّياعِ وهُوَّةَ الشَّيطانِ

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد